الصفحة الرئيسية  |  الأعداد السابقة  |  أنت تسأل ونحن نجيب  |  الأرتباطات  |  أرشيف الأخبار الثقافية  |  شارك في الكتابة  |  اتصلوا بنا  |  الرجوع الى صفحة المقالات الواردة >>

 

اترك البحر رهوا

علي الجلاوي

لاشيء أكثر من أن نكون هنا

 ساعة الصفر منطلقينْ
 

نخبأ خطوتنا في الشواطئ
عند سواحل كف الزمانِ
ونترك للموج أقدامنا

كي تقيم الصلاة على الشفتينْ

لا شيء أكثر غير الحسينْ

نجيء محملة بالمجازر أعناقنا
كيف نمتد فوق الخليج نوارس
تكسرنا اللغة الدم بين المضارع و اللاخبر

نجيء و يعبرنا راكضاً
يرتمي للمدى مديةٌ كفه
شجرٌ عينه

شجرٌ  .. وشجر

ليس مما تركنا الحقولَ
ولكننا حين أمعننا الدربُ كنا نسير إليها
شواطئ يختصر الصمت في رئتيها السفر

فأي طريق سنعبر بعد الطريق الذي ..
" عبرتْ دمنا رغبة "
كان .. تولد في دمه لا مفر

الطريق ليثرب أكثر مما احتملتُ
ولا شيء أكثر غير الحسينْ

إذاً ..
نترك السيف يقضتنا
كي تنام بلا وجعٍ
كصلاة على ودجينْ

قِبلتينْ
 

***       

يمد يديه بروحي ويسحبها
وحراء الذي انفجرتْ في يديه القصيدة
يتركني ذاهباً ويعودُ
أزاوله واقفاً باشتعاليَ  منتصباً

في دمي رقعة وسور

فأي المسافة نختصر الآنَ أي العيونِ
وأي دمٍ بيننا نشتهي لغةً
- كان سلمان يعرفها
لا تَسلْني إذاً
كيف للخبز عشقُ الحريق وصدرُ الحجر

كان سلمان ناراً ونطقاً وزلزلةً

و ثمر

لا تسلني إذاً
كيف تحترق الشمس تخبرنا كيف كنا

وكيف أباها سيذهبنا الطلقاء

ونطعنه لحظة الشكر في كربلاء

لا تسلني إذاً
كيف نخلق من صلصل الضلع أجسادنا
حين نسجد للنار فينا

ونرحل في اللا مقر

وكان الثماليُ يعرفها
وكميل وكل الذين هنا عبرتهم

طقوس التتر

فأي المسافة نختصر الآنَ
لا شيء أكثر
من أن نكون هنا لحظة الصفرِ مختلفينْ

ونترك للسيف أنباءنا

ليس أكثر غير الحسينْ
 

***

إن من وجعي
والعواصم تشغلها سمة القمعِ
أن العواصم أصغر من وجعي

ومدينتا دمها خلفها مغتفر

لا تسلني ..

فلن تستطيع معي وجعاً
هذه الخيل في دمنا
تعطي نار السؤالِ البيادقَ

واتخذتْ من صهيلي قمر

الحقول التي جسد المدِّ في لغتي من دمٍ
و النوارس عند اشتهاء المطاراتِ
عند اللواء المعطلِ
والكف مرفقة بالنخيل اعطنيها دم آخرٌ

صرخة من أغانٍ وسبيَ أخر

فأي المسافة نكتشفُ

وأي التي سحبتْ حزنها من دمِ الكونِ
وانعتقتْ صرخة
أي نار سنفتح في يدنا

أي يتمٍ سينكشفُ

كيف نامتْ على يدها لغتي صحوة بحذر

ليس مما ستفتحنا بالمواويلِ

أسئلةٌ

غير ما يستفيق بنا من خدر

ليس من خطونا
عندما يجمع اللوز أحلامه صورةً
غير ما يشعل الدربُ

في جسدين بقايا صور

فلا تغلق الصمت في وجه أسئلتي
إن دفء الحضور يشد على كتف العمر شمساً
ويعطي ارتحالي

جواز اجتراح القدر

فأي القصيدة أمضى
بمقدار قامتها سعةٌ لتسلق صبحٍ
وأي الحقول التي انتشرتْ في دمي

هي أدهى ، أمر

لاشيء أكثر من أن نكون هنا
ساعة الصفرِ

بالصمت مغتسلينْ

ونترك للبحر كل القراراتِ

نمشي علي نفسنا وقفينْ

فلاشيء ..

لاشيء

لا شيء غير الحسينْ.