![]() |
صدام و يزيــد .. فصلان لرواية واحدة |
محمد الصالحي |
مقاييس العدل والظلم هي
واحدة مهما اختلفت عليها الازمنة والامكنة , وكثيرا مايعيد التاريخ نفسه
فتتكرر التجارب في اللب وإن إختلفت بالقشور , فإن تغييب فكر الأغلبية وسيادة
الفكر الأحادي هو أبرز الممارسات المنبوذة للعهود الإستبدادية وهذه الممارسة
وحدها كافية لخلق فجوة كبيرة بين روح العدالة والحاكم , فيصبح الحاكم مصدرا
للضغط والإكراه مجسدا مركزيته اللامنضبطة بقرارات قصيرة النظر. ولجهل أو غباء
يحشر هذا النوع من الحكام أنفسهم بأضيق أبواب التاريخ واهمين بأنهم قد دخلوه
من أوسعها . وتعتبر المؤسسة الحاكمة في عهد صدام الآن إمتدادا لمثيلتها في
عهد يزيد من الناحيتين السياسية والإجتماعية والمتجسد في التفرد والإضطهاد من
جهة, والمحاولات الجادة لخلط النصوص بالآراء وفصل الفكر عن التطبيق من جهة
أخرى .
وقد تبنى كل منهما المغالطة
والتمويه والتدثر بالاسلام لتحقيق مقاصدهم السلطوية من خلال تسخير المؤسسات
الإعلامية بما فيها المساجد ودور العلم والعبادة , والذي حدا بهم الى تبويب
الإستثناءات وطرحها كقواعد , فكانت المؤامرة والتآمر هو القاعدة والحوار هو
الإستثناء, ومن ذلك إنطلقوا في الإرغام والمساومة وإنتزاع الولاء. |