تواصل الحسينيات احياء الشعائر الحسينية بمناسبة ذكرى استشهاد
الامام الحسين عام 61 هجرية مع اهل بيته وانصاره وسبي نسائه
واخواته ونساء الانصار.
وفي ليلة العباس تطرق الخطباء الى موقف العباس بن علي بن ابي
طالب عليهما السلام من اخيه الامام الحسين عليه السلام في الدفاع
والذود عنه وعن حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف جسد الأخوة
في تلك المعركة.
واشار السيد ابراهيم القزويني في الحسينية الجعفرية العامرة
وبحضور القائم بالاعمال العراقي حامد الشريفي وعدد من رجال الدين
ورواد الحسينية من الرجال والنساء اشار إلى أهمية العبادة وكيفية
أدائها بخشوع وايمان حيث ان هذه العبادات يجب ان تكون ضمن البرامج
الحقيقية في حياة الانسان، مشيراً الى ان الصلاة والتي تعتبر عمود
الدين لذا يجب اداؤها في وقتها دون تأخير مهما كان السبب.
واكد السيد القزويني بأن العبادة لا تنحصر في الصلاة وحدها
ولكنها جاءت من العبادات الهامة مع وجود اعمال اخرى تؤدى للتقرب
الى الباري عز وجل فهناك الصلوات المستحبة والاعمال الخيرية وحتى
الحضور في مجالس الحسين عليه السلام لما فيها من فوائد علمية
وعملية واخلاقية ودينية واجتماعية وغيرها.
وواصل الشيخ حسين الفهيد في حسينية آل بوحمد في الدعية ووسط حشد
كبير من الرجال والنساء حديثه وتفسيره للآية الشريفة «ان الله
وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما».
واشار الى ان الملائكة متواجدون في الوجود على شكل ملك لهم
اجنحة مثنى وثلاث ورباع، مشيراً الى ان الله تعالى خلق كل شيء في
الوجود وجعله محاطاً بالملائكة، وكل مخلوق هيأ له ملائكة وهذه
الملائكة لها مراتب ومقامات ووظائف فهناك من هم في السماوات السبع
ومنهم في الكرسي والعرش ومنهم ما بين الارض والسماء كما ان هناك
ملائكة في النجوم والاقمار والشموس والبحار والرعد والبراكين
والزلازل ومع البشر ومع الجن، وان كل مخلوق يظهر له ملائكة على حسب
قابلية ذلك المكان.
وأضاف بأن هناك ملائكة يقومون بالعبادة من ركوع وسجود وقيام
وذكر وتسبيح كما يقطعون شطراً من ذكرهم لله تعالى لذكر الرسول عليه
الصلاة والسلام وأهل بيته عليهم السلام.
ثم تطرق الخطيبان الى مكانة قمر بني هاشم العباس بن علي بن ابي
طالب عليهما السلام وكان يحمل افضل القيم والفضائل الاجتماعية
وخاصة الاخوة حيث فدى الدين وأخاه بنفسه عندما خرج للدفاع عن اهل
البيت عليهم السلام.
واشارا الى العباس فقد كان ذا شخصية فذة حيث ان حياته كانت
بارزة تستدعي التأمل والانتباه والتدبر للاقتداء بها في الحياة،
وكانت شخصية العباس قوية في العبادة وكان عابدا زاهدا فاضلا
وتلألأت شخصيته في كربلاء.
واشار الخطيب الديني السيد حسن الكشميري الى ان الإنسان في
حياته يقع تحت المراقبة الإلهية من خلال حافظين له على يمينه
وشماله، من أجل ان يلتزم بالقانون السماوي. مضيفا ان الدول تدفع
الملايين من الأموال لوضع أجهزة مراقبة لرصد المخالفات التي يقوم
بها الشخص سواء على الطرقات أو الجرائم الأخرى، ولكن الفرق بين
سلطة القانون ورقابة الله للإنسان، ان الأول سلطته محدودة، مرتبطة
بوجود المنفذ وهو الشرطي مثلا، ولكن رقابة الله تختلف، فهو يعلم ما
بداخل الإنسان، من خلال رقابة المتلقين الذين يحفظونه من الزلل،
وهؤلاء ليسوا كتّابا في الصحافة ليزوروا الأحداث، ولايتصرفون بأي
مؤثرات، كل ذلك حتى نصبح «خوش أوادم».
وأوضح ان الغرب استطاع من خلال علمه الوصول الى المريخ، ولكنه
عاجز ان يصل الى ما يدور في نفس الإنسان، ونحن نرى المحققين في
جرائم كثيرة يبذلون جهودا كبيرة حتى يصلوا الى اسم المتهم، بينما
علم الله يعلم ما يوسوس في نفس الإنسان، مبينا ان الفرد لا يعلم ما
سيكون مصيره بعد ثوان معدودة، بينما علم الله قادر على كل شيء،
والذي نقل علمه إلى الانبياء والأئمة من أهل البيت عليهم السلام،
مستغربا من بعض الناس الذين يدعون زورا وبهتانا بحق النبي وآله،
وعندما يقولون ان علمهم بالغيب هو من الشرك، بينما الآيات القرآنية
تشير الى ان هذا العلم هو علم الله، وينقله الى من يشاء، ونحن نقول
بذلك ان الانبياء أو الائمة علمهم بالغيب هو من الله. |