أحيت عشائر بني أسد مراسيم دفن الامام الحسين وذويه وصحبه
عليهم السلام كما هو متعارف عليه في الثالث عشر من شهر محرم
الحرام، وقد أسهمت عدة مواكب في إحياء هذه الشعيرة التي دأب أهالي
كربلاء المقدسة وزوار الامام (ع) على إدائها، حيث انطلقت هذه
المواكب من اماكن رئيسة في المدينة مثل باب طويريج وشارع العباس
وشارع أبو الفهد وغيرها وتجمعت في ساحة كبيرة وقد تقدمت جموع غفيرة
من النساء أغلب المواكب المشاركة في هذه الطقوس المقدسة تعبيرا عن
الموقف المشرف الذي وقفته المرأة( الأسدية) في اليوم الثالث بعد
استشهاد الامام الحسين (ع) وبقاء جسده الطاهر مسجى في العراء من
دون دفن، ولا يخفى ان الرجال كانوا أكثر ترددا في الاقدام على
الوصول الى الجثمان الطاهر للامام (ع) كي يدفن في تربة كربلاء
المقدسة خشية التعرض الى أذى في حين كانت النساء أكثر جرأة اذ
أقدمن على الذهاب الى دفن الحسين(ع) بغض النظر العواقب الوخيمة
التي قد تلحق بهن مما شجع الرجال على الذهاب الى المكان الذي دارت
فيه وقائع ملحمة الطف الخالدة وتم دفن الجثامين الطاهرة للامام
وذويه وصحبه عليهم السلام.
وقد استمرت هذه المواكب الحسينية طيلة أربع ساعات بالتدفق على
مركز المدينة باتجاه مرقدي الامام الحسين واخيه العباس عليهما
السلام، وكانت الجموع تردد هتافات متعارف عليها وردّات حسينية
متواصلة منها( وا حسين، أجينا لدفن أبو السجاد) وهم يحملون
الزنابيل والاعلام واللافتات وغيرها.
والى جانب ذلك قام عدد كبير من أهالي كربلاء بتهيئة المستلزمات
المطلوبة لتأدية مراسيم الدفن. وهكذا ينطوي يوم آخر بأحداثه الجسام
التي جسدتها الملحمة الحسينية المعفرة بالدم الطهور لإمامنا الخالد
وبمبادئه التي ستبقى فنارا أبديا لكل الاحرار والمؤمنين في عموم
ارجاء المعمورة.
|