الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

عشق على الطريقة الحسينية

عباس المالكي

كربلاء مرة أخرى.. عشرات الآلاف.. لا بل مئات الآلاف من محبي أهل البيت يسطرون أروع صفحة للعشق في سبيل الله( أبد والله ما ننسى حسينا).. قالها شيعة أهل البيت في العراق، ودفعوا ثمنا لها رقاب وأكف وأنفس وأبناء وأموال، ولم ينقطعوا عن ذاك الحب الكبير، ولم يلم أحدهم نفسه ولم يتراجع.. فرغم الموت الذي يزرعه الحاقدون على الحياة والدين، لم يتوقف العراقيون عن العطاء، وهاهم يزحفون على طرق عبدت ببقايا موتاهم، وتعمدت بدماء أجساد شهدائهم المتناثرة في كل شبر يؤدي إلى الحسين..

لم يكن يتوقع الكثيرون أن محبي أهل البيت سيحيون شعائر الحسين هذا العام كما في العام الماضي بعد ما تعرضوا له من اعتداءات لا إنسانية، ولكنهم أثبتوا أنهم مع الحسين.. لن يختاروا غيره، فكما خرج العراقيون في مسيرات مليونية نحو صناديق الاقتراع، خرجوا أيضا بالملايين لينتخبوا الحسين.. جموع تبكي وتلطم الصدور والخدود من أجل الحسين.. جموع تجدد البيعة لهذا الرمز العظيم الذي علم الإنسانية معنى أن تموت من أجل القيم.. عيون باكية في كل صوب من مدينة كربلاء.. نساء ورجال كبار في السن قصدوا الحرم الشريف من أماكن بعيدة، فما كان بعد أن أجهدهم السير، إلا أن يقعدوا بين خطوة وأخرى .. كأنهم لم يزوروا الحسين من قبل..  بل كأنه يقتل اليوم، جموع جاءت علها تنقذ ما يمكن إنقاذه من تلك المحرقة اليزيدية الحاقدة.. إنها والله عظمة.. عظمة الحسين.. وعظمة محبي الحسين.. فهنيئا لك سيدي أبا عبد الله هذا الحب الأسطوري، وهنيئا لمحبيك هذا الإصرار وهذا العطاء..

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ