الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

الدرس المستقصى من يوم عاشوراء

 

لعل أول ما يلمس لدى العامة من حالة التقديس ليوم عاشوراء الذي استشهد فيه الإمام الحسين (عليه السلام) وأخوانه (عليهم السلام) وصحبه الأبرار (عليهم السلام) أن الذكرى الأليمة لهذا اليوم دفعت العوائل المسلمة على مختلف مذاهبهم الإسلامية إلى تسمية أولادهم الذكور (عاشور) تيمناً روحياً وضميرياً حياً مع ما آلت إليه مصائر أبطال معركة العاشر من محرم سنة 61هـ.

فلقد كان كل بطل في معسكر الحسين (عليه السلام) يعلم جيداً أن مصيره (الموت) وكان التهذيب في المبادئ الإسلامية العالية التي تمتع بها كل منهم أكبر من كلمة الموت الذي ينتظر كل منهم فإذا اثبت هؤلاء الأبطال المؤمنين برسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الإلهية أن إيمانهم مقرون بالتضحية الصادقة والكبيرة فإن ما لا يمكن نسيانه أن تحديهم وهم العدد القليل الذي لم يتجاوز السبعين شخصاً إلا قليلاً أمام جحافل أكثر من ثلاثين ألف محارب مجرم في معسكر عمر بن سعد اليزيدي الكافر ما أنتزع اعترافاً بالاحترام لهم ولإيمانهم الإسلامي الصحيح.

إن هؤلاء الصلحاء في معسكر الإمام الحسين قد أرسلوا باستشهادهم الاستثنائي رسالة روحية إلى كل جيل حيث عدم التكافؤ الظاهر تماماً في عدد المحاربين بكلا المعسكرين.. قلة مؤمنة أمام كثرة كافرة تدعي الإيمان مجرد ادعاء خالٍ من أي درجة في الإيمان بالله ودينه الإسلام وبذاك فقد كان أولئك الصالحون قد بلغوا ما كان منتظراً منهم من وقفة تحدي بوجه الحاكم الجائر يزيد بن معاوية ومرتزقته الأوباش المتخلفين عن الركب المبدئي الصحيح الذي يمثل الجانب الأخلاقي الرفيع.

وترقى حادثة عاشوراء في أحد أهم جوانب دروسها التاريخية أنها كانت بمثابة تبليغ إلهي لكل من يريد أن يتوصل إلى الحقيقة المرة بأن ليس كل من يدعي الإسلام هو مسلم سواء كانوا حكاماً أو مرتزقة لهم. فذهن الناس اليوم وبعد مرور هذه القرون العديدة منذ وقوع حادثة كربلاء يمكن التأفف بأسف شديد أن العديد من الناس مازالوا لا يعلمون ما حدث في يوم عاشوراء؟ ولماذا حدث ذلك؟ ولعل مقتضيات التثقيف بالتاريخ السياسي والتاريخ الإسلامي على وجه الخصوص تقتضي إخراج هؤلاء من الجهل بالتاريخ ووضعهم في صورة ما كان قد وقع فيوم عاشوراء وما سبق ذلك وما كان بعد ذاك.. من حدوث تحولات فكرية لاحقة قيمت (وبحياد تام) بأنه لولا ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لما كان الإسلام العظيم بهذا الشأن الميمون الذي أضحى يتحدث عن إسلام أكمل هو إسلام النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل بيته (عليهم السلام) من بعده وإسلام غير محيط بالحق تماماً لمن خالف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو انتقص من منزلة أهل بيته (عليه السلام).

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ