الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

برغم غزارة الامطار مواكب العزاء الحسينية تملأ شوارع كربلاء المقدسة

 تقرير: رشا ابراهيم

تواصلت مواكب العزاء الحسينية على الرغم من هطول الامطار المستمر ليومين متتاليين فوق رؤوس الشباب الذي شاركوا في احياء هذه الشعيرة الموجودة منذ مئات السنين لمناصرة إمامنا الثائر الحسين بن علي عليهما السلام.

ومثل هذا المنظر وهذا الاصرار على المشاركة في احياء مصاب أهل البيت (ع) ليس غريبا على أهالي كربلاء الأمناء ولا على زوار الحسين الكرام الذين يبذلون كل شيء من اجل الوصول الى ارض كربلاء المطهرة لكي يمسكوا بشبابيك المراقد الشريفة للامام الحسين واخيه الامام العباس عليهما السلام وجميع الصحابة الاخيار الذين رافقوا الحسن الشهيد في رحلته الثورية الخالدة من الحجاز الى ارض كربلاء المقدسة بدمه الطهور (ع).

وقد تجولت شبكة النبأ في شارع( ابو الفهد/ باب قبلة الامام الحسين ع) وفي شارع العباس ع ، وفي ساحة الحرمين المطهرة وفي باب الخان وباب الطاق وباب السلالمة والعباسية الشرقية والتقطت مشاهد عدة تصور المواكب التي لم تتوقف بسبب هطول الامطار وتابعت النبأ حماس الشباب الحسينيين وهم يؤدون شعائر نصرة الحسين ع من غير ان يأبهوا بالامطار او البرد القارس الذي رافق المطر المستمر، فقد بدت قلوبهم جميعا عامرة بالايمان وكانت وجوههم الوضاءة تعبر عن رغبتهم التامة في التواصل مع اقامة شعائر الحسين ع من غير انتباه للعوائق كالمطر او البرد او التعب وما شابه ذلك.

وعندما سألنا احد الشباب الحسينيين( عباس عبد الحسين) عن سبب اصراره في التواصل مع موكبه في شارع (ابو الفهد) على الرغم من هطول الامطار المتواصل أجاب قائلا:

-       أولا المطر خير وبركة والبرد يشجع على الحركة ونحن امام مصاب كبير بل لايضاهيه أي مصاب آخر، انه مصاب امامنا الحسين ع ، فكيف اترك الموكب لأن الدنيا تمطر!!، ونحن مهما قدمنا لنصرة الحسين ع نبقى مقصرين بالقياس الى ما قدمه لنا في وقفته وفكره ومبادئه التي مهدت لنا طريق الخير والايمان والمحبة، اقول لك ان كل هؤلاء الشباب المؤمنين بأفكار الحسين ع وبمبادئه مستعدون للتضحية بكل شيء من اجل نصرة امامنا الخالد الذي قدم روحه وذويه ع قربانا لحرية الانسان المسلم وغيره.

وعندما غادرنا هذا الشاب الحسيني المؤمن، لفت نظرنا تواجد النساء بصورة واضحة وهن يتابعن هذه المراسيم المستمرة تحت المطر وقد كانت لنا كلمة مع السيدة( ام زينب) حول مشاعرها وهي تشاهد الشباب الحسيني يواصل اداء طقوسه الحسينية المؤثرة في قلوب الزائرين تحت الامطار فقالت:

والله هم هؤلاء شباب كربلاء وهم شباب الحسين ع، معروف عنهم التمسك بشعائر عاشوراء أبا عن جد، فلا يمنعهم مطر او غير المطر لأن ابا عبد الله يسكن في عيونهم ويملأ قلوبهم بالايمان، انا من كربلاء( من منطقة المخيم) واعرف الكربلائيين بصورة جيدة، هم ناس مؤمنون بمبادئ الحسين ع وهم يتناقلون مصاب اهل البيت جيل عن جيل ويحيون هذه الشعيرة وغيرها منذ زمن طويل، لا استغرب هذا الموقف من اهالي كربلاء لكن والله القلب يخشع من رؤية هذه المواكب وهؤلاء الشباب وهم يتحمسون لنصرة إمامهم الحسين وأخيه العباس وذويه وصحبته عليهم السلام أجمعين. أتمنى من رب العالمين ان يحفظ زوار الحسين ع وخدامه وان يمن علينا بالامان، وان يزيد الايمان في قلوب ونفوس الشباب لخدمة (ابا عبد الله الحسين ع).

هكذا نلاحظ هذه المشاعر الحقيقية الصادقة التي تملأ قلوب الناس في مثل هذه الايام الجليلة، ايام عاشوراء الخالدة في نفوس وضمائر الكربلائيين وزوار الامام الحسين (ع) والمسلمين جميعا، ونحن نتطلع الى تحقيق حياة آمنة مستقرة للعراقيين مؤازرة بمبادئ سيد الشهداء امامنا الحسين ع ومأخوذة من مبادئه التي يسّرتْ لنا السبل الصحيحة نحو حياة مستقرة فاعلة ومؤمنة في ذات الوقت.

خرجنا من المدينة المقدسة وقلوبنا عامرة بحب الحسين (ع) وعيوننا مملوءة بصور الشباب الحسيني المؤمن الذي اصر على تأدية شعائر نصرة الامام الحسين ع على الرغم من هطول المطر والبرد، آجرهم الله جميعا واغدق عليهم رحمته ورضوانه، فنحن اليوم وكل يوم بأمس الحاجة للنفوس المؤمنة التي تتحدى الصعاب في سبيل خدمة المبادئ الحسينية الخالدة.

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ