قضية الإمام الحسين(ع) قضية السلم وقضيته ضد الإرهاب, وضد
الظلم..
قضية الإمام الحسين(ع)أرجعت الإسلام وسلّمته من التهميش وقشعت
الالتزام المزيّف وكان في اعتقاد الناس أنهم خوارج وبعضهم عندما
سمع بمقتل الإمام عليّ في المحراب قال:هل كان عليّا يصلّي؟
حتّى أنّهم جعلوا يوم عاشوراء يوم بركة ويصومون فيه شكرا وتعطى
فيه الزكاة, والكحل دواء والماء يصبح ماء زمزم ,ويكرم العيال,
ووضعوا أحاديث نبويّة مرجعا لهم.
حتّى أن خطب الجمعة لا تتحدّث عن مقتل الحسين إلاّ استهزاء
وكذلك الفضائيات والجرائد وخاصة الجزيرة , والعربية ومن شكلهم.
فجّر صدّام حسين 400 حسينية تقوم بشعائر الإمام الحسين (ع) في
وقت واحد لكن صدّام راح والعزاء لم يزل قائما وسيبقى إلى يوم
الدين. في عاشوراء العام الماضي في ضربة واحدة من الإرهابيين 700
شخص بين قتيل وجريح ورغم ذلك استمرّ العزاء ولم ينقطع.
ولقائل يقول: لماذا لا تبكون على النبيّ (ص) وهو أفضل وأعظم,
أقول:ليست الموت سواء فموت رسول الله(ص) كان موتا طبيعيّا كلّ نفس
ذائقة الموت أمّا قتل الحسين (ع) كان لقضيّة وله ثمن وكان له غاية
نهض إمام الظلم والجور, ولأنّ الدين أصبح مهدّدا بالخطر , خمر ,
فسق , فجور , تضليل ,جهارا نهارا ولم يرجح الكفّة ولا تستفيق الناس
والأمّة إلا بقتل شخصيّة كالحسين ولذلك أخذ أطفاله وعياله معه حتّى
تكون الفاجعة أليمة وعظيمة, وزاده موته عطشانا بجانب الفرات وماؤه
تشربه الكلاب وخنازير الرّوم, منعوه حتّى لابنه الرضيع بل سقوه
بسهم ذبحوه من الوريد إلى الوريد.
هذا ابن رسول الله وسيّد شباب أهل الجنّة , سبط من الأسباط
وسمّاه (ص) بسفينة النجاة, ومصباح الهدى يقتل عطشانا ويقطع رأسه
وتداس جثّته بالخيل بطنا وظهرا. ويقطع رأسه ويوضع على الرمح وتسبى
نساؤه وأطفاله, بنات رسول الله إلى الشام ورأس الحسين على الرمح
يتلوا القرآن, وتأتي ذكراه ولا نحزن هذا جفاء لرسول الله, ومن
أحبّه يفرح لفرحه ويحزن لحزنه.
الحسين (ع) لا يحتاج إلى بكاؤنا وإنّما بكاؤنا إظهار للحبّ
وإرضاء لرسول الله (ص) ولابنته الزهراء (ع) .
لا نجعله ولا نتّخذه يوم عيد ولا يوم فرح كما يفعل الآخرون, صوم
, ولحوم , وزينة.
وهذه الضجّة المفتعلة عن هذه الشعيرة هي ليست من أصول الدين
حتّى تفسده وليست من فروع الدين حتّى تعتبر بدعة والقاعدة
الدينيّة لا ضرر ولا ضرار.
الحسين (ع) امتداد للنّبيّ (ص) حيث قال فيه الحسين منّي وأنا من
الحسين أحبّ الله من أحب الحسينا فالنّبوّة والإمامة شيء واحد. فان
تكلّمنا أو تألمنا عن الحسين (ع) قصدنا الاستفادة, منه إلى الحاضر.
لقد أمر يزيد بقتله, فخرج من مدينة جدّه حتّى لا يقع فيه دم
فلحقه إلى مكّة وقال لهم اقتلوه ولو كان تحت أستار الكعبة فخرج
منها لئلاّ تهتك فيها الحر مات والله يقول من دخله كان آمنا لأنه
يدافع عن المبادئ بالسلم وحتّى يوم العاشر من المحرّم قال إني
أكره أن أبدأهم بقتال فإذا كان الشيعة يضربون أنفسهم بما ليس فيه
مضرة, فغيرهم يضربونهم بالسلاح ولم يعاقبهم أحد بل حرّضوهم في طمس
الحقائق وتهميش قضايا عمل المفسدين والضالين ومرتكبي الجرائم
والكبائر .
وأنا أتعجّب سبحان الله إلى اليوم ان ليزيد أنصار ولبني أميّة
أنجاد.
فالرّسول (ص) كان إذا سمع الحسين يبكي بكاء الأطفال يقول لابنته
فاطمة (ع) ما بال الحسين يبكي ألم تعلمي إنّ بكاؤه يؤذيني , بكاؤه
يؤذي رسول الله (ص) فكيف قتله على تلك الصورة, مال هؤلاء القوم لا
يفقهون حديثا :
لا تعجب بقولك لماذا البكاء على الحسين بل العجب لماذا تبكون؟
فمن كان مسلما فلا عجب لكن من جهل الشيء عداه, والجاهلون لأهل
العلم أعداء
اللهمّ اهدي قومي فإنّهم لا يعلمون..
*كاتب من تونس |