المرأه في الخليج فهخ العولمه وقنص الامركه

المرأه في الخليج.. فخ العولمة وقنص الامركة

السيد عباس شبر حسين علوى

قد يبدو العنوان مثيرا للدهشه والاستغراب، فما علاقه المرأة بالعولمة و الامركة..؟ غير ان هذا المدخل هو وحده القادر على تفكيك أزمه المرأه المعاصرة في الخليج.
مؤخرا بدأ عالمنا يتحول الى كرة من (السلع السمعيه و البصريه) والبشرية توحدت لأول مره في الخليج عن طريق (ثقافه الصوت و الصورة) التى ترسلها الاقمار الصناعيه بلا حدود. و بتنا نعيش في ما يعرف بــ (القريه الكونيه) او العولمه. ما المشكل في هذا الامر؟؟
لا مشكله لأول وهلة، لكن ثمه أمر لا بد ان نتذكره، ان هذه القريه ليست كونيه على الاطلاق. فهذا الفضاء لا ينقل الينا ثقافه وقيما كونيه تتفق عليها جميع الثقافات. ان هذا الفضاء (الكونى) ليس سوى فضاء امريكى يهيمن فيه نمط الحياه والتفكير الامريكى الذى يقوم على قاعده ( تأمل مك جيية) و(الأقوى درعا) و بموجبه تعمل (هوليود) و(ديزنى لاند) و(ماكدونالد) و( الكونغرس) و(البنتاغون) لتملأ فضاءنا المسلم (بصور و اصوات) فاحشه و(عاهرة) في الاذواق والاخلاق والسياسه واذا حضرنا في الذهن ان اكبر مصادر (التثقيف) في الخليج هي الفضائيات المتلفزة ثم ان المرأة هي صاحبه الحظ الاوفر في تلقى هذه الثقافات لأسباب تعود على مكوثها غير الطبيعى في المنزل نتيجه للعادات وانعدام الخيارات المسموح بها خارج البيت عندها نكتشف ان غسيلا للدماغ اخذا بالانتشار تحت عباءات نساء الخليج..! ربما يعترض البعض قائلا ان المشكله المطروحه لا تمثل ازمه حقيقيه إلا لدى قطاع نسائى معين وهو القطاع الجامعي او المثقف وبتحديداكبر فإنها تخص نساء المناطق التى لا تملك مؤسسات اجتماعيه ودينيه قادره على ضبط ثقافه وحركه المرأة اما المناطق التى يسودها العمل التوجيهى الواسع كالمجتمعات الشيعية التى تتميز بفاعليه مساجدها ومناسباتها الدينية فلا معنى فيها لذاك التصور.

ظاهريا يملك هذا الاعتراض وجاهه ما ولكننا نثير تساؤلات جديه حول مدى تأثير تلك المراكز على جمهور النساء خاصه وهل ان لغتها المستخدمه تناسب واقع وهموم وتطلعات المرأه المعاصره..؟ وهل تقوم بأدوارها وفق ميزان اليوم من القيم التسخيفيه الساقطه بفضل وسائل الاعلام الخارقه هى اكثر تأثيرا على عموم المجتمع النسائى الخليجى لا سيما مع الفرص المتيسره لـ(قنص) الفضائيات عبر (الستلايت) والمسطره و.. و.. في حين تؤدى المساجد و المأتم اى دور ندي يذكر، ولذلك لن نصدم عند سماعنا لحوادث غامضه، كموقف تلك السيده العجوز التى كانت منهمكه في متابعه القارىء الحسينى ولكنها حينما شعرت بطول المجلس أخذت تتمتم قائله ( متى سيأتى المصرع .. المسلسل المدبلج سيبدأ قريبا).