الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

المثال الصحيح في فاجعة الطف

 

خلفية مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) مازالت مبحث استعراضات دينية وتاريخية عديدة ذلك لأن في تلك الخلفية تقبع حقائق وتحليلات تفتح أمام البحاثة في التاريخ أبواب واسطة للتحليل والإضافات الموسومة للتعريف بالغايات الإيمانية العميقة التي تمتع بها القلب الكبير للإمام الحسين (عليه السلام).

والنظر إلى زوايا فاجعة كربلاء يكتنفها أكثر من سبب لكن سبباً واحداً قد يمكن تسجيله ضد فكر الإمام الحسين (عليه السلام) لا يوجد أبداً فقد كان ضحية مبادئ إلهية استوجبت منه أن يكون المفدى لها وخير دليل على ذلك ما تناقلته الأجيال المتعاقبة منذ حلول حدث كربلاء وحتى يومنا هذا خصوصاً إذا ما أيقنا أن الموقف العسكري للإمام الحسين (عليه السلام) بتلك المعركة الرهيبة موقف الدفاع المقدس وليس الهجوم على معسكر الأعداء رغم أنه كان معسكراً للكفار الذين اتخذوا من الدين الإسلامي مجرد ادعاء كاذب به.

وخاصية فاجعة الطف الأولى أن الإمام الحسين (عليه السلام) قدم المثال الصحيح المتحدي للظلم والظالمين فقد تجلت في معركة كربلاء أن الكثرة الظالمة لا يمكن أن تسيطر على القلة المؤمنة مهما كانت امكانات تلك الكثرة الكافرة فقد سمى العديد من المؤرخين معركة كربلاء بـ(ملحمة كربلاء لأن الرسالة الإيمانية في صدور أفراد معسكر الحسين (عليه السلام) كان واضحة الهدف وقساوة التلاحم الذي حدث بين المعسكرين إذ أمتاز بشدته ضد مؤمني الجانب الحسيني لكنه لم يؤثر على سلب معنويات الحسينيين الذين لم يبدوا وحيدين كما قد يتصور البعض فقد كان كل منهم يشعر أن الحق معه وأن الحياة بدون الدفاع عن هذا الحق سوف لن يكون إلا اعترافاً بشياطين معسكر (يزيد – عبد الله بن زياد).

لقد سارت عمليات ملحمة الطف منذ بداية اندلاعها من قبل معسكر الكفر اليزيدي لغير صالح مقاتلي معسكر الحسين (عليه السلام) نظراً لكثرة تعداد محاربي المعسكر الأول حتى ليمكن القول أن تصنيف معركة الطف يمكن احتسابها كـ(معركة مستثناة) من أي معركة سبقتها في ظروف التحدي للقوة الغاشمة المضادة لها فقد مهدت لأول الطريق نحو استنهاض الحركة الصحيحة للإسلام في عهد وصول أعدائه إلى استلام زمام سلطة المسلمين من قبل الانقلابيين على الإسلام والمسلمين.

إن في مثال موقف الإمام الحسين (عليه السلام) ما يوضح حقاً أن للحسين (عليه السلام) كانت هناك ذخيرة ثورية وإن بدت في حينها في حكم المجهول لكن توالي الأيام قد أثبت أن الحق الحسيني كان هناك من يعمل لأجل الثأر له وجاءت ثورة المجاهد المختار الثقفي (رضوان الله عليه) في الوقت المناسب إذ نصر حق أهل البيت (عليهم السلام) ضمن أجل موقف ثوري لنصرة الحق الحسيني الذي لا يحتاج إلى إثبات.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ