الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

مواكب العزاء الحسينية تتدفق الى شوارع  كربلاء المقدسة

تقرير: انمار البصري 

   خاص بموقع شبكة النبأ /    

انطلقت صباح يوم الخامس من شهر محرم الحرام مواكب الزنجيل من مناطق عديدة تابعة لمركز مدينة كربلاء المقدسة إحياءً للشعائر الحسينية المقدسة التي دأب على تأديتها أهالي كربلاء وزوار الامام الحسين (ع) منذ مئات السنين تخليدا لأحداث واقعة الطف عبر التأريخ، تلتها في نفس اليوم بعد صلاة المغرب مواكب العزاء التي انطلقت من أماكن عديدة من مركز المدينة المقدسة.

 وقد أسهم في هذه المواكب هيئات كثيرة منها( هيئة شباب المنتظر التي تحركت من ساحة الحرمين في الساعة التاسعة صباحا وختمت مسيرتها في مرقد الامام الحسين ع، وموكب الزينبية الذي انطلق في الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم الخامس من منطقة باب الطاق وختم مسيرته في مرقد الامام الحسين ع.

 وانطلق أشبال القاسم من شارع العلقمي في الساعة الواحدة ظهرا وختموا مسيرتهم في مرقد الامام الحسين ع ، ومن شباب حي رمضان انطلق موكب مالك الاشتر في شارع ابو الفهد في الساعة الثانية ظهرا وانتهى في صحن الامام الحسين ع ).

 وهكذا كان انطلاق عشرات المواكب الحسينية التي ضمت بين صفوفها عددا كبير من الشباب الحسيني المؤمن وضمت أيضا عددا من الفئات العمرية المختلفة التي دأبت على إحياء شعائر الواقعة الحسينية الخالدة، وقد رفعت هذه المواكب لافتات كثيرة تحمل شعارات تمجد أحداث الطف وتشيد بالروح الوثابة لأئمتنا الاطهار ع الذين قدموا أرواحهم فداء للحرية ومقارعة الظلم والطغيان، وحملت هذه اللافتات شعارات مثل(الحسين ع سفينة النجاة) و(أبد والله ما ننسى حسينا) و( أرواحنا فداء لك يا حسين) و(مبادئ ثورة الحسين طريقنا الى حياة أفضل) وغيرها الكثير من اللافتات التي تعري الظلم وتمجد مناقب أهل البيت عليهم السلام.

وفي جولة متواصلة في ساحات وشوارع المدينة المقدسة تابعنا وقائع تأدية هذه الشعائر بإيمان كبير من قبل الشباب وبحماس متوهج في ارواح المؤمنين من زوار الامام الحسين الكرام او من أهالي كربلاء على حد سواء، وفي صباح اليوم السادس من محرم الحرام( الأحد) توالت ايضا الهيئات والمواكب الحسينية في تدفقها الى شوارع وساحات كربلاء المقدسة ابتداءً من الساعة التاسعة صباحا متجهة الى مرقدي الامامين الحسين والعباس عليهما السلام، في حين انتشر الزوار الكرام على جانبيّ الشوارع وأرصفة الطرق الرئيسة في المدينة وهم يتابعون بقلوب خاشعة وعيون دامعة مشاهد المواكب الحسينية التي تتواصل في احياء الشعائر المقدسة لواقعة الطف الخالدة، وقد التقينا أحد الزوار الكرام( السيد أبو أكرم) وسألناه عن شعوره الحقيقي وهو يتابع هذه الشعائر وهذه المشاهد المؤثرة فأجاب قائلا:

منذ عقود ونحن لم نطيِّب عيوننا بمثل هذه المشاهد الحسينية الخاشعة، لقد حرمنا الطاغوت منها أعواما طويلة ولكننا لم نقطع الرجاء بالله وبأهل البيت، فكنا محملين بالأمل أن يأتي اليوم الذي تعود فيه شعائر الحسين ع الى شوارع كربلاء المقدسة والى جميع مدن العراق وها انت ترى بعينك هذه المواكب الحسينية المتواصلة وهؤلاء الشباب المحملين بالايمان وروح الفداء لإمامنا الحسين ع وكل اهل البيت عليهم السلام أجمعين، نسأل الله القدير ان يحفظ المسلمين جميعا وشيعة امير المؤمنين ع والعالم أجمع وان يعيد علينا هذه الايام الخاشعة بالخير واليمن والسلام.

وسألنا إمرأة كبيرة السن كانت تتابع مواكب الزنجيل المتجهة الى مرقدي الامامين الحسين والعباس عليهما السلام عن سبب وقوفها ساعات طويلة على الرصيف برغم كبر سنها ومتابعتها لهذه المواكب فقالت:

(يمة آني صار لي سنين طويلة محرومة من هذي المواكب واليوم اريد اكحل عيني بيها وابكي على مصاب أبا عبدالله)، وكانت هذه المرأة تبكي بعيون مغرورقة بالدموع وبوجه كله خشوع وطيبة ومحبة لأهل البيت عليهم السلام أجمعين.

وفي شارع العباس ع قرب مبنى البلدية تابعنا مرور أحد المواكب للزنجيل وقد شكل خطين طويلين من الشباب إمتدا على طول جانبيّ شارع العباس ع وفي الوسط عدد من الشباب يرفعون الرايات الخفاقة في سماء كربلاء المقدسة وكان الدمام يضرب بصوت جهوري والصنوج تقرع بصوت عالٍ ومعهما ترتفع الزناجيل وتستقر على ظهور الشباب الحسيني المؤمن الذي أحيا هذه الشعائر المقدسة بروح مكللة بالإيمان العميق، وقد اصطفت جموع الزوار الكرام وأهالي كربلاء على جانبي الشارع المقدس وهم يتابعون بشغف كبير تدفق المواكب الحسينية التي تبهج الروح وتزيدها تعلقا وأيمانا بأهل البيت الأطهار ع، وكان احد الاطفال يتشح بالقماش الاسود ويتحزم بحزام أخضر تعاضدا مع مصاب الحسين ع ويضع على رأسه(عرقجين أسود) مكتوب عليه يا حسين باللون الأخضر وقد حمل هذا الطفل زنجيلا صغيرا وهو يتواصل بخطوات محسوبة مع رجال وشباب الموكب وهم يتقدمون ببطء الى مرقد الامام ع وكان الجميع يتابعون هذه المواكب بشعور واحد هو الانتصار لمبادئ الحسين ع.

هذه الصورة( صورة الطفل) تعيد لنا الامل بمناصرة الحسين ع والالتزام بفكره ومبادئه الخلاقة التي ترسم لنا طريق السلام والمحبة والايمان لصنع حاضرنا المشرق والغد الافضل لأجيالنا المؤمنين ان شاء الله.

 

 
 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ