الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

استمرار مجالس العزاء في الكويت والخطباء يؤكدون على أهمية المبادئ والقيم

 

أكد الخطيب الحسيني السيد محمد باقر الفالي أن الانسان الناجح في حياته العملية والعلمية والاجتماعية هو ذلك الانسان المعتمد على المبادئ والأسس، لا الانسان المعتمد على الرغبة والهوى.

وأضاف السيد الفالي ضمن خطبته في حسينية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (الكربلائية) وسط حشد هائل من النساء والرجال والأطفال ورجال الدين ووكلاء المراجع في الكويت - ان الانسان الناجح هو ذلك الانسان الذي ينطلق في الحياة دون تقاعس حيث ان الله سبحانه وتعالى يحب الانسان الكادح العامل الذي يسعى في الحياة ولا يحب الانسان المتواني المتقاعس الجامد.

وأوضح بأن انطلاقة الانسان في الحياة تأتي عن طريقين الأول عن طريق الرغبة وهنا لا يؤسس الانسان حياته على القاعدة والمبادئ، بل على الرغبة والهوى والنزوة، وتزول هذه جميعها بسرعة خاصة عند مرحلة الخطر، أما الثاني فتكون الانطلاقة من قاعدة المبدأ حيث ان هذا الانسان يبدأ حياته عن عقيدة ويرسم حياته على مبدأ يسير به، بل انه يربط مصيره بهذا المبدأ ولا يتخلى عن اهدافه وان ادى مصيره الى الموت، وهذا هو الانسان الناجح لأنه اعتمد على المبدأ واستشارة الآخرين ولأنه يدعو للحق.

كما أشار السيد الفالي الى أن الأمة الاسلامية ايضا تنقسم الى ثلاثة اقسام فهناك من لم يصل الايمان الى قلوبهم بعد حيث ان هناك الكثير من المفاسد موجودة عندهم مثل وجود الخمر على طائراتهم مع أنهم يقرأون في البداية دعاء السفر، كما ان هناك نسوة خرجن في مظاهرات شجب وتنديد ضد الرسوم التي أساءت للرسول عليه الصلاة والسلام وهن سافرات... فكيف يمكن الدفاع عن الاسلام دون وجود المبدأ، والقسم الثاني هم الذين اسلموا ووصل الايمان الى قلوبهم بعد فترة، اما القسم الثالث فهم الذين آمنوا وبقوا متحمسين لهذا الايمان وتجسدت عوامل التقوى والعدالة فيهم اضافة الى تجنيد كل جوارح الجسم في سبيل الاسلام، وهؤلاء يقومون ايضاً بتعظيم شعائر الله كما جاءت في الآية الكريمة (ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب) (سورة الحج الآية 2)، وتقام هذه الشعائر لتعظيم مكانة الله وتعريف قدرته للآخرين وبيان الأحكام والشرائع الايمانية، ومن هنا كانت الشعائر الحسينية من شعائر الله، حيث تتضمن هذه الشعائر محاضرات في كافة المجالات وجميع الأنواع ولكل أفراد المجتمع، ففيها الندوات التوجيهية والارشادية والتثقيفية اضافة الى العلوم الدينية لتعليم الفقه والأصول والأحكام وغيرها.. وليست الشعائر الحسينية كما يعتقدها البعض عبارة عن عزاء وبكاء ولطم وغيرها.. ولكن على هؤلاء معرفة ان البكاء على الإمام الحسين عليه السلام فيه جزاء، لأنه كان مدافعا عن الدين والحرية حيث قدم أهل بيته وأنصاره أضاحي وفداء للدين.

وأوضح بأن الأنبياء والمرسلين جميعهم بكوا على مصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام وتلك الفاجعة التي ألمت به، فلماذا لا نبكي على الإمام الحسين عليه السلام ولماذا لا نقيم له العزاء فهو سبط النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام وسيد شباب أهل الجنة.

وناشد الخطيب الحسيني الشيخ فاضل المالكي جميع المسلمين بأخذ امور دينهم من مواقعها الصحيحة والمنابع الصافية بعد التأكد من عدالة العالم واستقامة عقيدته وذكره لله، وعدم الجري خلف اولئك الذين يتظاهرون بالاسلام ويتخذون من العديد فخاً لانفسهم ودنياهم ويمثلون انفسهم كأنهم سدنة الدين وهم لا يفقهون فيه شيئاً.

واضاف ضمن خطبته في الحسينية العباسية ان هذه الامور ترتبت عليها الكثير من القضايا والتي افسدت الشارع الاسلامي واعطت مردوداً سطحياً ومشوهاً للآخرين بعد قيام البعض بتشويه صورة الاسلام وتحريف احكامه ونشر الفساد والظلم وطمس الحقائق بعيداً عن الاخلاق والواقع.

وقال ان للدين رسالة في الحياة ان جهلها الانسان سيتخذ الدين لهواً ولعباً ويتجسد ذلك على سلوك الفرد المجتمع كما جاء في الآية الكريمة «الذين اتخذوا دينهم لهواً ولعباً وغرتهم الحياة الدنيا» (الاعراف آية 51).

وان الدين ليس رسالة للتسلية في حياة الانسان عن طريق الطقوس والشعائر، ولا هو مركز اجتماعي لكي يستفيد منه الانسان لتحقيق مصالح خاصة، حيث ان الله تعالى شرع الاحكام للانسان لجلب الفوائد ودرء المفاسد ولكن عن طريق آليات يمكن استخدامها وتحقيق هذه المصالح عن طريق الباري عز وجل، ومن البديهي ان هذه الآلية تعتمد على العدالة والمساواة وتطبيق الاحكام دون اللجو للآلية الوضعية والتي يمكن تحقيق المصالح الشخصية، والمعروف ان هذه الاحكام هي عبارة عن رسالة إلهية فيها الكثير من القيم والمبادئ ومستمرة حتى ظهور الامام الحجة عليه السلام.

واشار الى ان هناك الكثير من المسلمين يتخذون من الدين وسيلة للكسب والمصلحة الشخصية وهناك من يتخذ الدين وجاهة ومظهرا او من اجل الحصول على ميراث ونعام، مشيراً الى ان اللهو واللعب تجمع النقائص والدين لا يرضى بالتضارب واوضح بأن مدرسة اهل البيت هي المدرسة الشاملة والتي فيها كافة الاحكام والشرائع.

موضحاً بأن اهل البيت عليهم السلام ليست لديهم آراء متضاربة فهم سلسلة متكاملة من الآراء والاحكام.

واضاف ليس في الدين الاسلامي متناقضات مع دون الاخذ «بأيهم اقتديتم اهتديتم» لان هذه الامور لا تسير وفق الاسس العلمية، حيث ان هناك احكاماً تصدر وفق الاهواء والعصبية دون الرجوع الى اهل الذكر مما ادى الى اهدار الكثير من النظريات التي لا تمثل الدين.

ثم تطرق الى ثورة الامام الحسين عليه السلام ونهضته الخالدة بأنه خرج بعد الفساد العظيم الذي حدث آنذاك من تشويه وتحريف احكام الاسلام والفساد والظلم، وعليه خرج الامام الحسين عليه السلام للاصلاح في امة جده الرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام وكشف زيف تلك الامة وايقاظ المسلمين الذين كانوا في سبات ونوع عميق، وفضل الامام الحسين عليه السلام الخروج من مكة لعدم اراقة دمه هناك بعد ان هدد بأنه سيقتل وإن كان معلقاً باستار الكعبة، وتقدم واخوانه وابناؤه وابناء عشيرته وانصاره فداء للاسلام واستشهدوا جميعاً بمن فيهم ابنه علي الاكبر.

وقال السيد ليث الموسوي في جامع الامام زين العابدين عليه السلام ان الانسان في طريقه الى دار الخلود والابدية لابد ان يمر بمراحل شتى، حيث ان هذا الانسان كان في رحم العدم ثم اخرجه الله من هذا الرحم الى رحم الانساب والامهات والدنيا ثم البرزخ ويبقى هناك الى ما شاء الله حتى يأذن الله الخروج في يوم المحشر او يوم الندامة والحسرة.

واضاف ان الانسان ينتقل من محطة يوم القيامة اما للجنة او النار وفقاً للاعمال التي قام بها في الدنيا، وعليه يتحسر الانسان ويندم على ما قام به من اعمال مشبوهة وسيئة ولم يقدم شيئاً في سبيل الله ولعله يطلب اعادته للدنيا لعمل شيء لهذه الساعة والموقف، لذا كان على الانسان ان يخطط من الآن لهذه الساعة والتي فيها محكمة دقيقة تحاسب الانسان على كل صغيرة وكبيرة مصداقاً لقول الباري عز وجل «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثال ذرة شراً يره». (سورة الزلزلة آ ـ 7 ـ 8).

واشار الى ان الله تعالى يعلم مافي القلوب و مافي باطن الانسان.

ثم تطرق الى اعمال الحسين وما فيها من مبادئ وقيم ودروس تنفع المسلم في الدنيا والآخرة، وان الاستفادة من الشعائر الحسينية تأتي في بداية هذه القيم حيث تعطي الدفاع عن الدين والتضحية والثأر والدفاع عن الاحرار والمظلومين، وان الامام الحسين عليه السلام قدم اروع انواع الفداء حيث قدم اغلى ما لديه وصولاً بنفسه فداء للدين وبقاء الاحكام.

وقال السيد عبد الوهاب الموسوي في حسينية القائم في الصليبخات، ان الامام الحسين وقف بكل شموخ وعزة امام اعدائه، ولم يبال بالموت طالما كان على الحق، مضيفا ان ولده علي الاكبر عندما قال له ابوه الحسين: اتهاب من الموت، فرد ألسنا على الحق، قال بلى، فأجاب:«طالما نحن على الحق فلست اهاب الموت».

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ