استلم يزيد ابن معاوية تشيكلته الوزارية ولم يكن في ذهنه ولا الذين
من حوله انها حكومة مؤقته او انتقالية او جاهلية او فدرالية، لكنه
كان يعلم انه يؤسس لدولة (استفتائية) سنها ابيه وكتب دستورها
طواغيت الارض واستمتع بها الحكام الجائرين فيما بعد وباركتها جميع
منتديات الانحراف العالمي وثبتت تحت المادة 68 الفقره (ن) ونصت على
الجملة التالية:
(تريد هذا أم هذا) وهذا الاولى ليزيد او اي طاغوت ياتي من بعده اذا
احتل القصر الجمهوري او اختل الضمير الانساني، وهذا الثانية للسيف
الكاتم والتفخيخ والقتل والتشويه الاموي والفيتو الدولي، ودولة
يزيد لا تشكو انعدام الأمن فلا وجود للمتمردين او المسلحين او
المقاومين(فالناس على دين ملوكهم).
واما المصلحون ولأنهم يكتشفون الانحراف منذ نشوئه ويقاومونه يجب ان
يقتلوا في لائحة حقوق الحكام الامويين او يدفنوا في المقابر
الجماعية ويشوهوا بعد القتل عشرة مرات،
ولا
تستخدم حكومة يزيد قانون الطوارىء وهي ليست بحاجة الى انتخابات فهي
امتداد لدولة والده بطل التمرد ضد الشورى والانتخاب ودين النبي
الخاتم (ص) فقد قال جهرة واصيلا (فوالذي يحلف به ابو سفيان لا جنة
ولا نار) وهي لا تحتاج الى شرعية ولا تخاف المعارضة فقد اغتالوا
الخليفة الشرعي بنص الكتاب والسنه واجماع العقلاء واهل الحل
والعقد، اغتالوه وهم يلبسون قميص الامم المتحدة اثناء الحرب
البارده وبمرأى من الجامعة العربية، ولا تنديد، ولا استنكار،ولا
ولا هم يحزنون..
لم
تكتمل دولة الجور والاستبداد بعد، فان حلقاتها في طور الاكتمال ولم
تظهر نتائجها حتى يشترك الظالم والمظلوم في جريمة الحاكم والرعية
في دولة الاستفتاء الكبرى، الظالم لظلمه والمظلوم لسكوته، لكنها
تحتاج الى مزيد من الدماء والإرهاب ومن طراز خاص، ولان الزمن زمن
الرواد في دولة العنف والقتل وقطع الرؤوس والاختطاف والخروج على
إرادة الشعوب كان مطلوب من الحسين بن علي ابن ابي طالب بالذات ان
يدلي بصوته لصالح يزيد، – بغض النظر عن برنامجه السياسي وبغض النظر
عن تاريخه الملطخ بالدماء والاستهتار بالانسان وحقوق الانسان فلقد
قال اباه معاوية ضمن حملته الانتخابية أمام التجمع الجماهيري في
ذكرى الخامسة والخمسين لمؤتمر السقيفة في ساحة الاحتفالات الصغرى
في بغداد والكبرى في الشام والوسطى في الجزيرة العربية " من لا
يبايع هذا فهذا " وأشار إلى ابنه من جهة والى سيفه (الكاتم) من جهة
اخرى
لكن
الحسين ذلك المخلوق الإلهي، الذي شرب السُنه من حليب البتول
واستلهم الحرية من جده وأبيه قال: من مثلي لا يبايع مثل يزيد فتلك
أمانة وتاريخ ودين وتأسيس وحقوق ووقوف طويلا أمام الضمير والفطرة
والإنسانية، ولم يخش عقوبة الامتناع عن التصويت فهي ليست قطع الحصة
التموينية كما في الوقت الحاضر فإنها في أبجديات الطواغيت تعني
الاستئصال والتشويه والافتراء والطعن في الدين ولو كان حفيد خاتم
النبيين ولو كان سيدا من سادات شباب أهل الجنه ولو كان الحسين ابن
علي ابن فاطمة الزهراء،
قال
ابا الشهداء وقائد الثورة والثوار: اذا كان دين محمد لا يستقيم الا
بقتلي فياسيوف خذيني، قال ذلك حتى تدان سيطرات ابن زياد في
اللطيفية في المستقبل وقتل الناس حسب الهوية، وحتى تدان عمليات
الإرهاب في إرجاء العالم الى يوم القيامة وحتى يترك العراقيون
دكتاتورهم في جحر الجرذان حين يجد الجد، وحتى يتبين الخيط الابيض
من الخيط الاسود من الحق والثورة والطريق والمقاومة والارهاب، يجب
على الحسين وهو سني ويؤسس للسنه ويكتب قاموس الثوار ورواد الحرية
والتحرير ان يصحب عائلته معه فردا فردا نسائه واطفاله واخوانه
واولاد عمه فذلك اكثر للفجيعة واعظم للرزية واظهر للماساة واصدق
للمواجهة،
لكن
الارادة الالهية ماضية فقد شاء الله ان يراه مقتولا وشاء الله ان
يرى اهل بيت نبيه سبايا وهذه ضريبة الصدق والدين والضمير ونهج
الانبياء، كان عليه ان يموت بهذه الطريقة فان الخروج على يزيد له
تداعيات كثيرة حسب المنطق الاموي وهيئات العالم المتعقل في علم
النحو وعلم الصرف وعلم التنجيم وعلم الكلام وانعكاسات كبيرة على
المنطقة والامن القومي فيجب ان يموت الحسين وعائلته واصحابه ويقتل
من قبله مسلم ابن عقيل حفاظا على الامن الاقليمي وافشالا للمشروع
السني الحسيني في اقامة العدل واسقاط الانظمة الجائرة وقطع دابر
الانحراف في الكوفة والشام،
لم
يكن امام عبيد الله ابن زياد الا قتل حفيد الرسول واغتيال عائلته
بل وحرق خيمه فانهم خوارج في نظر ابن مرجانه وانهم خونه في نظر
المنطق الاموي وانهم عملاء في مدرسة الفقه السفياني وانهم قتلوا
بسيف جدهم في نظر المركز القومي للابحاث الفقهية
ولانها معركة بين الحق والباطل وبين الجور والعدل وبين الاستبداد
والحرية فقد خاطبهم ابا الاحرار " اذا لم يكن لكم دين ولم تخشون
المعاد فكونوا احرارا في دنياكم "
لكن
مطلوب من عبيد الله ابن زياد ان يقطع كف العباس ويصوب سهامه لعبد
الله الرضيع ابن الحسين – عمره ستة اشهر - ويهيأ الرماح لرفع
الرؤوس ليطاف بها في الكوفة والشام وقيود اخرى لبنات رسول الله
سبايا لقصر يزيد
ومطلوب من الحسين قائد الثوار والثورة والتحرير ان يختار بمحض
ارادته بين ان يقر ويعترف ان مائة وعشرون الف نبي الذين بعثهم الله
لخلقه قد انتهى عصرهم وان الطواغيت امثال يزيد لهم الحصانة يفعلون
ما يشاؤون، او ان يُقتل بطريقة لم يُقتل مثلها الانبياء والشهداء
والصديقين واصحاب الرسالات وثوار الحرية وحقوق الانسان وجميع
الشرفاء في العالم من بدأ الزمان الى يوم الوقت المعلوم..
ووقعت الواقعه وانتصر الحسين في كل المقاييس، فهزمهم بدمه وثورته
وشجاعته، وانتصر الدم على الارهاب، نعم قتلوه في العاشر من عاشورا
ولكنه قتلهم ومن تبعهم الى يوم الدين، ذبحوا ابنائه واخوانه
واصحابه ولكنه ذبحهم ومن تبعهم الى يوم الدين، فجيش عبيد الله ابن
زياد الى الان يرتعد خوفا وهزيمة ويقيم السيطرات على قوافل الحسين
في الطريق المؤدي الى كربلاء الطف ويفخخون المساجد وافران الصمون
لانهم انهزموا، ويستهدفون الجوامع لان فيها اشهد ان لا اله الا
الله واشهد ان محمدا رسول..
hamedalhumraney@yahoo.com |