الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء

 

شهر رمضان شهر البناء والتقدم؟

بسام محمد حسين

سماحته.. إرشاداته وتوجيهاته في شهر رمضان بلسم الجراح المؤمنين الصابرين ودعوة للمزيد من الجهد والعمل والوقوف مع الذات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين..

شهر رمضان، شهر جديد من بقية الشهور لأنه يمتاز عنها بأشياء كثيرة يريد للمؤمن أن يكون جديداً في كل أيامه، جديداً لا بلبسه حيث أعتاد البعض أن يرتدوا أجمل ما عندهم من الملابس.. جديد لا بمأكله.. حيث اعتاد بعض الناس أن يأكلون في هذا الشهر كل شيء جديد فكل ما لم يعتادوا على أكله.. يبتاعونه في هذا الشهر ليتناولوه كأنه ليس شهر الصيام؟!! بل شهر الطعام وكأن الهدف ليس هو التدريب على جوع وعطش الفقراء والمساكين ليواسيهم وليذكر جوع وعطش يوم القيامة بل الهدف التعود على تناول ألذ الأطعمة!

فمن توجيهات سماحته للمؤمنين في هذا الشهر أن يصمم مع نفسه أن يكون أفضل مما كان عليه، وأن يعاهد الله سبحانه وتعالى أن يكون لبنة جديدة تضاف إلى صرح الإسلام المتين، ليرتفع هذا الصرح شامخاً في سماء الدنيا باعثاً الهداية والأمل إلى كل البشرية..

وعن حاجة الإنسان وضرورة مراجعة تفاصيل أيامه وحياته قال سماحته (الإنسان بحاجة في كل عام إلى وقفة مع نفسه ومع الحياة، لأن غبار الحياة قد يتراكم على قلبه فيتجرد عن رؤية الحقيقة وتحول بينه وبين طريق التقدم، فلا بد من غربلة تمهد الطريق إلى الدخول في شهر رمضان لا بد من نفض لما علق بالإنسان من غبار الجهل واليأس والتخلف، والأخذ بشابيب الأمل والتقدم للمضي في طريق راسخ نحو تجديد الحياة الفردية ليكون هذا التجديد هو السبيل لتقدم حياة الجماعة نحو الأمام.

وأبرز سماحته أهمية رسالة الإسلام في تأكيد هذين الأمرين الحيويين كما قال سبحانه في كتابه الكريم (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم) وقال أيضاً فلنحيينه حياة طيبة) فالبشر قد يتراجعون إلى الوراء.. وقد يقفون في مواقعهم دون حراك أما المؤمن: إذا تساوى يوماه فهو مغبون) المؤمن في تقدم متواصل – في كل أبعاد الحياة – لا يعرف التراجع ولا يعرف التوقف ولا يعرف الكلل ولا الملل هكذا أراد الإسلام له مذكراً بقول الشاعر – وقال نبي الإسلام تقدمو وأحبب إلينا أن نكون المقدما

في شهر رمضان تترجم الأفكار إلى وقائع.. وتتحول الحروف إلى حركة والكلمة إلى حياة – يتحول الإنسان إلى أمة إبراهيم عليه السلام حيث كان أمه قانتاً لله – يكون أمة بتقدمه في هذا الشهر فهو يعبد الله ما يعادل عبادة سنة، وهو في المجتمع ليس فرداً بل أفراداً متعاونين متآخين، وهو في الكون بذرة تبعث الحياة في كل ركن من أركان الدنيا فشهر رمضان شهر الحركة والبركة كل جسم إذا مسه نسيم هذا الشهر يأخذ بالحركة.. فالكثير يخرجون للتبليغ في هذا الشهر المبارك، والكثير يشتغلون في الليل والنهار، وإذا ما حاولنا أن نحصي إنتاج بعض الأفراد لوجدنا أنهم ينتجون ما يعادل العام.

شهر رمضان هو ربيع القرآن، ففيه أولاً نزل القرآن الكريم كاملاً ثم تنزل على رسول الله (ص) منجماً ابتداء من السابع والعشرين من شهر رجب في السنة الأتية: ومن المعلوم أن نزول القرآن كان مقترناً ببدء البعثة. وفي القرآن الكريم يجد الإنسان برنامج التجديد الذي يبتغيه ويسعى من أجل تحققه في هذا الشهر من شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.. هو هدى للناس) هداية لإصلاح النفس والغير هداية معنوية ومادية، حيث تضمن دستوراً لكل طريق صائب ولكل زاوية من زوايا الحياة.

(وبينات من الهدى) حيث أن لهذه الهداية أدلة واضحة مأخوذة من هذا الجنس فليس مثلاً – من جنس المال ودليله، والشهود التي تثبت المال، بل هداية ودليل على الهداية، إذ الدليل يلزم أن يناسب المدلول، وإلا لم يكن دليلاً عليه، للزوم المناسبة بين عالمي الإثبات والثبوت كما يقوله علماء الكلام، ويبقى هناك أمر ثالث هو الـ(الفرقان) أي ما يفرق بين الحق والباطل، والرشاد والضلال، إذ قد يهتدي الإنسان إلى الحق لكنه لا يملك حالة التمييز بني الحق والباطل، والقرآن هو كتاب الهداية لجميع الناس (هدى للناس) فهو ليس لقوم دون قوم، ولا لجماعة خاصة، ولا لزمان معين ولا لمكان محدد.. بل للناس أجمعين.. ومن وصايا سماحته في هذا الشهر المبارك لا بد أن نستفيد من كل لحظة في هذا الشهر.

لا بد أن نستغل من كل عطاء من عطاءات هذا الشهر المبارك

لا بد أن يسعى كل واحداً منا أن يكون مرحوماً في هذا الشهر

وقد قال الصادق عليه السلام لا بد للخير أن يقع فاستعد أنت أن تكون من أهل الخير..

 
  الصفحة الرئيسية التاريخ يصنعه العظماء