عودة إلى صفحة عاشوراء >>

شارك معنا

أرشيف الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 
 

وتمتدان.. يداك المضيئتان يا حسين!

د. أسعد علي

الثقافة الإسلامية ص245-250 العدد العشرون، 1409هـ - 1988م محرم -صفر

(1)

حسنٌ حيُّ..

حُسينهُ

للحياةِ..

هو حسُّ الرؤى

إمام المماتِ..

فرصةُ الكون:

أن يرى كربلاءً

وشهيداً

على خلود الثباتِ...

(فاتحة المحرم 1409)

 

(2)

سلّمتُ على أشعتها

إنها عينٌ مجنحةٌ

لا تُعَدُّ أهدابُها

لهذا الصباح

أبرز الأشعةِ عشرة

خمسة وخمسة

يدٌ بيدٍ

تمتدُ روحي

كفرس يُبرقُ في الأرض

فيقطعُ حِقَبَ الزمن

ويَصهلُ في كربلاء

لن أعدَّد الأسماء

فالحسينُ:

روح الأسماء

ومعنى الروح

محورُ الأرواح..

أفراح..أفراح..

أفراح:

رؤية الحسين في كربلاء

فرحةُ السماء

ترابُ الأرض: خيولٌ

فرسانُها الهواء

ميدانُها الفضاء

تصهل الخيول

أفهم الصهيل

فارسُ السماء

يعود إليها

متوَّجاً...

أبو الشهداء

يشهد الضياء...

يشهدُ الأنواء

يشهد النور

يمنحُ الأرض الدماء

زوّدها بالبقاء

حسين...

يا زينة الأرض إذ جاء

يا فرحة السماء إذ جاء

من يشهدُ الوحدة في البناء؟

 

(3)

حسينُ

في دمي ابتداء

وفي دماء الأحرار والأصفياء

يا حسين..!

فلاحُ حائكَ

وجنس سيفك

وعليُّ يائك

وحُسْنُ نويك

أربع جهاتِ الأكوان

وفي كلِّها الفرسان..

لستَ بحاجةٍ إلى فرسان

حروفُك الزمان

الطامحون إلى الفروسية

يرون فيك حاجاتهم

البطولة في الحق:

حاجة الإنسان العليا

يا بن العليَّ

لست بحاجة إلى فرسان

حروفك المكان

الطامحون إلى الفروسية

يرون حاجاتهم لديك...

قمم الجبال:

مقاصد المتسلقين

أعماق البحار:

ملاعب الغواصين

أنت القِمَمُ والأعماقُ

لمن تُجنِّحُه الأشواق

لمن أجنحته ريشُ روحه

يداك ممدودتان

أشعة قبضتيك

أصابعك العشر

منائر حربٍ للحبَّ

تستقبل ذوي الحاجات

لا تقبل من تلفّفَ بالنفاق

أصابعك العشر

منائر إرشاد

يجتذب زهر الربيع النحل

قد يجيء الذبابُ بأجنحة

قد يشبهُ النحلَ..

لكنه لا يملك لغةَ الرحيق...

ولن يكون له جنيُ العسل

فما أوحي للنحل

لن يكون للذباب

وما تهمره معصرات السحاب

لا يملكه المشابه من الضباب

أو المنافقُ من سراب

صدور الغيوم المعصرات

ضمائر أمهات

تحمل الغذاء والحب..

يا حسين

يداك ممتدتان

لتمنحا فروسية الفرسان

لتغدقا مطر الحياة

الشهادة هي الحياة

الحياة في البقاء...

نضارةُ الوجوه

نظراتُ السلام

إلى وجه المهيمن السلام

مطرُ الشهادةِ:

يُحيى الأممَ بعد موتها...

 

(4)

حسينُ

لاسمك الحياة

يتحول الموت إلى ضدَّه

تُتْئِمُ الحياةُ بالشهادةِ

يُبعَثُ التاريخ حيّاً

تاريخُ النبوات

ويفيض نهرُ الحاضر

فتخضرُّ صحارى المستقبل

يا بن العليَّ

يداك ممتدتان

أشعة عاشوراء

نافذات

من يقرأ الأشعّةْ؟..

في بني الحقّ قُرّاء..

قرأوكَ بالتوحيد

وحدة الفاعلِ والفعلِ

عاشوراء

من حدَّق بالصورة

من يرتقي إلى المعنى

من رأى الفعل (عاش)

من رأى الفاعل (وراء)

من وحَّد بينهما؟

من رأى فيهما الحسين؟

وصيحةَ التاريخ للحسين

عاش + وراء

عاش الحسين

عاش سبط النبيِّ

هل جرّب العميان

كيف تنطق الألوان:

يا حسين

يا بن العليَّ..!

 

(5)

لست بحاجة إلى فرسان

أنت البيان

الطامحون إلى البطولات

يرون لديك الحاجات

لاسمك الحياة

لمعناك اللغات

لروحك سعادة الوعي

يا حسين

اسبح في النهرين

بعدما اجتمع فيّ البحران

لاجئ إليك في عاشوراء

ملتقى البناء

فعلُك الفاعلُ في الوجود

(عاش) فعل الأحياء

(والوراء) لغز العصور

هل يغزلون حرير الوعي؟

أي الجهات الوراء؟

يا شهيد الأرض والسماء

أهو الأمامُ أم عكسُه؟

إنّ (الوراء) لغز الحياة واللغات

في الحياة هو: ابن البنت

هو: السبط

وفي اللغات:

هو صراط الوعي

لا لفّ

ولا دوران

هو السلوك على صراط مستقيم

فيه التقدم للمبصرين الشجعان

وفيه التخلف للعميان الجبناء..

وراء: كلمة النداء

كلمة الدعوة الرائية

رأيتك فيها ابنَ فاطمة

رأيتك فيها ابن بنت النبي

رأيتك فيها سبط محمد

ورأيت التاريخ

ولن أحدد زمان التاريخ

رأيتك قبل الجزيرة وبعدها

أمواج المحيطات

تهتف باللغات:

عاش

عاش البطل

عاش

عاش المَثَلُ

عاش

عاش الأمل

عاش

عاش الحسين

عاش

عاشوراء

فهم النداء من فهم

واستضاء بالنداء

من استضاء

حكمة الأنبياء

وحبُّ الأوصياء

جناحان للبقاء

يا حسين

يا بن العليَّ

لست بحاجة إلى فرسان

كلُّ صابٍ إلى الفروسية

محتاج إليك..

ويحتاج إليك..

 

(6)

نسل البطولة لا يُقطع

لأنّ لُسُنُ الحياة

والحياة هبَةُ الحيَّ

والحيُّ قيومٌ بهباتهِ

رائعٌ منك...

يا حسين

أن تمُدَّ اليدين

لمن كان أو يكون

طامحاً إلى الخلود

عاشقاً أن يكون الشهيد

يا بن العلي..

يداك تمتدان في عاشوراء

دمُكَ المدُّ المُضاء

وعيناي قلبي وروحي

تتقلب في البحار

تروح في الرياح

لتقرأ عاشوراء

سبع قراءات

أو عشر قراءات

وهل تسعفني اللغات؟

 

(7)

يا حسين

يا مانح الدم امتداداً

يا بن الحجاز المعرق

يا مشرَّف كربلاء

تُقرعُ طبول الحواجزِ

يحذِّر المحذِّرون

ويتكاثر المبتورون

وينطلق الطُلقاء

ويدعي المدَّعون

وعيناك لا تطرفان

تشهدان

أنت الشهيد

وأبو الشهداء

والشهيد يرى الصراط

فلا تلفته المنكسرات

 

(8)

كسرتُ جرارَ الطيب

كسرتُ قناني الحبر

كسرت لطف الهواء

لأصل إلى الحضرة

هذا الصباح

لأناديك بانشراح

يا حسين

يا بن العلي

لانشراحي دمعتان

مما عرفتُ من الحق

مما أعجزني عن المشاركة

أنُفْقُ من دمي في حبري

أبحر من روحي في دمعي

وتمتدان

يداك المضيئتان

وتحضنان دمعتين

يا حسين

ضمني الفيضانان

طُوفان نوح

ونار إبراهيم

وفيهما سبحتُ بانشراح

يا بن العلي

لا تُقتل الأرواح

دلني السموُّ

قادني النجاح

بانشراح

فرأيت السعادة

سلمت على أشعتها

إنها عينٌ مجنّحة النور

لا تُعَدُّ أهدابُها

بهذا الصباح

أبرز الأشعة عشر

عاشوراء

خمسُ وخمس

يدٌ بيد

روحي تمتد

سعيدة بلا حسد

في ندائك الصادق الوفيِّ

يا حسين

يا بن العليَّ

(10 محرم 1404هـ)

 

(9)

حسينٌ

حُسْنُ الياء والسين:

حسُّه

حَنانُ عليٍّ... بالفداء...

ونفسُه

يبيتُ على صدر المنيَّة

حِيدرُ

ليِسلَمَ إسلام النبيّ

وشمسُه

كتبتْ زماني

واكتتمت وليَّه

بمهجة قلبي

كي يُفتَّحَ عُرْسُهُ..

(10 محرم 1409هـ)