بسم الله الرحمن الرحيم
لبست كربلاء المقدسة اليوم حلة السواد في الذكرى
السنوية الثانية لوفاة آية الله العظمى المرجع
الإمام السيد محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته) وبهذه
المناسبة الأليمة علّقت صور الإمام الشيرازي في شوارع وأزقة المدينة
وارتفعت فوق المساجد والمراكز الدينية عبارات قالها الإمام الشيرازي أو
كتبها في مؤلفاته تجد طريقها اليوم في حياة الشعب العراقي من الدعوة إلى
الشورى والحرية والتعددية وتطبيق قوانين الإسلام السمحة وبهذه المناسبة
أقام أهالي كربلاء المقدسة مهرجاناً تأبينياً في روضة الإمام الحسين عليه
السلام في الصحن الشريف حضره جمع غفير من أهالي كربلاء وفي مقدمتهم محافظ
كربلاء وأعضاء مجلس المحافظة وعلماء الدين الأعلام وممثلين عن مكاتب
المراجع الكرام ونخبة واسعة من أساتذة الجامعة والكتّاب والشعراء وجمع من
الزوار.
وفي إبتداء المهرجان السنوي رتّل الشيخ عبد
الزهراء البصري آيات من القرآن الحكيم ومن بعده ألقى الشيخ علي كمونه
كلمة أهالي كربلاء المقدسة بهذه المناسبة حيث ثمن الجهود العظيمة التي
قام بها الإمام الشيرازي في مدينته الطاهرة كربلاء المقدسة.
أعقبه الشاعر الحسيني عودة ضاحي التميمي الذي
ألقى قصيدة بهذه المناسبة كرسها في ذكر مناقب المرجع الراحل الإمام
الشيرازي (قدس سره).
وبعده إعتلى منبر الخطابة ممثل حزب الله فرع
كربلاء المقدسة الأستاذ حسين عبد الأمير حسن الذي ذكر في كلمته الدور
المهم الذي أضلع به الإمام الشيرازي في تاريخ العراق وحاجتنا اليوم إلى
سيرته العطرة وإلى القيم التي بذل حياته من أجلها وهي التعددية والحرية
السياسية الإسلامية.
وبعد ذلك حان وقت الشعر فألقى كل من السيد كريم
الحسيني ومن بعده السيد عدنان الموسوي قصيدتين بالمناسبة ابرزتا الشخصية
السياسية والعلمية والتربوية والفكرية للإمام الشيرازي.
وفي الختام ألقى سماحة آية الله السيد مرتضى
القزويني رفيق درب الإمام الشيرازي كلمة بالمناسبة سطر فيها بعض ذكرياته
مع الإمام الراحل منذ أكثر من نصف قرن حيث صاحبه منذ الفتوة وواصل رفقته
منذ في مختلف المواطن والأقاليم.
وقد اشتد الجمهور إلى كلمات السيد القزويني وهو
يروي لهم الحكايات المؤثرة عن سيرة الإمام الراحل وعن خدماته وزهده وعن
القيم الإسلامية والمثل العليا والأخلاق العالية التي تحلى بها كالصبر
على الأذى ومقابلة الإساءة بالإحسان وأنه لم يمتلك هو ولا أولاده شبراً
واحدا في هذه الدنيا وقد توفي وهو مديون، حيث كان يقترض الأموال لينفقها
في سبيل الله عزوجل
كما وذكر ذكرياته عن الليلة التي غادر فيها
الإمام الشيرازي مدينة كربلاء المقدسة وكله شوق لكي يرجع إليها من جديد
كما أشاد بالمرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي
(دام ظله) وأنه بحق من آيات الله العظام مع تقديره واحترامه لسائر
المراجع.
وقد تطرق إلى كثرة مؤلفات الإمام الشيرازي
وشموليتها مضافاً إلى مؤسساته العديدة في أنحاء العالم والأجيال التي
رباها على العلم والتقوى في مختلف البلاد.
وأشار إلى دور الإمام الشيرازي في جمع الكلمة حيث
تمكن من جمع كبار مراجع التقليد قبل أربعين سنة حيث اجتمع آية الله
العظمى السيد محسن الحكيم وآية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي وآية
الله العظمى السيد الخوئي (قدس سرهم) لتداول الأحداث التي كانت تجري في
إيرن آنذاك.
وفي ختام كلمته دعا آية الله القزويني أهالي
كربلاء للإقتداء بنهج الإمام الشيرازي واتخاذ سيرته منهجاً في حياته
العملية والعلمية.
هذا وقد أدار المهرجان الخطيب الحسيني العلامة
الشيخ عبد الحسن الأسدي الذي شارك المحتفلين بكلمة تأبينية أشاد فيها
بنشاطات الإمام الراحل في مختلف الأبعاد طالباً المجتمعين بالاقتداء به
باعتباره الأمثولة الخالدة التي لا تنسى.
|