الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

روح الاسلام

رفعت الواسطي

 في القرآن الكريم وردت بعض المهام الكبرى للنبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم من خلال الآية المباركة [ وما أرسلناك الارحمة للعالمين].

وفي دعاء كميل المأثور عن الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ويقرأ ليلة كل جمعة، تستوقفنا البداية( اللهم اني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء). وفي زيارة الحسين الشهيد المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام نتوقف عند عبارة ( يارحمة الله الواسعة).

فلسفة الاسلام تلخص بكلمة واحدة عنوان الرسالة الاسلامية لكل البشر تلك هي الرحمة.

من خلالها يسود العدل وتصفى النفوس الى فطرتها الاولى فطرة التوحيد وفعل الخير. خلاف ذلك يكون الانسان لاقيمة له من حيث آدميته حيث يوصف بالانعام بل هو أضل سبيلا.

وهذه من الامور المعقدة التي حاول من خلالها الكثير من الطغاة التنصل من تبعاة منكراتهم متبعين شتى صنوف التزييف والتنكيل بكل من يحاول ان يوضح للناس معالم الطريق ويفضح جرائمهم. فكأن البشرية تنقسم الى قسمين لاثالث بينهما هما طريق الخير بكل صنوفه وألوانه وطريق الشر بكل صنوفه وانواعه المتعددة. والفاصل بينهما للانتقال بين هذين الطريقين هما اما الخروج من الرحمة الالهية او الدخول فيها بمايعبر عنه للخير بحسن العاقبة ونقيظها سوء العاقبة.

 فالمحصلة واحدة هي النهاية المشتركة للجميع والوقوف بين يدي الله تبارك وتعالى يوم القيامة، كل يحاسب على معتقده وعمله ولاانفصال في النتائج الاخروية بين العقيدة والعمل. فمن أطاع الله حق طاعته واتخذ من الرسول نبيا وهاديا وبشيرا وداعيا للحق وسراجا منيرا فانه بذلك قد اعطى لنفسه ضمانة النجاة بشموله الرحمة الالهية. هنا نسأل عن الضمانة والوسائل المعبرة عنها؟.

عالمنا اليوم عالم مادي يتعامل مع المحسوسات من الاشياء ( الحسية) وكلنا يمر بحالات كثيرة منها خصوصا في العالم الغربي حيث التنافس بين الشركات فهناك منتجات كثيرة لها تحاول ان تقدم مغريات كثيرة للزبائن ومنها مايسمى بالضمان ( الورنتي او الكرنتي) كما يطلق عليه ان تدفع مبلغا اضافيا قليلا تعطى لك ضمانة للسلعة التي اشتريتها لمدة عام او عامين عند عطلها مثلا لك الحق بتبديلها او اصلاحها. كذلك بطاقات( الكردت كارت) بطاقات الائتمان من قبل شركات خاصة حيث تودع في الكردت مبلغا يصل احيانا الى خمسين ألف او مئتي الف دولار تدفع للزبون الذي يكون سجله نظيفا من حيث الايفاء بدفع فواتير البيت والكهرباء وبقية الخدمات الاخرى. بحيث يمكن الاستفادة من هذه الاموال عند اوقات الشدة له.

 ترى هل فكرنا بضمانة أهم من هذه الضمانات المؤقتة والتي تزول بمجرد الاخلال بشروط العقد المتبادل وعند الموت،هل فكرنا بضمانات دائمة لمابعد الحياة؟. هنا يكون محك عملنا وصدق كل مانقوله ونؤمن به ونعمل من أجله، فالرحمة الالهية هي الضمانة الاكيدة التي لامناص لها والله تبارك وتعالى أشار للناس بعدة اعمال في حال الاتيان بها وتطبيقها على أرض الواقع فانه بذلك قد ضمن لهم الرحمة في ذلك المشهد العظيم الذي يعبر عنه تبارك وتعالى ( يوم لاينفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم). فهل يكون القلب السليم جاحدا منكرا للخير قاسيا على أخيه الانسان؟.

[قل ياعبادي الذين أسرفوا على انفسهم لاتقنطوا من رحمة الله] في كل الاشارات التي وردت في القرآن الكريم نجد ان الله تبارك وتعالى يبشر الانسان مهما كان فعله ان لاييأس من رحمته ان كان صادقا في توبته وعمل صالحا، هنا نطوف في عالم الرحمة الالهية نستبشر خيرا وقد جعلت من مصاديق الرحمة التمسك بكاتب الله وسنة نبيه فلا مجال للتنصل من مسؤولياتنا حين نقرأ:

[ قل لاأسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى] [ وأطيعوا الله والرسول]  كل ماورد في السنة النبوية المطهرة تؤكد على مودة أهل بيته والتمسك بهم فانهم نجاة الامة من التهلكة والضياع: ( حسين مني وانا من حسين أحب الله من أحب حسينا) ( الحسين سفينة النجاة ومصباح الهدى)، ( الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، ثلاث احاديث مروية وصحيحة عن رسول الله تؤكد للامة ان حفيده يجسد ذات النبي ورسالته وهو مصداق للرحمة الالهية لمن تبعه يوم عاشوراء  ومن سمع قصة عاشوراء وتحسس الالم الحسيني على اعدائه يدعوهم للنجاة والفوز بمرضاة الله لذلك فلامحيص لنا نحن اتباع اهل البيت ولااقول الشيعة كي لايكون الحديث طائفيا في زمن الطائفية المقيتة لان اتباع الحسين ليس بالضرورة من الشيعة الامامية فحسن العاقبة ربما تكون لمن لايؤمن بالامامة اليوم لكنه ان اتبع الحق باحثا عن فصوله ومصاديقه فانه بذلك سيحظى بالرحمة الالهية ويجد الحق واضحا كما كان من زهير بن القين الذي استشهد بين يدي أبي عبد الله الحسين عليه السلام يوم عاشوراء وكان معروف عن زهير بن القين انه ليس من شيعة الامام علي علي السلام.

 ولاهمية الموقف في نصرة اهل البيت كان كل دعاء لهم لاتباعهم ومناصريهم يجعلونه بالرحمة ومنه دعاء الامام زين العابدين عليه السلام لمن بكى الحسين( اللهم ارحم الدموع التي سكبت على مصرع الحسين).

الرحمة دائما تضلل أهل البيت في مواقفهم من الناس والله تبارك وتعالى يريد للانسان ان يقترب من رحمته للنجاة وسيرة النبي المصطفى كلها رحمة بالامة ( اللهم اغفر لهم فانهم قوم لايعلمون).

  سلام عليك سيدي يارسول الله في ذلك اليوم الذي دمعت عيناك من موقف أهل الطائف حين دعوتهم للاسلام المتراحم وقد ادموك حين رموك بالحجر فكان بكائك خوفا على هؤلاء القوم، وسبطك المؤتمن بكى قاتليه يوم عاشوراء.

لله من رحماء تفانوا في ذات الله الى درجة ان الحسين الشهيد يتألم عن تأخره للشهادة اكراما له لاصحابه ورحمة منه بهم كي لايتأخروا عن الفوز بها، أي موقف بعد موقف اصحابه حين يضحك احدهم مستبشرا فيكون تعليق صاحبه ابمثل هذا الموقف تضحك يجيبه كيف لااضحك وبيننا وبين الشهادة لحظات؟.

ليس هناك اخيتار ثان من المعركة فالطريق واحد هو الموت لذلك كان جون رضوان الله عليه يتفنن بقتال جيش الاخسرين اعمالا وهو يقول حب الحسين جنني، لله درهم من ضللتهم رحمة الحسين كل يوصي صاحبه بالحسين وهو يودع صاحبه ( أوصيك بالحسين خيرا) كأنه يقول تفنن بقتالك حبا بالحسين لان شهادتنا اليوم هي الملاذ الآمن لنا وهي التي ستبيض صفحة اعمالنا.

ان من يعيش واقعة الطف بكل فصولها ومن مختلف الانتماءات والفئات العمرية التي شاركت فيها سيدرك ان جوهر وفلسفة الاسلام جسدتها واقعة الطف الاليمة فلا محيص لنا الابهذه الرحمة الالهية ولست مغاليا ان قلت ان أي تفريط بهذه الرحمة ستكون نتائج أعمالنا العبادية ناقصة.

فياصاحب الرحمة وباب نجاة الامة كن لنا شفيعا في دنيانا وآخرتنا لانها هي التي تجعلنا نمر على الصراط بخطى ثابتة بعد ان نوفق لفعل الخير في عالم الدنيا ألم يقل ابناءك الهداة المهديين ( ماخاب من أمن بكم ) فلا تجعلنا من الخائبين واشفع لنا عند ربنا فانا والله لست مشركا وهذا القرآن يشهد حين طلب أبناء يعقوب من أبيهم أن يستغفر لهم [  قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين ‏.‏ قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور  ] لم يقل لهم  استغفروا الله مباشرة ولاتجعلوني شريكا له.

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته. هي دائما الرحمة ولن نكون خارجها نبتغي لانفسنا الخلاص والنجاة بل لن يكون للعراق المبتلى وسائر ابناء الامة من مخرج الابهذه الرحمة الواسعة.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ