توافدت اعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين الى مجالس العزاء
المقامة في الكويت بمناسبة استشهاد الامام الحسين بن علي في كربلاء
قبل 14 قرنا. وغطيت جدران الحسينيات بالاقمشة السوداء التي كتبت
عليها الشعارات المتعلقة بهذه المناسبة الاليمة على قلوب المسلمين،
كما ارتدى معظم الحضور اللباس الاسود حزنا على هذه المصيبة.
وفي حسينية البلوشي في الجابرية اعتلى المنبر الخطيب الديني
الشيخ حسين المعتوق ليتحدث عن الانسان وعلاقته بالفطرة ودورها في
حركة الاشخاص في المجتمع. فأكد أن الفطرة هي العنصر المحرك للوصول
الى الله عز وجل، ورغم ان الباري جل وعلا فطر الناس على الحق، ولكن
هناك اشخاصا ارتدوا عن الحق الالهي. لافتا الى ان السبب في تعطيل
دور الفطرة عند بعض الناس يتعلق بوجود المانع من تأثير الفطرة في
نفسه، والسبب الآخر هو انعدام اثر الفطرة من نفس الانسان، موضحا ان
السبب الثاني، وهو انعدام الفطرة، يصل الحال باصحابه كما يحدثنا
القرآن، الى حالة ختم الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم، فلا يفلح
بعدها ابدا.
واوضح ان الفطرة وارتباطها بوجود المانع كما الانسان المريض،
فاحيانا يحتاج عضو في جسده الى الازالة كليا او اجزاء منه حتى يشفى
من مرضه، واحيانا يحتاج فقط الى بعض الادوية للعلاج. مضيفا انه
هناك موانع في وصول الانسان الى مراتب الكمال تتلخص في المفاهيم
الخاطئة التي تتولد لدى الانسان في مسيرة حياته، والمانع الثاني
تأثير الفطرة بصفات سيئة كالتكبر والحسد والغرور والتعلق بالدنيا.
متسائلا ما هي العوامل التي تؤدي الى هذين المانعين؟ مبينا ان هناك
عاملين اساسيين لذلك وهما التربية الفاسدة التي تؤدي الى اكتساب
روى خاطئة وبناء صفات سيئة عند الانسان، تمنع من تأثير الفطرة
عليه، وهذا ما يقوم به اعداء الله من قوى الكفر العالمي في وضع
البرامج التربوية التي تكسب الانسان الصفات السيئة لمواجهة فطرة
الله، اما العامل الثاني فيتعلق بمعصية الله واثرها في حياة
الانسان، مضيفا ان الطريقة الناجعة في ازالة المانع وهي المعصية
بخطوتين وهما التوبة النصوح التي تضع الانسان على طريق الهداية،
والمباشرة بترك المعاصي، مشيرا في ختام حديثه الى واقعة عاشوراء
والفئة القليلة الصالحة التي ابتعدت عن المعصية، فوصلت الى أعلى
المراتب مع الامام الحسين عليه السلام، في مقابل اعدائه الذين
اصبحوا شياطين، فبعد ان فطرهم الله على الحق، اصروا على المعصية
وتحولوا الى اعداء لله ورسوله.
وفي الحسينية الجديدة حاضر السيد حسن الكشميري عن آية المباهلة
في القرآن الكريم وبين من خلال الآية الشريفة موقع الامام الحسين
عليه السلام عند جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان
الرسول (ص) يحمل الحسين عليه السلام عند المباهلة مع نصارى نجران
كما ذكر ذلك في تفسير البيضاوي ثم تحدث الكشميري عن دور الامام
الحسين عليه السلام في حفظ الاسلام وذلك بخروجه لصد الاعداء الذين
كانوا يحيكون المكائد.
واضاف الكشميري: ان الامام الحسين عليه السلام لم يحفظ دين
الاسلام الذي بلغه جده فقط بل حفظ خط الانبياء. ثم عرج الكشميري
على ذكر المآسي التي جرت بكربلاء على اهل بيت النبوة عليهم السلام
وختم محاضرته بالدعاء, وستستمر كثير من الحسينيات في الكويت في
احياء المجالس طيلة شهر محرم وصفر. |