بين مقتل الحسين سنة 61 للهجرة على طريقة أمير المجرمين يزيد
ابن معاوية وبين الاستهزاء بشخص النبي الأكرم (ص) سنة 1427 بإحدى
الصحف الدنماركية تعلن مدرسة التحريف والتشويه والانحراف مسؤوليتها
التاريخية لما جرى ويجري وسوف يكون، تلك المدرسة التي اشرف على
تاسسها من عارضوا رسالة السماء وأذوا النبي حتى قال (ما أوذي نبي
مثل ما أوذيت) وتلقف تعاليمها الخوارج عندما خرجوا على أمير
الموحدين ليجهضوا دولة العدل والفقراء وحقوق الإنسان وتبنا أفكارها
المنحرفين والمتطرفين في كل زمان ومكان..
وهي نفس المدرسة التي حملت رأس الحسين وأصحابه على الرماح لتطوف
بها في أزقة الكوفة والشام وبمرأى من بنات رسول الله وهن سبايا
بغضا بشخص النبي الأكرم وإرضاءً لعميد مدرستهم أبو سفيان وهي نفس
المدرسة التي أمرت بعد مقتل قائد الثوار أبا عبد الله الحسين أن
ترض عظامه التي تغذت بإبهام النبي لتدوس عليها حوافر الخيول
ليؤسسوا بذلك شريعة الاستهزاء والتشويه والإرهاب وليخلقوا الأرضية
للصحفي الدنماركي وغيره فيما بعد أن يرسم كركاتيرا يمس شخص نبي
الرحمة.. فان الحسين أيها السادة لم يقتل رميا بالرصاص ولم يشنق
حتى الموت وإنما حُُز رأسه من القفى مرميا بالعراء أمام بقايا
عائلة النبي، قتلوه وهم يتلون باستهزاء (قل لا أسألكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى).. هذه المدرسة التي تجرأت على ابن بنت النبي
أعطت الأرضية للآخرين إن يتطاولوا على مقدسات المسلمين.. والأمة
التي لا تحترم رموزها يبتليها الله بالتيه ويجعلها عرضة للطغاة
الذين يمهدون بدورهم لإباحة البلاد والعباد ويقدمون أوطانهم مجانا
للغزاة ومقدساتهم عرضة للاستهزاء.. والصحفي الدنماركي أيها السادة
رآى بأم عينه كيف يقتل المسلمون بعضهم بعضا و رأى بأم عينه كيف
يكفّر المسلمون بعضهم بعضا ولقد رآى كيف يقتلون أطفال العراق ثم
يخرجون على الانترنيت ليقولوا إنهم خونة وعملاء... لقد سمع كيف
استهانت مدرسة التخريب بريحانة رسول الله حين صمت آذانها وأغمضت
عينها لما قال عنه نبي الرحمة (حسين مني وأنا من حسين).. لقد رآى
الدنماركي أمة (لا إكراه في الدين) كيف تتبنى قتل الأبرياء في كل
مكان وبدلا أن يدخل الناس في دين الله أفواجا أصبحوا يخرجون من دين
الله أفواجا ليس بسبب الدين حاشى الله فانه ارتضاه لأنبيائه
وملائكته وإنما بسبب مدرسة التشويه والشجرة الملعونة في القرآن..
والأمة التي لا تستنكر ما قام به يزيد وجريمته البشعة التي
تستمر اثارها الى الان فما عساها ان تفعل للصحفي الدنماركي..
والذين يؤمنون بان يزيد حينما قتل ابن رسول الله تحت غطاء (اجتهد
فاخطأ) عليهم ان يقبلوا ويرضخوا لمنطق الغرب الذي يبرر رسومات
الكاريكاتير بانه (حرية التعبير والرأي) وعلى الأمة الناطقة
والساكتة والحاكمة والمعارضة ان تعتذر من الله ورسوله واهل بيته
قبل ان تطلب اعتذار الآخرين.. لكن أيها السادة إنها مدرسة
الاستكبار والاستهزاء والتشويه والتطرف والردة وهي امتداد لمدرسة
التحريف والانحراف والتكفير وكلاهما يؤدي إلى الخضوع والخنوع والذل
ويجعل مقدساتنا مادة للصحفي الدنماركي فان الأمة التي تقتل
ابنائها لمجرد الاختلاف وهي تقرا صباحا ومساءا قول نبيها (اختلاف
أمتي رحمه) عليها أن تستعد للاستهزاء من الاخرين.. والامة التي
تخطف أبنائها وتذبح الناس لمجرد انتمائهم إلى طائفة معينة فإنها
تعطي خدمة مجانية للعالم للتشويه والاستهزاء.. والأمة التي تنتج
طواغيت وحكاما مارقين مهمتهم قتل شعوبهم وكبت أنفاسهم وحريتهم
عليها ان تستعد للغزو والدمار والإبادة والاستهزاء..وإلا بربك من
أين استقى هذا الصحفي الدنماركي فكرته المجنونة هذه لنبي الانسانية
الذي وصفه رب الإنسانية (وانك لعلى خلق عظيم).
أليس هو نفس النبي الذي قال عنه برنادشو لو جاء نبي الإسلام
لانتهت كل مشاكل العالم. أوليس هو نفس الحسين الذي قال عنه غاندي
تعلمت مثل الحسين إن أكون مظلوما فانتصر........
لكن مدرسة التخريب هم أنفسهم الذين قتلوا وأجهضوا حركة الإصلاح
التي ارادها الحسين ولم يسمحوا له ان يستأصل الطواغيت والمجرمين
والمنحرفين والمستهزئين فأجهضوا مشروعه ودفنوه في المهد وبشكل بشع
حتى لا يجرا احدا بعد ذلك ان يخرج على الحكام الجائرين بحجة (إنهم
ولاة الأمر أبراراً كانوا أو مجرمين)..
على الامة قبل ان تطلب اعتذارا من أوربا ان تعتذر هي من نفسها
ومن التاريخ الذي ملأته تلك المدرسة بالمأساة والقتل والرعب
والمقابر الجماعية.. فان هذا الصحفي لا يعرف شيئا عن النبي سوى انه
ظهر قبل 1400 سنه وانه أسس الديانة الإسلامية أما هذه الأمة فقد
عرفت كل شيء وأنكرت كل شيء فابتليت بكل شيء...
والظاهر ان هذه الامة لا تطيق ان تصلح نفسها لان شرط الإصلاح
الاعتذار وقراءة التاريخ من جديد في القلوب والعيون وليس(الجيوب)
وهذا ما لا تطيقه ولم تفكر به وهذا ما اقتنعت به فرنسا وألمانيا
واسبانيا فأعادة تلك الرسوم في صحفها.... والقادم اخطر..
hamedalhumraney@yahoo.com |