الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

من وحي عاشوراء (5)

بقلم المهندس غريبي مراد عبد الملك(*)

عند سماع سيرة كل شخصية كريمة عظيمة ، تنحني الرؤوس و ترق القلوب و تنفتح الروح على الآفاق الرحبة لهذه الشخصية  لتستنشق نسيم العظمة و العزة و الكرامة و تستلهم معنى المسؤولية، كما أنه لكل شخصية خصوصياتها و أبعاد تأثيرها في النفوس و تبقى شخصية أبي عبد الله الحسين عليه السلام هي الرائدة مع شخصيات النبي الأكرم و أمير المؤمنين و السيدة المعصومة و الحسن المجتبى و الأئمة من ولده عليهم الصلاة و السلام، لأنها الشخصيات التي طهرها الله تطهيرا و أوجب مودتهم و ولايتهم على العالمين، فلا تماري أخي العاقل في أنه هناك شخصيات أعظم شأنا من الأنوار البهية و ذريتهم عليهم أفضل الصلاة و أزكى التسليم، هيهات ...هيهات منكم المراء أيها الجاحدين، فالمسألة فصل فيها القرآن و التاريخ والعقل ...

بعد هذه الإلتفاتة المقتضبة، يكون الحديث عن الثورة الحسينية و مسائلها الحساسة: الإمامة، العدالة، الولاية ، الجهاد ، المعرفة و الشهادة و الرسالة...إلى غير ذلك ، موضوع لديه خصوصية مميزة جدا ، أمام كل الأحاديث الأخرى، كونه حديث ذو خصوصية إرهاصية رسالية شاملة لكل الوجود الإنساني، يجعل السامع و المتتبع و الباحث يعيش في ذاته أجواء الروح الرسالية بروعة لا توصف لأنها سر من أسرار الله في خلقه.

 فتعيش الذات عند استذكارها لواقعة الطف عمق المعنى الروحي للحركة في الحياة ضمن دائرة الإيمان بالله و الارتباط به و الخشوع إليه و الخضوع له.

الحديث العاشورائي ، أيها الأحبة الموالين، من مميزاته الأساسية و المحورية البارزة، أنه حديث  يربك الواقع الإستكباري و يفسد على الظالم سكرته الجبروتية ، هو حديث يوقظ الذليل من سبات المذلة، هو حديث يراهن على سقوط إمبراطورية يزيد الغاشم و الظالم و الفاجر المعاصر...إن الحديث عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام يمتد و يتوغل في داخل الفكر و الشعور و العمل ، في عمق المسلم و حركة الأمة الإسلامية ، و ينفذ بداخل القصور و الحكومات و المملكات و من حولها و خارجها، لإصلاح الفاسد فيها...

يقول الله تعالى : "فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"(الأعراف /176)

ربما هذه الآية تفرض مضمونها و غايتها في معظم مجالس العزاء لمصاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام، لأن الخصوصية التي تملكها ثورة الحسين عليه السلام هي خصوصية الانطلاق من فلسفة القرآن للثورة على الظلم، مما يفرض علينا أن نحركها بالكلمة و الشعور و الإحياء عموما، بمنهج قرآني مقصده التفكر الحصيف بعد أن نسمع فنفهم و نلتزم و ننفذ في واقعنا الإسلامي لننطلق في إصلاح ما فسد فيه، من خلال الموازنة بين الإيمان و التسليم و الولاء العملي...و بالتالي  تتمكن الأمة كما الفرد من جني ثمار المناعة من التيارات المنحرفة على الصعد السياسية و الثقافية و كذلك الجهادية...

إن إحياء عاشوراء طهور من كل عوامل الانحراف و الضلال و الزيغ عن الحق لمن استقبلها بقلب سليم و ألقى السمع و هو شهيد.

لابد أن نتذكر و نتفكر في كربلاء الحسين عليه السلام بكل خصائصها و أشخاصها و عناوينها الرئيسية و كذا التي نحسبها ثانوية ، كي نفهم الحق في ما أراده الله؟ و نستخلص الباطل و نفهمه من خلال وعي ما لا يرده الله؟ على أساس التأمل و التفكر في مرتكزات هذه الثورة المباركة الخالدة... حيث أنه من يفهم و يلتزم و يعمل صالحا ثم يهتدي لسبل السلام لا يهتز في انتمائه، حتى لو اتهمه العالم برمته و تجند ضده...لأن الذين يعلمون من هو الإمام الحسين عليه السلام لا يستوون مع الذين لا يعلمون، لأنهم على يقين من حقيقة الولاية الإسلامية للإمام الحسين عليه السلام و أهل البيت عليهم السلام كما هم مستوعبون لخط إمامتهم على الأمة الإسلامية و كما كل المسلمين مستيقنين من نبوة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله.

عاشوراء تريد من الذي يحييها أن يكتسب الشعور بالاطمئنان في حياته الإسلامية، و يتحرك على أساس أن في حركته الإسلامية رضا الله، و لا تهمه النتائج لأن المصير و النتيجة واحدة و هي الله، و هذا ما عبر عنه مولاي و نور قلبي الإمام الشهيد الحسين عليه السلام: و لست أبالي حين أقتل مسلما

                                          على أي جنب كان في الله مصرعي

حقيق بنا أن نستذكر سيرة أبي عبد الله الحسين عليه السلام الرائدة في التاريخ الإسلامي، من خلال هذه الكلمة العظيمة، لنقول لكل الحاقدين و المعاندين ...ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة إسلامية، لان الكثير من إخواننا السنة يحاولون الفصل بين الثورة الحسينية و بين الإسلام و يركزون على وصفها بالثورة و الذكرى الشيعية، و الهدف الوحيد من وراء هذا التمويه كله إبعاد الصوت الحسيني ، ذلك الآذان الإسلامي الخالد الذي يوقظ المسلمين في مطلع كل سنة إسلامية جديدة لصلاة الصدق و الأمانة و الشهادة و الرسالة الإسلامية ..."يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين"(التوبة /119)

إن هؤولاء القوم بين إخواننا السنة يريدون للمسلم السني العادي أن لا يقترب من الحقيقة العاشورائية التي سقت التاريخ الإسلامي و الإنسانية بالحق و الكلمة الطيبة و الانتماء الصحيح و العقيدة النظيفة و الحركة المستقيمة و المنهج القويم السليم و الحياة الكريمة...فللأسف ليس هم(بفتح الفاء) الكثير من دعاة أهل السنة ، أن يقتربوا من حقيقة عاشوراء و ينفذوا داخل كربلاء التاريخ لا ليستغرقوا و لكن ليعرفوا الحق و أهله و الباطل و أهله و يلتمسوا  المسؤولية الإسلامية التي جسدها للإمام الحسين عليه السلام و أهل بيته عليهم السلام و أصحابه رضوان الله عليهم ...و كثير منهم لا ينطلق من موقع الأمانة الدعوية عند تأييد أو رفض الثورة الحسينية، بل ينطلق من منطق التجارة بالمواقف مع الظالمين الذين ارتبط بهم تاريخيا فاستغرق فيهم و سجن عقله و قلبه في زنازين ابن زياد المعاصر...لهذا نجد عاشوراء إخواننا أهل السنة خامدة، لأنها ذكرى باهتة المعالم في مصادرهم إلا من رحم ربي من المؤرخين و المحدثين الذي نقلوها رغم كل ألوان العذاب و التنكيل التي عرفوها ،و الروايات التي اهتمت بذكرى عاشوراء لدى إخواننا السنة رغم ضعف السند فيها إلا أنها اكتسبت الفيتامينات الإستكبارية التي جعلتها في مرتبة الصحة و الحسن، لأن دورها الانحراف بالأخ في الدين من خلال إضفاء معنى الزكاة على ظاهرها و التدليس التاريخي في باطنها....

لهذا ينبغي أن نزور إخواننا السنة المستضعفين إعلاميا بخصوص عاشوراء الإسلامية لنحدثهم عن عاشوراء بالثقافة الحسينية بدلا عن الثقافة اليزيدية، و نحاورهم باسم الحسين لأن الإمام الحسين عليه السلام، نور من أنوار البيت الإسلامي المظلم بالعصبية و الظلم و الفتنة و التباغض و التباعد و التضليل الديني و الحساسيات المذهبية و التكفير و السباب و كل ألوان التخلف الإنساني...  

الإمام أبي عبد الله الحسين شخصية إسلامية جامعة، كجده و أبيه و أخيه عليهم الصلاة و السلام أجمعين ، أراد بنوا أمية  و من تشيع لهم عبر الزمن الإسلامي ، تشويه صورته المشرقة و ثورته المباركة ، من خلال خططهم الواهية أمام النور الرسالي، مستخدمين في ذلك كل وسائل الخبث الإستكباري ، و على رأسها الإعلام الموجه بإثارة التخلف و الجهل و العصبية في أوساط المسلمين...يتضح من هذا أن الثورة الحسينية هي منتج للثقافة الإسلامية الأصيلة ذات الخطر العظيم على الإستكبار في الواقع الإسلامي وعبر الزمن الإسلامي كله، مما يجعل هؤولاء المستكبرين يقاتلوا الثورة كواقعة تاريخية حية و يقاتلوا روحها الثقافية السابحة في فضاءات الواقع الإسلامي، من خلال فبركة خصائصها و إضعافها إعلاميا، و هذه المنهجية هي ديدن المستكبرين عبر التاريخ الإنساني ناهيك عن الفنون الإستكبارية الأخرى من سجون و اغتيالات و فتن منظمة و مساومات للمبادئ و القيم التي تطال كل من يحب الحسين و يحيا بسنة نبيه التي بلغه إياها الإمام الحسين عليه السلام بشهادته في كربلاء...

لكن لنتوقف هنيهة، لنحدد العلاقات فهناك من يحي سنة يسميها سنة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم و هو في غنى عن شهادة الحسين عليه السلام و كيف استشهد و لماذا؟ و آخر يحي السنة ثم يحب الحسين حبا عادي كحبه لأبيه أو ولده أو حب أي عزيز لديه...لأن العكس صعب و مكلف ،كون الولوج في إحياء سنة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم انطلاقا من ولاية الإمام الحسين عليه السلام الحقيقية خاصة ثقيلة جدا ... !؟

أما ثالث يحب الحسين عليه السلام لكنه لا يهتم بإحياء سنة جد الحسين صلى الله عليه و آله و سلم و التي استشهد من أجلها الإمام سلام الله عليه...

لنفكر ، ليس قليلا، بل كثيرا و جيدا، لأن عنوان الإمام الحسين عليه السلام الذي يمتد ليلتقي بعنوان الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، لا يريد التشيع الكمي بل الشكر الإلهي الذي يركز التشيع في النفس ...

فكثيرا، ما يسألنا الإخوة ، كم نسبة الشيعة في المنطقة كذا؟في حين : كيف هي شموع التشيع في العالم؟ سؤال نجهله و نفتقده و قد نتجاهله و العياذ بالله؟و هو أصلا السؤال الجوهري الذي يشير له الحديث الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "و الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله و أطاعه و كانوا يعرفون بالتواضع و التخشع و الصدق و كانوا أمناء عشائرهم في الأشياء، أفيكفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟ أيكفي بقول الرجل أحب عليا و أتولاه ثم لا يكون فعالا لما عرفه عن علي عليه السلام ؟ أفيكفي الرجل أن يقول أحب رسول الله ثم لا يعمل بسنته؟...من كان وليا لله فهو لنا ولي و من كان عدوا لله فهو لنا عدو ، و الله لا تنال ولايتنا إلا بالورع" (1)

إنها رسالة إسلامية جامعة تركز المسؤولية الولائية للنبي الأكرم صلى الله عليه و آله و لأئمة الهدى عليهم السلام لدى المسلمين أجمعين...و بينما نحن على أعتاب عاشوراء لنفكر كيف نحرك الثقافة الحسينية إعلاميا لتنفذ للفكر و القلب و البيت و المدرسة و الجامعة و الحكومة لتقوم(بكسر الواو مع الشدة) السياسة و الاجتماع و الاقتصاد و الثقافة و التربية و الحياة الإسلامية ككل...؟

لنطور مفاعلاتنا الإعلامية لأجل أن يكون المستقبل الإسلامي مفعما بالروحانية الحسينية ...

إنه غيض من فيض عاشوراء العارم للوجود كله و التاريخ كله، نريد أن نفهمه و نحركه و نحققه و نعيشه في كل حياتنا الإسلامية ، نريد أن نشعر بأننا جزء من العمل الإسلامي الكبير ، فلا نفكر في التشيع كترسانة تصنعها الأعداد ، بل نفكر في التشيع الروح التي تستشعر وجود الله في كل شيء و تخطط للحياة الإسلامية الكريمة من خلال ذلك.

و يكون كل صوت حسيني منفتح على الحياة هو قوة جديدة للإسلام ، كما كل موقع ضعف يستقبل عاشوراء الحسين عليه السلام هو مشروع قوة جديدة للإسلام ، و هكذا تتكامل الروح الإسلامية في دروب ثقافة الإصلاح الحسيني...

أيها الأحبة، لابد أن نفكر في عاشوراء على أنها مسألة لن تنتهي عندما ينتهي يوم العشر من محرم أو أربعين الإمام الحسين عليه السلام، بل علينا أن لا نفهم عاشوراء بالطريقة البسيطة و المنطق الزمني الاحتفالي، كما يفهمها الكثير منا، لأنها ينبغي أن تتحرك في خط السنة الهجرية لتصلح الواقع الإسلامي بثقافتها الأصيلة الطاهرة...

و أخيرا لابد لنا من أن نطل علىالجريمة البشعة بحق الإسلام و المسلمين و الإنسانية الفاضلة جمعاء، تلك الجريمة التي قام بها الصهاينة و المستكبرين في الغرب، بتعديهم على شخصية النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم و إنتقاصها و التهكم عليها و الاستهتار و التشويه لصورة أعظم شخصية في الوجود و الكون كله، و الزمن كله، محمد بن عبد الله خاتم النبيين و المرسلين، حبيب الله و تجسيمها ، لعنة الله عليهم و الناس أجمعين ،حيث إستغل كفار هذا العصر الظروف السياسية و الإعلامية و الثقافية الحرجة للمسلمين لتنفيذ جريمتهم، إن هذه الجريمة لن نستغربها من هؤولاء الكفرة الفجرة ، ذرية نمرود و فرعون و هامان و بن سلول و أبا لهب و أبا جهل و غيرهم من المستكبرين و الكافرين عبر التاريخ الإنساني، لأن السباب و الافتراء  هو وسيلة المستكبرين عبر التاريخ ضد الحق الذي يهدد الباطل الذي يختزنونه في حراكاتهم...و في الوقت ذاته، عندما نغضب على هؤولاء الكافرين و نحاسبهم و نقتص منهم، لابد أن نتساءل:

كيف يمكن للدنمارك و النرويج ثم فرنسا فبريطانيا و بالأمس أسبانيا، أن ينطلقوا في خبثهم بكل اطمئنان و بكل ثقة و هدوء و لا حياء؟

أكيد هي المؤامرة الكبرى على الإسلام، بلغت ذروتها، و الآن بعد أن تقاسمت الأدوار في مسلسل صراع الحضارات بدأت تحرك فصول الصراع إعلاميا بإثارة الفتن و الحروب من خلال خدش و سب مقدسات الإسلام، فبعد القرآن العظيم في غواتانامو جاء فصل النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم، ليكونوا بذلك استكملوا سيناريو " بين وقع الأحجار" الذي تنتهجه الصهيونية العالمية دوما لضرب الإسلام و المسلمين.

و عليه، نتساءل و نحن في عاشوراء أبي عبدالله الحسين عليه السلام، ماذا كان سيفعل الإمام الحسين عليه السلام لو كان بيننا اليوم؟ و ماذا كان سيكون موقفه عليه السلام ، و الأمر إساءة لشخصه جده الأكرم الأعظم صلى الله عليه و آله و سلم؟ الجواب بدون مناقشة واضح حاضر ناصح أمين مكتوب في كربلاء بالدم الطاهر...

لكن السؤال أين أنت أيها المسلم الغاضب من الحسين عليه السلام؟ هل نهضت كمسلم أم كسني أم كشيعي لتعبر عن غضبك؟ نعم غضبت إسلاميا و لم يخذلك تسننك أو تشيعك، فلماذا أنت تخذل تسننك و تشيعك ؟؟ و لماذا دوما أنت الصدى و لست الصوت ؟ تنتظر الصوت (صوت الباطل) ينطلق ليملأ كل شيء في العالم لتعطي أنت الصدى أو صوت لاشيء، لأن الباطل قد احتل حتى أفواهنا فكيف ننادي، ناهيك عن سياستنا و ثقافتنا و اقتصادنا و كل مجالات حياتنا ، فصرنا لا نفكر و نرتكب الحماقات ضد بعضنا البعض لأننا لم نفقه إسلامنا بالمعنى الذي جاء به القرآن و النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم و الأئمة الأطهار عليهم السلام.

و الكفر كله يريدنا أن لا نفكر لنفهم و نستوعب و نخطط و ننظم فننهض و نثور و نغير و نصلح حالنا وحال الإنسانية ، إن الكفر يريدنا أن نكفر معه ،و يريدنا أن لا نفكر ، حتى ننفعل و نفقد توازننا ، و هذا ما يوفر له أرضية خصبة لتحقيق كل مآربه الخبيثة و مقاصده الشيطانية ...لكن نقول بالعمل لكل الحاقدين على الإسلام و القرآن و النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم و أمير المؤمنين عليه السلام و سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام و الحاقدين على الحسن و الحسين عليهما السلام و على أئمة الهدى عليهم السلام و على المسلمين النبهاء الصادقين المخلصين المتقين الصالحين، و الحاقدين على الحق الذي جسدوه أعظم تجسيد ،نقول لهم ، ما قالته سيدتنا زينب الكبرى عليها السلام :" و ليجتهدن أئمة الكفر و أشياع الضلالة في محوه و تطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا و أمره إلا علوا "(2)

خلاصة القول: نورد كلمة المرجع الكبير السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله الوارف): " إن الإمام الحسين عليه السلام استشهد لثلاثة أهداف: أصول الدين، الأحكام الشرعية، الأخلاق الإسلامية، فمن أراد البرهنة على ولائه لسيد الشهداء سلام الله عليه و أهدافه السامية عليه أن يسعى لتحقيق هذه الأهداف الثلاثة التي استشهد من أجلها الإمام سلام الله عليه و أن يضعها على رأس أولوياته، لتقر عين الإمام الحسين سلام الله عليه و الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف "(3)

أيها المسلمون، الذين يعلمون و الذين لا يعلمون هذه هي أهداف عاشوراء ثلاثة، فمن شاء إتخذ إلى ربه سبيلا...         

    الهوامش:

(1)   البحار ج 81 ص 219، رواية 16

(2)   كامل الزيارات الباب 88 ص 262 ح1

(3)   كتيب عاشوراء دروس و عبر، للمرجع الكبير آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف، ص56.

(*) كاتب و باحث إسلامي جزائري

islamo04@hotmail.com

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ