الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 
 عاشوراء الحسين 1429هـ

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

لأجل هذا ثار الإمام الحسين

محمد سعيد الطريحي

 الحسين عليه السلام هو ابن فاطمة الزهراء وحفيد النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم وابن بطل الإسلام علي بن أبي طالب عليه السلام, تربى في حجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشمله برعايته, فنشأ نشأة سامية متحزماً بكل مظاهر الفطرة المقدسة.

 شخصية فذة تجمع من الصفات الإنسانية ضروب الصور الرفيعة التي تتجلى فيها الهيبة والقوة, وقد كانت حياته حياة اصلاح وجهاد وتطورت أيامه وهو يتطور معها حتى انتهت بتلك المجزرة الفظيعة التي لم يزل أثرها ولن تزول منذ يوم استشهاده في العاشر من محرم سنة 61 هـ فقد كان مصرعه من الحوادث المؤلمة في التاريخ الإسلامي بل في تاريخ الإنساية كلها إذ جمع كل عناصر المأساة وأصبح مثلاً يستشهد به في البطولة والنضال, والاستشهاد في سبيل الحق من جهة, وعلى لؤم الأمويين وأعوانهم وغدرهم وخيانتهم من جهة أخرى لأن الفتك بابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله على هذه الصورة الدامية من أقبح الاعمال التي لوثت تاريخ الامة الاسلامية وسودت صفحة بني أمية بمداد من الخزي والعار إلى أبد الدهر.

  لقد رأى الحسين أن الامويين قد جعلوا الخلافة ألعوبة بايديهم وحولوها الى مُلك عضوض يستقوي فيه القوي على الضعيف ويشاد فيه بالباطل حتى اندرست معالم الحق, وتطاير شرر فتنتهم في أنحاء جزيرة العرب وبلاد الإسلام, ولهذا خرج الحسين لتصحيح المسار الاسلامي في سبيل كرامة الشعوب الإسلامية وحريتها خوفاً من أن تغتصبها قوة المستبدين وحفاظاً على عقائد الأمة الاسلامية من أن تنحرف أو تُهان.

لم يكن الحسين عليه السلام طالب ملك أو مفتوناً بسلطان كما يظن البعض على جهل وغي إنما كان فداء الحق الذي وقع عليه اختيار القدر لأنه الشخص الذي تتمثل فيه عناصر الإنسانية ومُثلها العليا والشخص الوحيد الذي بقيّ شجاعاً لم يجبُن بين المسلمين وقد سُلط على رقابهم سيف يزيد وقد عبر الحسين عليه السلام عن هدفه من الثورة بوضوح في وصيته لأخيه محمد بن الحنفية عند حركته إلى الكوفة فقال له:

" واني لم اخرج بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً, وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي, أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب, فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد على هذا, أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين" وكان يقول عليه السلام " لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما".

لقد برهن الحسين بنهضته المجيدة على أن الشكلية الدينية التي كان يتستر بها الحكم الاموي لا يمكن أ ن تعطي مبدأ الشرعية الحقيقي, وان الشرعية لا تنبع إلا من التطبيق الأمين للاسلام, وبهذا فقد كان الحسين أول من أدخل مفهوم الرفض ضد الظلم والظالمين داخل كيان الأمة الاسلامية فانبعثت الروح النضالية فيها متوهجة وأصبحت الثورة الحسينية الثورة الأم لكل ثورة جاءت بعدها فوحدت قلوب المسلمين في الأرض ضد بني أمية حتى انتهت بتقويض العرش الأموي ومن هنا فإن الدرس البليغ الذي نتلقاه ونستلهمه من تضحية أبي عبد الله عليه السلام هو النضال دون الحق, فالبشر لا يستطيع إحتمال الإضطهاد ويأبى إلا أن يكون حراً في عقيدته وتفكيره واختيار نظام معيشته وحاكميه ولا تثنيه قوة عن التضحية في سبيل هذه الحريات المقدسة.

 وقد علمنا الحسين وأصحابه المبادئ والعقائد السامية, كما علمنا أن تضحيته كانت سبباً قوياً في جمع قلوب الناس على رأي واحد في توحيد جهودهم وقواهم للدفاع عن الحق أينما كان وفي كل زمان.

ومن الواجب علينا نحن الذين نرى محبته خاصة أن نأخذ العبرة من نهضته وأن نأخذ عنه درس الإنسانية الأكبر, وهو الإتحاد في الحق ضد الباطل والإخاء ضد التفرقة والحرية ضد الاستبداد وأن نوجه خصومتنا ضد من يفرق بيننا بأية صفة ولأية غاية فلأجل هذا ثار الحسين وفضل الموت على حياة الخنوع والإستسلام وهذه هي حكمة التضحية وأجرها عند الله قوله سبحانه "ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28 كانون الثاني/2008 - 19/محرم/1429

 

أفضل مشاهدة 600 × 800 مع اكسبلورر 5

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م

[email protected]