الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

ملف عاشوراء

 

 

كربلاء تعج بالزوار والشعائر الحسينية متواصلة..

تقرير: أنمار البصري

خاص بموقع شبكة النبأ /   

 لليوم الخامس على التوالي من ايام شهر محرم الحرام واستذكارا لأيام عاشورء وواقعة الطف الخالدة ما زال زوار أبا عبد الله الحسين ع يتدفقون على مدينة كربلاء المقدسة ليتبركوا بهذه الايام التي تتجسد فيها وقائع الثورة الحسينية الخالدة عبر التأريخ، وقد أحيى أهالي كربلاء مع جموع الزوار الكرام شعائر عاشوراء كإقامة المجالس الحسينية واستقبال الزوار في التكايا وتقديم المأكولات( التمن والقيمة) والشاي (جاي أبو علي) والعصائر لزوار الحسين ع.

 وسوف تبدأ مواكب العزاء الحسينية تجوب شوراع المدينة المقدسة مساء هذا اليوم الخامس من عاشوراء وهي تستذكر أرواح الأئمة الاطهار التي صعدت الى بارئها في مثل هذه الايام قبل اكثر من ألف واربعمائة سنة مضت وهي تقف بوجه الطاغوت الذي حاول ان يحرف مبادئ الاسلام الحنيف عن الصراط المستقيم، ويذكر ان هذا اليوم (الخامس من محرم) يسمى باسم الشهيد الامام مسلم بن عقيل عليه السلام سفير الثورة الحسينية الى الكوفة، وقد كانت لنا رحلة مباشرة في شوارع مدينتنا المقدسة التقينا فيها عددا من زوار الامام الحسين ع وذويه وصحبه الاطهار ع لنتعرف منهم على مدى تفاعل الزوار الكرام مع وقائع ملحمة الطف التي حدثت في هذه الايام وفي جولتنا هذه سألنا الزائر الحاج (أبو عباس) عن ذكرياته مع أيام عاشوراء فقال:

منذ كنت طفلا أرافق أبي رحمه الله لزيارة أبي عبد الله الحسين ع في مثل هذه الايام وكنت أتابع بدهشة طقوس التشابيه التي تقام في عاشوراء كمشهد(حرق الخيام) وكذلك نتابع بلهفة المواكب الحسينية التي تتبارى فيما بينها(بالردات) السياسية والدينية التي تخلد مناقب أهل البيت عليهم السلام أجمعين وتفضح الساسة المخطئين بحق الناس، وترسخت في ذاكرتي هذه الشعائر التي لا استطيع نسيانها او مفارقتها لأنها أصبحت جزءا من ايماني وديانتي وشخصيتي.

وعن رأيه باستعدادات أهل كربلاء المقدسة لإحياء هذه الايام الخوالد قال:

والله أهل كربلاء أهلا لها في مثل هذه المناسبات فقد عودونا على احترام زوار الحسين ع وعودونا على توفير كل ما يتطلبه الزائر من ماء وأكل واماكن راحة، أهالي مدينة كربلاء المقدسة في مثل هذه الايام يتحولون الى يد واحدة وقلب واحد وهم يعملون من اجل خدمة (الزوار الكرام آجرهم الله جميعا) ومن اجل زيادة مكانة مدينتهم المقدسة في قلوب الزائرين جميعا.

وفي شارع الامام العباس ع دخلنا احدى التكايا المزينة بعدد كبير من المصابيح المتوهجة والثريات وكانت مفروشة بالسجاد والبسط الشتوية المهيأة لإستقبال زوار الحسين ع من داخل العراق وخارجه وكانت هذه التكية توزع الشاي على الزائرين وخدام الحسين ينادون على الزوار( اشرب يا زاير جاي ابو علي) ورأينا الروح الحماسية التي يتحلى بها عدد كبير من الشباب الذين يتشحون بالسواد حزنا على مصاب آل البيت عليهم السلام أجمعين، وقد اقتربتُ من أحد الشباب المتحمسين لخدمة زوار أبي عبد الله الحسين ع وسألته عن شعوره في هذه الايام الخالدة فقال:

كربلاء المقدسة في مثل هذه الايام تختلف عن كل ايام السنة الاخرى، فالكل شيبا وشبابا وحتى نساء يتسابقون فيما بينهم لأداء شعائر ابي عبد الله الحسين ع وخاصة خدمة الزوار الكرام الذين قطعوا مسافات طويلة لأداء الزيارة والمشاركة في احياء طقوس وشعائر واقعة الحسين الخالدة على مر الدهور، ولهذا تراني مثلما ترى غيري متحمسا لإداء هذه الشعائر المقدسة وخدمة الزوار في كل ما يحتاجونه وهم داخل مدينة الدم الطهور للحسين الشهيد ع.

وفي مكان غير بعيد كانت إحدى الحسينيات تقوم بتوزيع (صحون/ التمن والقيمة) على الزوار وترحب بمن يرغب تناول الزاد(الحسيني) في داخل الحسينية، وقد سألنا إمرأة مسنة(أم مسلم) تريد الحصول على أحد الصحون، لماذا ترغب بذلك فقالت:

والله ( يمة) زاد الحسين ع ما( ينشبع منه، آني شبعانة بس لازم آكل زاد الحسين للبركة والخير والإيمان، وآخذ وياي للبيت، أولادي وبناتي وصّوني هم يريدون من زاد أبو علي، يمة كلّه خير وبركة ورزق وإيمان).

وفي مكان آخر سألنا أحد الزوار ( سيد عبد الزهرة) هل ستبقى بعد صلاة المغرب لتتابع مواكب العزاء الحسينية فقال:

أبقى مخصوص حتى أشوف هذه المواكب واسمع (الردّات) لكل المواكب الحسينية واحدا بعد الآخر، فهذه الايام المقدسة لا تقدر بوقت او بثمن او بصحة، هذه الايام هي الخير والصحة والمال وكل شيء لزوار الحسين ع ولكل من يريد خدمة أهل البيت عليهم السلام أجمعين.

هكذا كانت جولتنا في شوارع وساحات وازقة كربلاء المقدسة، مع زوار الحسين ع حافلة بالإيمان والبركة والنشاط المتواصل لإحياء شعائرنا الحسينية المقدسة خاصة في مثل هذه الايام التي نستذكر فيها جميعا فاجعة الحسين ع وذويه وصحبه.

 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1427هـ