قد ضيعوك المدّعون
قدضيعوك الطامعون الغائبون عن الحضور
قد ضيعوك العابثون وما دَرَوْك أباً كبير
قد ضيعوك الحاقدون مدى السنين
كم حاربوك وانت في كنف الحسين
قدحاربوك وانت ترفع راية الحق المبين
قدضيعتك أكفُّ مَنْ كَدَحَتْ لدنياها
وتجمعُ للسنين
قد ضيعتك أكفُّ من قد حاربتك
ومادرتك بأنّكَ الكهف الحصين
أسفي عليك أبا الرضا قد ضيعوك
المنتمون بجهلهم اسفاً اليك
قد ضيعوك معممون الجاهلون
اللاهثون على البطون
والباسطون اكفهم مثل الجياع
اسفي عليهم ضيعوك الباحثون
عن الدراهم والنقود
كلٌ تمسك بالعراق لكي يقود
قد ضيعوك متاجرون البائعون المشترون
بطهرك العيش الزهيد
قد ضيعوك كما ترى المتوهبون
بفكرهم ذاك العنيد
وتاجرت افراده بخلوص صدق الصدر
والحبر الشهيد
* * *
غالوك لمّا شاهدوك هوى القلوب
ورأوك شمساَ للفضيلة والهدى
صدقاً تذوب
قتلوك جسماً حينما واجهتهم
مَلِكاً تزيّن بالشهامة
وارتدى حِلوْ الخصال
قتلوك لمّا عاينوا في شخصك
البطل الذي ما روعته
أذى النبال
اتريد يا مولاي ان لا يقتلوك
ولقد وَضَعْتَ انُوفهم
تحت الحذاء
وسَحَقْتَ كُلَ شموخهم والكبرياء
ومَشَيتَ تسخرُ من تعديهم
عليك بلا اعتناء
وكَشَفتَ ما كانت تخَُبئُها
النفوس من البلية والبلاء
قد جئت يا مولاى في كفّيْك
تحمل نحوهم جُرع الدواء
لمّا رايتَ حياتهم قد اصبحت
رهن الفناء
ونهضت تصرخُ هاكُمُ
بيدي الشفاء
لكنهم وبلا اعتناء
قتلوك لمّا عاينوا كرماً حسينياً
يُواجهُ بالعداء
والبشر في قسمات وجهك
قد تجازى بالجفاء
* * *
حقاً فما اخذ المتيمُ في هواك
سوى التغنج والدلال
ولقد تسمينا باسمك يا نسيمات الجمال
أًوَهكذا حقاً كما قد سُميّت
فيك الرجال
لكنما اني ارى شتان
والفرق الكبير
كالفرق ما بين الحقيقة والخيال
كالفرق ما بين الثرية والتراب
والكلٌ ساهم في جراحك والعذاب
* * *
قد ضيعوك المادحون نفوسهم
والمعجبون بحالهم قد ضيعوك
خمسون عاما كنت في اوساطهم
صوتا يردد للفضيلة والهدى
اسفي وقد ارشدتهم
درب التقى
لكنهم ياسيدي ماقد وعوك
والى طريق الحق هم لا يتبعوك
لكنهم قد ضيعونا سيدي مذ ضيعوك |