شهدت مدينة كربلاء المقدسة رغم
الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة مشاركة جماهيرية واسعة خلال
اليومين الأول من شهر محرم الحرام.
فقد اكتظ الصحنين المطهرين وساحة
مابين الحرمين بالحشود المشاركة في المراسم الحسينية، ومنذ ساعات
الصباح الأولى وحتى منتصف الليل، دون أن تمنعهم برودة الأجواء هذا
العام من تأدية الشعائر السنوية.
انطلقت كالعادة ىمواكب الزنجيل،
لتطوف أولا شوارع المدينة ثم صحن الروضة العباسية منتهية بصحن
الروضة الحسينة بعد أن تطوف ساحة ما بين الحرمين، تتبعها مواكب
العزاء واللطم المقسمة على أفواج، وفق نفس المسار الذي اتبعته
مواكب الزنجيل.
ولم تخل بعض الردات والقصائد
الحسينية التي يطلقها المعزون من الهتافات السياسية، المنددة أو
المنتقدة، لحدث أو موقف سياسي ما، بعد أن تخط مقاطع من القصيدة على
عدة لافتات مقسمة على الأفواج لقراءتها بشكل تراتبي طيلة المسيرة
المنطلقة.
وتخلل في الليلة الأولى بعض القصائد
التي تؤكد على عروبة شيعة العراق وانتمائهم الوطني مستذكرين
مواقفهم من قضايا الأمة المصيرية كحرب الجولان و فلسطين، منددين
بالوقت نفسه بمواقف الدول العربية منهم.
أما ليلة اليوم الثالث كانت حصة
الأسد من هذه التنديدات لحارث الضاري، حيث اتهمه المعزون خلال إحدى
الردات بالوقوف وراء فتنة طائفية تستهدف شق عصى المسلمين، وعلى
استهدافه للشيعة، مؤكدين ومن خلال نفس القصيدة على عدم تأثرهم
بتصريحاته الهدامة.
فيما لوحظ تواجد مكثف لمراسلي الصحف
والفضائيات المحلية والدولية بكثافة لتغطية سير الطقوس والشعائر
الدينية في مدينة كربلاء المقدسة.
وفي نفس السياق بدا على المدينة
تقاطر المواكب والعزيات من المحافظات المجاورة الأخرى، والتي جاءت
للمشاركة في هذه الشعائر، بعد أن أمنت لهم الأجهزة الأمنية منافذ
ومداخل الطرق لإتاحة جميع السبل الكفيلة بسلامة المواطنين.
|