جاء في (مروج الذهب) للمسعودي لقد تم بناء وتجديد قبر الحسين
(عليه السلام) من قبل عضد الدولة بن أبي الحسن بن علي بن أبي شجاع
البويهي(فنا خسرو) وبنى بجانب القبر مسجداً كما شيد بجانبه دوراً
للسكنى المجاورين للقبر وأمر بتوسيع الحائر(كربلاء) حتى وصلت مساحة
الحائر 2400 قدم.
وبنى بجانب قبر الحسين(عليه السلام) العمارات والخانات وقطنها
الكثير من الأسر العلوية وغير العلوية من العرب المسلمين وهكذا
أخذت مدينة الحسين(عليه السلام) تتوسع شيئاً فشيئاً ولم ينقض القرن
الرابع الهجري الا وفي كربلاء زهاء (2200) نسمة من العلوين عدا
غيرهم من العرب المسلمين.
وبذلك يعتبر عضد الدولة (فنا خسرو) أول من مصّر قصبة كربلاء
الماثلة للعيان اليوم من أمراء المسلمين وخصص المبالغ الطائلة
لتمصيرها وعمرانها.
واستغرق بناء الحائر الحسيني ـ قصبة كربلاء ـ زهاء ثلاث سنوات
حيث بدأ بالبناء في عام 369 هـ وأنجز عام 371 هـ.
وبرغم المحن والنكبات التي أصابت كربلاء خلال تأريخها الطويل
سيما حادثة الوهابين التي وقعت سنة 1216 هـ. 1801 م ,أصبحت كربلاء
في حال يرثى لها. إذ هجم الوهابيون على هذه المدينة مستغلين غياب
اكبر عدد من أهلها لزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) بمناسبة عيد
الغدير المصادف 18 ذي الحجة حيث عاثوا فيها فساداً فقتلوا الكبار
والصغار على حد سواء وسرقوا النفائس الثمينة من حرم الحسين (عليه
السلام) حتى سميت هذه الواقعة بـ غدير دم، لما جرى فيها من
انتهاكات.
وفي عام1217 هـ: قام السيد صاحب الرياض بإصلاح خرابها وأعاد
إليها العمران رويداً رويداً بعد أن سوّرها وجعل لها الأطراف الست.
1285 هـ ـ1867 هـ: قام الوالي العثماني مدحت باشا بعمران هذه
المدينة إذ خطط لها مخططاً جديداً. فقسمت هذه المدينة إلى قسمين
كربلاء القديمة وهي الحائر، والمحلة الجديدة التي تسمى الآن
بالعباسية الشرقية والغربية أما طبـيعة أرض كربلاء فهي أرض سهلة
وخصبة لذلك تكثر فيها زراعة الفاكهة والخضراوات والنخيل وأرضها
أعلى من مستوى سطح البحر. |