*هذا هو اليوم الثامن وانا اسير على
اقدامي بشكل متواصل تقريبا فلم اتوقف الا لتناول قليل منزاد ابو
علي..
* انا قادم الى زيارة أبي عبد الله
الحسين أستجير به وأسأل الله بشفاعة سيد الشهداء ان يمن على هذا
البلد بالامان والمحبة والسلام وان يوحد الكلمة والسلوك لكل ابناء
البلد الواحد..
* نخدم الزوار الكرام بكل ما نتمكن عليه
طلبا لشفاعة امامنا الخالد الحسين(ع)
شهدت مدينة كربلاء المقدسة نشاطا أهليا ورسميا ملحوظا في غضون
الايام القليلة الماضية مخصصا لإستقبال الزوار الكرام بمناسبة
زيارة أربعينية الامام الحسين عليه السلام، وقد هيأ أهالي كربلاء
كافة مستلزمات الاستقبال والرعاية وتقديم الخدمات المطلوبة للزوار
الكرام من مأكل ومشرب وأماكن للراحة والصلاة وغيرها، وقد بدا واضحا
للعيان الاقبال الكبير للزوار على مرقدي الامام الحسين واخيه
العباس عليهما السلام.
فقد واصل مئات بل آلاف من الزوار الكريم تدفقهم عبر الشارع
الرئيس الذي يربط بين مدينتي النجف الاشرف وكربلاء المقدسة حيث
الكل متشح بالسواد رجالا ونساء وحتى الشيوخ وقد رفعت الرايات السود
والخضر في حين انتشرت السرادق والمضايف الحسينية على جانبي الطريق
وهي تستقبل الزوار( المشاية) وتقدم لهم الماء البارد والمأكولات
والشاي وغير ذلك اضافة الى كونها محطة استراحة لجميع من يرغب من
الزوار ان يخفف من وطأة التعب الذي ألمّ بجسمه جراء السير الذي
استمر في بعض الاحيان اكثر من عشرة ايام متواصلة كما ذكر احد
الزوار الكرام من مدينة العمارة ويذكر ان هناك اعدادا كبيرة تتقدم
باتجاه كربلاء المقدسة من عموم محافظات الجنوب من البصرة والعمارة
والناصرية والكوت والديوانية ومن ضواحي وقصبات وقرى هذه المدن
وغيرها على ان المسلمين والعالم الاسلامي برمته يعون تماما اهمية
هذه الزيارة التي تعد تأبينا جماعيا سنويا يقيمه المسلمون تعظيما
للمبادئ السامية التي قدم الحسين (ع) دمه فداء لها ولتثبيتها كمنهج
للحياة البشرية.
كما ان هناك جهودا واضحة للجهات الامنية المختصة لتهيئة الظروف
الامينة واللازمة لحماية زوار كربلاء الكرام حيث انتشرت عشرات
السيطرات في عموم الطرق الرئيسة والفرعية في المدينة من اجل عدم
السماح بتسلل العناصر الغريبة والارهابية للمدينة خاصة في هذه
الايام الحساسة التي تشهد تواصلا للزوار الكرام لاحياء زيارة
اربعينية امامنا الخالد الحسين بن علي عليهما السلام، وتم سد جميع
المنافذ والداخل امام السيارات الكبيرة خاصة زيادة في التحوطات
الأمنية المطلوبة في هذه الزيارة المليونية.
وقد التقت شبكة النبأ المعلوماتية عددا من القائمين على المضايف
الحسينية وزوار أبي عبد الله الحسين(ع) واستطلعت جهودهم وآراءهم
ومشاعرهم بخصوص هذه الزيارة المباركة، فقد ذكر لنا أحد الزوار وهو
شاب لم يتجاوز عمره العشرين عاما(سيد حيدر من محافظة العمارة) انه
أمضى ثمانية أيام متواصلة نهاراتها بأيامها مشيا على الاقدام من
قريته في العمارة الى ان اصبح على أعتاب مرقد الامام الحسين (ع)
وقد كان يشعر بألم خفيف في قدمه اليسرى وعندما سألته عن السبب، قال
(هذا هو اليوم الثامن وانا اسير على اقدامي بشكل متواصل تقريبا
،فلم اتوقف الا لتناول قليل منزاد ابو علي ثم اشرب شايا واصلي
وأواصل سيري وهذكذا الحال لمدة ثمانية ايام) أما الالم فهو لزيادة
الاجر، فالاجر على قدر المشقة، ونحن شباب الامام الحسين(ع) ندافع
عن مبادئه ونتمسك بها ان شاء الله.
وقد رأينا سيارة حمل صغيرة محملة بأدوات طبخ ومواد اخرى ويرتقي
ظهرها عدد من الرجال الذين قالو انهم موكب من الكوت وقد سبقوا
الزوار لتهيئة المكان والطعام وما شابه، وسألنا السيد ابو محمد
الذي كان يجلس في صدر السيارة عن عدم مشيه مثل الآخرين قال: (انا
مصاب بجلطة وعمري كبير كما ترى ومع ذلك مشيت الكثير ولم اصعد
السيارة الا قبل قليل فقط بعد ان اجبرني ابني على ذلك حين قال لي(
لايكلف الله نفسا الا وسعها) ومع ذلك انا قادم الى زيارة أبي عبد
الله الحسين أستجير به من عوادي الدنيا وعواقبها وأسأل الله بشفاعة
سيد الشهداء ان يمن على هذا البلد بالامان والمحبة والسلام وان
يوحد الكلمة والسلوك لكل ابناء البلد الواحد.
ولم يقتصر مشي الزوار الكرام على الرجال او الشباب فقط بل هناك
اعداد كبيرة من النساء تغذ خطاها باتجاه المدينة المقدسة، وقد ذكر
الزائر لطيف زغير من ضواحي مدينة النجف الاشرف (قرية أم عباسيات)
ان طريق النجف يعج بآلاف الزوار القادمين الى زيارة اربعينية
الامام الحسين وان هناك عشرات المضايف الحسينية التي تقدم جميع
الخدمات المطلوبة للزوار الكرام، وعن نفسه قال: هذا تقليد سنوي
اقوم به واخذته عن ابي وجدي، حتى في الظروف الصعبة في زمن الطاغية
كنا نسلك البساتين والطرق الغير معروفة لأزلام السلطة ونصل الى
تربة كربلاء المطهرة بدم الحسين‘ والى ضريحه الشريف، اما اليوم فهي
فرصتنا لكي نعوض ما فاتنا ونؤدي هذه الزيارة المباركة مثلما نلارغب
ونريد).
من جانب آخر رأينا أكثر من(جادر) ومضيف حسيني يقدم الطعام
والشراب والماء والشاي لزوار الحسين عليه السلام، حيث نصبت هذه
المضايف على جانبي طريف النجف قرب(منطقة الحي الصناعي) في كربلاء
حيث تستقبل هذه المضايف زوار المدينة المقدسة بجميع الخدمات التي
تيسر لهم زيارتهم المباركة، وقال السيد عباس ابو كرار صاحب مضيف
(وادي السلام) تهيأنا لهذه الزيارة المباركة بعد اليوم العاشر
والثالث عشر( دفنة الامام الحسين ع) وها نحن كما ترون نخدم
زوارالمدينة الكرام بكل ما نتمكن عليه طلبا لشفاعة امامنا الخالد
الحسين ع عند الله سبحانه وتعالى وحفاظا على شعائرنا التي ورثناها
عن اهلنا ابا عن جد.
وفعلا كانت اعداد الزوار الكرام (المشاية) في تزايد مستمر ساعة
بعد أخرى ويوما بعد آخر، حفظ الله زوار الحسين (ع) وأدام بركاته
علينا جميعا.
|