الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

رسالة الى شمر بن ذي الجوشن

علي الصُخْني

يمكن أن تكون هذه هي الرسالة الأولى التي تصلك ياشمر بعد اكثر من  الف سنة من بعد موتك, فأنا أعلم انني متأخر جداً في مخاطبتك ولكن وكما تعلم الذي جرى على يديك لم يكن ليحده زمان .

صحيح انني, وانا أكتب اليك الان, منفعلا ومتوتراً وغاضباً ,فأمام فعلتك الرهيبة هذه  لا حدود لغضب غاضب ولا لحزن حزين فانك بالذي فعلتَ كنتَ نائباً عن الشيطان , فهو قد اوكلك بما لم يستطع فعله بنفسه, نعم انا منفعل وغاضب وحزين ولكن الذي دفعني للكتابة اليك ليس غضبي بل هو حيرتي وذهولي.

انا هنا لست لأسبُّك وأشتمك ولاحتى لألعنك وأنا اعلم انه لم ولن تتوقف لعائن الخالق والمخلوقين عليك الى الابد.

ياشمر

منذ ان رأت عيني النور وتعلم فمي نطق الكلمات وبدأ عقلي يرتب الأشياء...منذ طفولتي وبساطة تفكيري ...حيث سمعت باسمك وتعرفت على مافعلتَ وانا اتسائل....كيف كان لك ان تفعلها؟

انني أعلم ان النفس أمَّارة بالسوء والقبيح وأعلم ان لك نفس مجرمة وحقودة , وأعلم وأنت لك هذه النفس تستطيع أن تفعل أي شيء وكل شيء فمجرمون زمننا هذا من الارهابيين والذباحين اختصروا علينا فهم الصورة فهم يقتلون الانسانية ويذبحون الطفولة...إنهم أحفادك ياشمر وتلاميذك,و لكن إجرامك وجريمتك تبقى عصية على إحتمال الفهم ,فالذي كان تحت سكينكَ حبيب محمد  وسورة التوحيد وسيد الجنة وأهلها...والذي ذبحتَ  الصلاةَ والعدل.

كيف فعلتها  ياشمر؟؟؟

كيف استطاعت قواك  وقوتك وحولك تحمُّل الذي فعلت؟ كيف استطعت ان تدنو من سليل الانبياء وانت تنوي ذبحه؟ ماذا قالت لك نفسك وماذا قلتَ لها؟ كيف وضعت سكينك على منحرالحسين وانت تعلم إنه الحسين..كيف حركتها وانت ترى وجهه؟ هل بكيت لحظتها ياشمر...يقولون انك بكيت...تبكي وانت تذبح؟!!!  يالهـــــي...ياربـــــي..كيف جرى ذالك؟!!كيف التقت عيناك بعيني الحسين ولم تعدل عما تريد...كيف استطعت أن تضغط بركبتك  على صدره؟! كيف  كان لك ان تمسك بلحيته المهيبة ليسهل عليك ماتبغيه....كيف لم تنهار لحظة الطامة الكبرى وانت تسمع انين جراحات الحسين وونينه...

ياشمر بن ذي الجوشن...ياقاتل كل بني رحمة وكل رسول حق وكل رسالة عدل بقتل حسين....

كيف إستطعت  وفَعَلْتَها؟

Ali_alsukhni@hotmail.com                

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ