منذ البدايات والحق يرزح تحت الظلم ، فلا خير في أمة تتوارى عن
الحق وتهرع الى الظلم كما يهرع المريض الى العافية ، منذ ان قال
الله جل وعلا ( كن فيكون ) وحتى استشهاد الحسين والظلم يتربع على
عرش البشر ، وإن تغيرت قوالبه لايخلو من مسماه البغيض وفحواه
المقيت ، كلنا يتذكر كيف تسلحت الطغمة الشريرة التي طالت عن عمد
وإصرار المسيرة العادلة للإمام الاول هابيل عليه سلام الله وصلواته
ورضوانه فجسدت روح الجريمة العابثة في صلب العقيدة النورانية (
الامامة المقدسة ) لتعنكب أول خيوطها فيها وتمتد الى رأس سيد
الأوصياء ابن ابي طالب سلام الله على بتوله وأبيها وريحانتيه
وسلالتهما الى يوم الدين لتنال منه جسدا حسبانا منها انها فازت
بالقضاء على حبل الله الممدود بين السماء والارض ومنذ ظهور النور
الى يوم النفخ في الصور ولكنها خسئت بحق وان استمرت قليلا والله
ليس بغافل عن اربابها .
أبت النفس الشريرة إلا أن تسيء لمن أحسن اليها وهذا من
كتاب الله مما حذا بالنفوس المريضة ان تنفذ اوامر ظلامها حتى فبركت
شرعة استنتها لنفسها القميئة فحرمت الطاهرة من فدكها نحلة ابيها
اليها وبعدها توالت المؤامرات على عدل الله حتى دخلت خلسة الى مسجد
علي بن ابي طالب شاهرة خنجر الحقد التلمودي والمسموم الملوث بلؤم
النزاع على المناصب لينال من رأسه الشريف وكان له حصته من النساء
حين اتاهم بخبر رأسه ونال أجره وأتباع الملك الديان نالوا صبرهم.
ثم انتقل المخطط الشيطاني جغرافيا الى كربلاء ليشهد الكون عليه
حجم قذارة النفس الآمرة بأعظم سوء للإنسانية وأضخم جريمة حوت في
رسالتها مجمل ماكان وما سيكون من جرائم عبر المحيط الكوني ليكون
حسيننا عليه صلوات الله وسلامه أعظم شهيد ترجل الى تاريخ الخلود
يقابله رأس الفساد الأخلاقي وقمة الانحطاط الدوني اليزيد لعنة الله
عليه وعلى والديه وعلى نسله وعلى من أتى منهم منذ ( كن فيكون ) الى
يوم ظهور صاحب الزمان عجل الله فرجه ليبدأ بإقامة اول عدل الله في
تذويق اليزيد جرعة مما أذاق فيه البشرية منذ ان حزّ رأس ابي عبد
الله سلام الله عليه وهذا اول عمل يقوم به صاحب الزمان عجل الله
فرجه امين ، واليوم وفي عصر الاتصالات ولد في الدانمارك والنرويج
أحفاد لليزيد كأتباع انتضوا سيف الدفاع عن الشر الاعظم فكتبوا عن
سيدنا محمد ماليس هو فيه قاصدين تذكيرنا بأجدادهم لعنة الله عليهم
اجمعين ، وصوروا خاتم النبيين بما لايليق بقداسته فتحرك ابناء
النطاف الطاهرة ليثأروا لمحمد أيما ثأر وتم بعون الله إذلال مجرمي
هاتين الدولتين وسنبقى عبر التاريخ مدافعين عن الحق بكل الوسائل
المتاحة الى ان ينفذ وعد الله ويأخذ صاحب الحق حقه، ففي عاشوراء
2006 وربما تكون آخر عاشوراء يشهدها البشر في عالم الكون والفساد
لأنها تشكل هذا العام ملحمة كبيرة جدا لما تضمنت قائمتها من شهداء
جدد على ارض كربلاء الممتدة من هابيل الى آخر طفل مؤمن رحمه الله
استشهد في العراق .
في عاشوراء 2006 أرغب بالسلام على الخضيب التريب السليب السلام
على الأجسام العارية في الفلوات ... السلام على المرمّل بالدماء
... خامس أصحاب الكساء ... السلام على شهيد الشهداء ... السلام على
ساكن كربلاء ... السلام على من بكته ملائكة السماء ابي عبد الله
الحسين ورحمة الله وبركاته
*سوريا
www.yamsyaf.com |