استنكر خطباء المنبر الحسيني الاساءة للرسول الاكرم صلى الله
عليه وآله وسلم والتعدي على مكانته، وشجبوا الصورة التي نشرت باحدى
الصحف الدنماركية على هيئة كاريكاتير والتي تظهر المسلمين بصورة
ارهابية كما نقلت ذلك جريدة الوطن.
وأشار الخطباء الى ان هذا العمل لم يأت من فراغ بل مخطط له بهدف
الصاق تهم الارهاب بالاسلام والمسلمين مؤكدين ان الاسلام والمسلمين
بريئون من هؤلاء المتلبسين بعباءة الاسلام والبعيدين عن النهج
الاسلامي الذي يدعو الى التآلف والتقارب والمحبة واصلاح ذات البين
والشورى.
وقال السيد جاسم الكربلائي ضمن حديثه في جامع الامام علي عليه
السلام ان الارهابيين هم من أساء الى الرسول الاكرم صلى الله عليه
وآله وسلم والاسلام والمسلمين قبل غيرهم، فهؤلاء الذين طعنوا في
القيم الانسانية والشرائع السماوية، وعليه جاءت ردود الفعل من
الخارج واعلانهم بان الاسلام يدعو للارهاب كما يقوم اعوان بن لادن
والزرقاوي وغيرهم بأعمال منافية للاسلام.
وناشد الكربلائي المسلمين الصحوة والرجوع الى المنابع الصافية
والأقطاب الرئيسية والرموز الاصلية من اجل استقاء الافكار السليمة
في كافة مجالات الشريعة الاسلامية، وخاصة مدرسة اهل البيت عليهم
السلام، لانهم خريجو المدرسة الشاملة الكاملة بكافة العلوم الكونية
والدنيوية الا وهي مدرسة الرسول الاكرم عليه افضل الصلاة والسلام،
فهم المصدر والمنبع.
كما شجب السيد داخل السيد حسن ضمن خطبته في حسينية الامام
المرتضى عليه السلام تلك الاعمال المسيئة للرسول الأكرم عليه
الصلاة والسلام وتلك الاعمال المشينة في حق افضل الخلق وسيد
الاولين والآخرين، وقال ان هذه الاعمال جاءت كرد فعل لما يحصل في
الساحة العالمية من جرائم بشعة ومختلفة ترتكب باسم الاسلام الذي
ابتلي بمثل هؤلاء الذين ارتدوا عباءة الاسلام وهم بالاساس خارجون
عن ملة الاسلام لانهم كالذئاب يقومون بأعمال منافية للنهج الاسلامي
والعقيدة والروح، فالاسلام ليس شكلا ظاهريا بل ان الاسلام يعتني
باللب والمحتوى والمضمون والجوهر والممارسة العملية السليمة وليس
التفجير والتفخيخ.
وقال السيد داخل ان ردود الفعل من قبل دول الغرب جاءت عن طريق
ممارسات خاطئة ارتكبت باسم الاسلام ضد الابرياء من تفجيرات وقتل
بأبشع الاشكال.
وأشار السيد داخل في محاضرته الثانية بمناسبة شهر محرم الحرام
الى الآية الشريفة «ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب»
والتي تهدف الى ربط المجتمع برموز عقيدته وفعالياته والممارسات
التي تشده في مسار حياته الى المبادىء والقيم التي مارسها من قبل
رموز العقيدة، مشيرا الى ان دور اهل البيت عليهم السلام الذين
كانوا في مقدمة رموز العقيدة والشخصيات التي صنعت التاريخ وحافظت
على الشريعة ابتداء من الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ولا
سيما سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام حيث تجسدت فيه كافة
المبادىء والقيم والصفات النبوية، خاصة في قوله صلى الله عليه وآله
وسلم «حسين مني وأنا من حسين» اي ان الامام الحسين عليه السلام من
ذرية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ابنة الرسول الاكرام عليه
الصلاة والسلام، وكذلك خلود المبادىء والقيم والتضحية ومواصلة
الرسالة النبوية والمحافظة عليها جاءت عن طريق الامام الحسين عليه
السلام.
وأضاف السيد داخل ان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بذل
جهودا جبارة من اجل انتشال ذلك المجتمع من الهوة السحيقة وانتقاله
من الظلمات الى النور، وأوقف التمزيق والتناحر.. |