الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

  عاشوراء الحسين 1428هـ

  عاشوراء الحسين 1427هـ

  عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

 صور عاشوراء

 مواقع عاشوراء

اتصل بنا

 

 

رسالة الثورة الحسينية  إلى الحكام العرب

محمد علي عباس

لم يكن الإمام الحسين مجرد شخصاً استشهد فقضى نحبه ولم يكن ومضة فكر اتقدت لحين وانطفأت ولا سيرة رجل غامر وانتهى/ وإنما كان الحسين (ع) ثورة امة نهضت من سباتها مستمدة قوتها من راعي رسالتها ومنشئ خلقها الله سبحانه وتعالى.

 وثورة الحسين كانت ولا زالت وستبقى الرسالة العملية لشريعة محمد (ص)، أفهمت من لم يفهم علم المنطق والكلام وعلوم اللغة وغيرها من علوم النخبة فأفهمته إن الإسلام ثورة المظلومين ضد الظلم ونصرة الله والدين ضد الشرك والحقد ورسالة العدل والمساواة ضد التسلط والطغيان، فعرفها هؤلاء الناس الذين يملكون القلوب العامرة بالإيمان فساروا على نهجها فامتد بها افق الاسلام وانتشر بفضلها فكر الجهاد ومنطق العلم وعقيدة التحرير.

والمتتبع لتاريخ الحركات التحررية في العالم منذ ثورة الحسين لوجدها بمجملها انعكاس لثورة الحسين (ع)، واغلب وقادة وزعماء التحرر في العالم الحديث والمعاصر يلهجون بذكرى الحسين ويعترفون بفضل ثورة الحسين على أفكارهم وشعوبهم. لذلك فان ثورة الإمام الحسين كانت النور الذي يبصره البصير ولا يراه الأعمى وكانت الصوت الذي يسمعه السامع ولا يستشعره الأصم ومن في إذنه وقر(ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا)  [ سورة الأنعام الآية 25 ] فمن لم يرى شعاع نور الثورة الحسينية فهو في حشد العميان الذي في غيهم يعمهون (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون) [ سورة البقرة الاية 15 ] ومن لم يسمع بصوتها المدوي فهو في صف الذين اصمهم الله وجعل في اذانهم الوقر وسيجعلهم الله من وقود النار التي وقودها الناس والحجارة (فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين) ]سورة البقرة الآية 24[.

 أما الذي يسمع ويرى ويفهم ويسعى لصم أذانه وإغماض عينيه فهو ليس بأحسن حال ممن يجادل الله في الحق وينافق و ينكر الإسلام وان ادعاه وهم الذين اسلموا ولم يؤمنوا وما كان إسلامهم الا رياء على وفق قوله تعالى (* ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون [ غافر 69 ]*  الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون [ غافر 70 ]*  إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون [ غافر 71 ]*  في الحميم ثم في النار يسجرون [ غافر 72 ]*  ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون [ غافر 73 ]*  من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين [ غافر 74 ] وان.

ومناسبة القول هذا هو موقف الحكام العرب تجاه شيعة أهل البيت (ع) ومن مؤدي شعائر الثورة الحسينية، فان هؤلاء الحكام كأسلافهم من بني أمية والعباس والطغاة لم يفهموا الدرس الحسيني ولم يستشعروا قوة الفكر الحسيني، فان من يعرف الحسين يعشقه ويتفانى في حبه لان عقيدته تقترن عدماً ووجوداً بالفوز بالجنة لمن والى الحسين ونصره، وان نصرته هي نصرة الدين والحق. لذا فان ما يحصل في الوقت الحاضر من استهداف لزوار الإمام الحسين ودعم الحكام العرب لهذا الارهاب التكفيري، ليس إلا حلقة في سلسلة العداء للدين والخالق عز وجل، وإنها علامة خوفهم من ظهور الحق، فان ظهر في بلدانهم فانه سيسقطهم كما سقط الأصنام من بني امية والعباس وسواهم وأخرهم كبيرهم هبل العراق، ولكن يعلم المؤمنون الشيعة الموالين لأهل البيت إن من يدفع لقتلهم هو من كان يقاتلهم في عهد النبي محمد (ص) ممن خسر عزه الدنيوي وعرشه الطاغي من القياصرة والأباطرة والأعاجم والصليبيين، وهؤلاء لازالوا يكيدون للإسلام وبشتى الوسائل من مادية وعقائدية وغذوا الفرق المغالية والكافرة التكفيرية، وان الحرب الصليبية لم ولن تنقطع مادامت دولة الجور والطغيان قائمة والتي سيغلبها مؤسس دولة العدل الإمام المنتظر (عج).

 وان العدو الأول للإسلام والثورة الحسينية هم الصهاينة والصليبيين وان خوفهم العظيم لم يكن من المسلمين بل من المؤمنين، مما دعاهم إلى السعي إلى إيجاد الفرق والمذاهب التي تهدف إلى تحجيم الفكر الإسلامي المتجدد وجعله تراث من أفكار السلف الذي  ينتهي بنهاية هؤلاء الأسلاف ولا يجوز له أن يواكب العصر، وهذه الفرق التي أنشأها أعداء الإسلام بعد أن انقطع أملهم بمحاربته بالسلاح وخاب ظنهم بوقف امتداده، وان سعيهم هذا لم يقف عند عصر او زمان بل امتد حتى يومنا الحاضر، فحاولوا محاربة فكر أهل البيت المتمثل بالثورة الحسينية بإيجاد قيادات تكفيرية تأخذ من الإسلام شعاراً لها، فظهرت حركة الطالبان وقبلها الوهابية وستظهر عدة حركات وفرق أخرى لان مقاومة امتداد الثورة الحسينية لن يتوقف مادامت جذوة الفكر الحسيني متقدة.

 وما يحصل في العراق من حرب ضروس يقودها الاحتلال والتكفيريين لمحاربة أتباع أهل البيت فهو صورة واضحة عن الجهد التكفيري والصليبي في محاربة العقائد الإسلامية الصحيحة. ومنذ أن ظهرت قضية فلسطين إلى الوجود نجد إن فكر الثورة الحسينية كان الجذوة التي أوقدت ثورة مقاومة الصهاينة واستمرت هذه الجذوة حتى يومنا هذا على الرغم من إن الاستعمار والصهيونية والماسونية جعلوا من حكام الدول العربية أدواتهم في تنفيذ مخططهم لحماية الدولة اللقيطة إسرائيل وحافظوا على عروشهم ومقاتلة أي مد شيعي ليكون في سدة الحكم لأي بلد على الرغم من أغلبيته الشيعية، إلا أن النتائج التي برزت من تطبيق نهجهم هذا كانت على عكس ما خططوا فان المد الحسيني امتد أكثر واشتد عوده وزاد عدد أتباعه، والدليل على ذلك ان جموع وحشود الزائرين يقتلون بالآلاف بواسطة العصابات التكفيرية والزائرون يزدادون عدداً وتصميماً وإصرارا وبعدما كانت أعدادهم تعد بالآلاف الآن تحصى بالملايين ولم يقف بينهم وبين حب الحسين حائل.

إذن الرسالة الحسينية الموجهة إلى الحكام العرب تتمثل بهؤلاء الزائرين ومحبي أهل البيت فكان الأجدر بالحكام العرب احتضان هؤلاء لا قتلهم وإرسال الانتحاريين إليهم لان هؤلاء الحكام لو كانوا مخلصين لقضية العرب والمسلمين الكبرى فلسطين فان خير من يحررها هم هؤلاء المؤمنين بالله والرسول واليوم الأخر والذين يعشقون الشهادة في سبيل الله ونصرة دينه، أما إذا كان الحكام هم جزء من أدوات العدو الصهيوني والماسوني فعليهم أن يراعوا حجم التأثير الذي يشكله هؤلاء الجهاديين من أتباع أهل البيت (ع)، وارى إن الحكام مع الصهيوينة، قد أدركوا حجم أتباع أهل البيت وثقل تأثيرهم، ولنا في صرخات الاستغاثة لعراب الكفر القرضاوي وصيحات الماسوني مبارك والصهيوني الملك عبد الله ملك الأردن وملك السعودية، فمن صرخات هؤلاء نتلمس إنهم يدركون صواب منهج اهل البيت (ع) واتباعهم لذا عليهم ان يتحاشوا مقاتلتهم وان يفهموا الرسالة الحسينية من انها تهز عرش الطغاة لا بسلاح يستخدم بل فكر يتجدد وجذوة تتوقد وعزيمة تقوى ونهج يتحدى وان يتداركوا ما بقى لهم من أيام فان المد آتيهم لا محال وان المزبلة التي طمرت صنمهم الطاغوت هدام تنتظرهم وان مصيرهم كمصير الذين ظلموا ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [ سورة الشعراء الآية 227 [.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1428هـ