خسر أعداء الإسلام حين اعتقدوا أن مضايقة المسلمين في بلدانهم
سيقوّض نفوذهم الاجتماعي إذ ان الهجرة التي كان من نتائجها ترك
الأوطان أنهم أخذوا ينشرون الدين الإسلامي في بقاع وأصقاع كانت في
عهود ماضية تبدو صعبة الوصول إليها.
فبفعل إحياء يوم عاشوراء في السنة الأولى بعد الستين من هجرة
النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة إلى المدينة كانت فاجعة
يوم العاشر من محرم الذي أمتاز بكونه ليس يوماً لذرف الدموع على مصير
ابن علي (عليه السلام) وبنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فاطمة الزهراء (عليها السلام) بل يوماً للتأمل والتذكر الذي جعل في
العصر الحديث كل الطغاة على شعوبهم يخشون من الاحتفاء بيوم العاشر من
محرم الذي شكل نقطة هامة في نشر حركة التشيع لصالح مبادئ النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام).
فحيثما كانت هناك معارضة للظلم فهي معارضة تبقى ناقصة ما لم تكتحل
حركتها بالمقاومة السلمية الموضحة التي يؤكد عليها.. مسلموا العصر
الذين يدفعهم دافع الحرص على مصالح البشرية كي تعيش مجتمعاتها بسلم
ووئام واتساع المساحة التي يقف على أراضيها المسلمون – المؤمنون
اليوم هي مسألة محسومة إذ تعبر عن الجذور التاريخية الحقيقية التي
انطلق منها الإسلام الأول النقي في عهد مبلغ الرسالة الإلهية النبي
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى البشرية جمعاء.. ولعل في آية
القرآن الكريم (وجعلناكم شعوب وقبائل لتعارفوا...) خير ما يشير لمبدأ
العالمية السلمية للدين الإسلامي الرباني.
وحركة التشيع والاستشياع اليوم مع بعض الملاحظات التي تُعاني منها
إلا أن ما لا يمكن نكرانه أن لمناسبة الاحتفاء بيوم عاشوراء كل سنة
دور مهم في استمرار الدعوة للعودة إلى الجذور الإسلامية الصحيحة التي
لا تنفك عن التعبير عن المثل الحقيقية للإسلام من أجل كسب السمعة
الطيبة في الدنيا والمصير الحسن في يوم حساب الآخرة.
وأتساع مساحة أرض المسلمين اليوم على ما فيها من إيجابيات تذكر أو
تدعو لاقتفاء الأثر الطيب للمسلمين المخلصين الأوائل الذين بأداء
دورهم استجلوا حقيقة الإسلام باعتباره أفضل معتقد لمحاورة كل الأفكار
التي تقف قبالته سواء كانت أفكاراً إيجابية أو سلبية إذ من المعلوم
أن الإسلام قد جاء بمصادره الرئيسية الثلاث (القرآن الكريم) الأحاديث
القدسية) و(أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)) يضاف لها
(أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)) بحيث لا يوجد سؤال إلا وهناك
إجابة عنه ممكن أن يبرزها التراث الإسلامي الخلاق هذا ناهيكم إن عدد
المسلمين اليوم الذي يزيد على مليار نسمة تقبل إلى جموعه أناس من غير
المسلمين طلباً للتمثل بروحانيات الإسلام الأصيل. |