الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

ذكرى عاشوراء في العراق: عمليات انتحارية تحصد ارواح الابرياء في يوم الشهادة

 

قتل 28 عراقيا واصيب 109 اخرون بجروح في هجمات ارهابية زادت من احزان ذكرى عاشوراء في بغداد، بينهم 19 قتلوا في عملية انتحارية تعرضت لها حافلة تقل ركابا، و4 في عملية انتحارية اخرى استهدفت خيمة اقيمت في حي سني.

وجاءت الهجمات الارهابية في يوم عاشوراء السبت بعد يوم دام حصد اكثر من 40 قتيلا وعشرات الجرحى.

وقد استمر مسلسل العنف على الرغم من الاجراءات الامنية المشددة حول العتبات المقدسة التي كانت بمنأى عن اعتداءات مثيرة سواء في كربلاء، حيث مرقد الامام الحسين عليه السلام، او في النجف، حيث مرقد ابيه اول الائمة علي بن ابي طالب عليه السلام، او حتى في بغداد حيث ضريح الامام موسى الكاظم عليه السلام.

وفي خضم الاحتفالات الحزينة بذكرى عاشوراء امس قتل 4 عراقيين وجرح 37 اخرون في عملية انتحارية في خيمة عزاء نصبتها عائلة سنية فقدت احد افرادها، في حي الكاظمية ذي الغالبية الشيعية في بغداد.

وقال شاهد يدعى محمد خليل ابراهيم، وهو من العائلة التي فقدت احد افرادها «ان شخصا اسود اللون وصل على دراجة هوائية ودخل الخيمة قبل ان يفجر نفسه».

وقد تمزقت الخيمة التي نصبت قبالة مسجد فتاح باشا السني وتطايرت الكراسي حولها، وبقي مقود الدراجة معلقا بكابلات الكهرباء التي تمر فوق الخيمة.

وقال مسؤول عراقي رفيع المستوى «ان 19 شخصا قتلوا واصيب 40 اخرون بجروح في العملية الانتحارية التي نفذها شخص كان يركب دراجة نارية فجر نفسه بحافلة ركاب في حي الكاظمية الذي تسكنه اغلبية شيعية».

وقالت الشرطة في المكان ان انتحاريا كان على دراجة فجر نفسه ضد حافلة في ساحة عدن كانت تقل زوارا شيعة من مسجد الامام موسى الكاظم في شمال العاصمة العراقية.

واخيرا، سقطت قذائف هاون قرب مسجد النداء في حي الاعظمية السني شمال بغداد، مما اسفر عن سقوط 5 قتلى و20 جريحا.

واعتبر مسؤول في وزارة الداخلية العراقية طلب عدم كشف اسمه ان هذه الحصيلة كان يمكن ان تكون اكبر لو لم تتخذ اجراءات امنية في بغداد.

وادت الهجمات على المقام وفي كربلاء في وسط العراق العام الماضي الى مقتل 170 شخصا.

وكان هناك هجومان بينهما فاصل زمني قصير في منطقة الخادمية بالمدينة بالقرب من أحد مساجد الشيعة.

وفجر انتحاري نفسه بعد تبادل اطلاق النار مع قوات الامن وانفجرت حافلة بالقرب من حاجز يمنع المركبات من الاقتراب من المسجد.

وقال الجيش الامريكي والشرطة العراقية ان انفجار الحافلة أسفر عن سقوط 17 قتيلا بالاضافة الى جندي أمريكي واثنان من أفراد قوات الامن العراقية في الهجوم الاخر. وجرح 46 شخصا على الاقل.

وقال مصور لرويترز في الموقع انه شاهد عشرات الجثث وقد مزق الانفجار بعضها إربا واحترقت من جراء اللهب. أما الحافلة البرتقالية اللون فقد انشطرت تقريبا من منتصفها واستحالت حطاما محترقا. وقال ان بعض المتواجدين في الموقع يقولون ان مفجرا انتحاريا نسف نفسه داخل الحافلة.

وشارك الالاف من الشيعة في مسيرات الاحتفال في بغداد وفي مدينة كربلاء وهم ينشدون ويضربون صدورهم ويصرخون قائلين "يا حسين".

وفي كربلاء قال مسؤولون محليون ان عدة مئات من الالاف من زوار الاماكن الشيعية المقدسة ساروا في الشوارع وشرع بعضهم في جرح نفسه باستخدام المدى في حركة رمزية للتعبير عن رغبتهم في التكفير عن مقتل الحسين.

وحظرت السلطات مرور السيارات في أرجاء المدينة للحد من خطر السيارات الملغومة وقالت الشرطة ان السكان المحليين ساعدوا في إقامة نقاط تفتيش في المدينة.

وجاء احتفال عاشوراء هذا العام بعد مرور أيام على الانتخابات العراقية التاريخية التي أكدت نتائجها سيطرة الشيعة على البرلمان الوطني الجديد.

ويتعرض الشيعة لهجمات متكررة من جانب مسلحين تقول الحكومة انهم يسعون الى إثارة حرب طائفية. وحث زعماء شيعة دينيون أتباعهم على ضبط النفس وقالوا انهم توقعوا وقوع بعض الهجمات خلال عاشوراء.

ولم يدل في الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي من السُنة سوى عدد قليل نتيجة لدعوات المقاطعة أو بسبب ترويع الناخبين وسيمثلون بعدد ضئيل جدا في المجلس الوطني الجديد المؤلف من 275 مقعدا الذي سيفتتح أعماله خلال الاسابيع القادمة.

لكن ساسة شيعة يعتريهم القلق من احتمال اندلاع توترات طائفية قالوا ان السُنة سيلعبون دورا في المشهد السياسي العراقي الجديد على الرغم من ضعف تمثيلهم.

أما المهمة الاساسية التالية فتتمثل في كتابة دستور تجرى بموجبه انتخابات برلمانية جديدة بحلول أواخر العام الجاري. وتأمل الولايات المتحدة في أن تتمكن حكومة عراقية شرعية من توفير الامن بنفسها بما يسمح لواشنطن بسحب قواتها التي يقدر عددها في الوقت الحالي بنحو 150 ألف جندي.

وتأتي ذكرى عاشوراء هذه السنة بعد فوز اللائحة الشيعية المدعومة من اية الله علي السيتساني في الانتخابات العامة العراقية في 30 كانون الثاني/يناير.

وقد قاطعت الاقلية السنية هذه الانتخابات بشكل كبير بعدما كانت تهيمن على الساحة السياسية في تاريخ العراق المعاصر.

ويوم الجمعة أدت سلسلة تفجيرات انتحارية وهجمات بقذائف المورتر على مساجد شيعية ومسيرات شيعية في بغداد وبلدة جنوبي العاصمة الى مقتل 27 شخصا.

وأسفرت هجمات انتحارية وأخرى بسيارات ملغومة استهدفت مساجد عن مقتل 27 شيعيا على الاقل في العراق يوم الجمعة مما أثار مخاوف من اندلاع عنف طائفي عشية أهم الاحتفالات الدينية للطائفة التي تشكل غالبية السكان في البلاد.

وتسببت أعمال العنف في مناطق اخرى من البلاد في ارتفاع حصيلة القتلى الى 40 لتجعل يوم الجمعة أكثر الايام اراقة للدماء منذ الانتخابات التي أجريت في 30 يناير كانون الثاني الماضي والتي نقلت السلطة الى الشيعة.

وتسببت تفجيرات انتحارية عند مسجدين شيعيين ببغداد في مقتل 17 شخصا على الاقل بينما انفجرت سيارة ملغومة هذه الليلة خارج مسجد شيعي في بلدة الاسكندرية جنوبي بغداد وقال مسؤولو مستشفى محلي ان الانفجار تسبب في مقتل سبعة أشخاص واصابة عشرة اخرين.

وفي الهجوم الانتحاري الاول ببغداد قال ناجون ان رجلا يرتدي صدرية معبأة بالمتفجرات دخل وسط حشد من الناس بالقرب من أحد المساجد في منطقة الدورة بجنوب شرق بغداد وفجر نفسه. وقال مستشفى اليرموك ان الانفجار أسفر عن مقتل 15 شخصا واصابة 33.

وقالت مصادر عسكرية أمريكية وأخرى من الشرطة العراقية ان انفجارا هز مسجدا شيعيا ثانيا في غرب بغداد بعد الهجوم الاول بقليل.

وقالت الشرطة ان مفجرين انتحاريين اقتربا من حشد خارج المسجد. وتعرفت الشرطة عليهما فأطلقت عليهما النار لكن أحدهما تمكن على الرغم من ذلك من تفجير نفسه فقتل شخصين على الاقل.

وفي هجوم اخر قالت الشرطة ان صاروخا سقط بالقرب من مركز للشرطة بجوار مسجد في منطقة شيعية بشمال غرب بغداد فأسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص واصابة خمسة.

وأعرب موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي لمحطة تلفزيون (سي.ان.ان) الامريكية عن اعتقاده أن المتشدد الاردني أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق هو الذي دبر هذه الهجمات. كان الزرقاوي قد أعلن مسؤوليته عن عدد كبير من أسوأ الهجمات في العراق.

جاءت الهجمات بينما يطوف شوارع المدينة الاف الشيعة احتفالا بذكرى عاشوراء بعد يوم واحد من تأكيد فوز ائتلاف شيعي بالانتخابات التاريخية التي أجريت الشهر الماضي والتي سلمت السلطة للمرة الاولى الى الطائفة التي عانت من القمع زمنا.

واكتظ وسط بغداد بالاف الشيعة وقد ارتدوا السواد تعبيرا عن الحزن وحملوا لافتات خضراء تحمل اسم الحسين في مسيرة الاحتفال بعاشوراء وكان بعضهم يضرب نفسه بالسلاسل.

وأدت اعمال العنف الاخرى يوم الجمعة الى ارتفاع عدد القتلى الى نحو 40 شخصا ليصبح أكثر الايام دموية في العراق منذ الانتخابات التي جرت يوم 30 يناير كانون الثاني الماضي والتي حولت السلطة الى الشيعة بعد عدة عقود من القهر في عهد الادارة السنية للرئيس السابق صدام حسين.

وفي بعقوبة (60 كلم غرب بغداد) قتل عراقيان وجرح 3 اخرون جميعهم من الحرس الوطني في هجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة استهدفت المقر الرئيسي للحرس الوطني في المدينة، وتبنته مجموعة ابو مصعب الزرقاوي.

وقال مصدر امني في بعقوبة ان «سيارة من نوع كابرس يقودها انتحاري انفجرت في وقت مبكر من الصباح عند الحاجز الامامي للمقر الرئىسي في المدينة». واعقب الانفجار اشتباكات مسلحة.

وادى الانفجار الى الحاق اضرار كبيرة بالمكان اضافة الى اصابة عدد من السيارات المدنية التي كانت متوقفة بالقرب من مكان الانفجار حيث اصيب عدد من المدنيين بجروح نقلوا الى المستشفى.

وفي سامراء (120 كلم شمال بغداد) افادت مصادر امنية ان شرطيين اثنين و4 مدنيين قتلوا امس في هجمات متفرقة في حين عثر على جثث 7 جنود عراقيين اعدموا رميا بالرصاص.

وقال المقدم في الشرطة المحلية حميد احمد ان «عنصرين من الشرطة قتلا في انفجار قنبلة يدوية الصنع في منطقة اسحاقي على بعد 20 كيلومترا جنوب سامراء»، وان مدنيين قتلا وجرح خمسة اخرون، بينهم امرأة ومواطن مصري، في سقوط قذائف على مساكن في سامراء.

كما لقي عاملان مصرعهما اثر سقوط قذائف هاون على مصفاة بيجي على بعد 200 كلم الى الشمال من بغداد.

وفي منطقة بلد (70 كيلومترا شمال بغداد) تم العثور خلال ليل الجمعة السبت على جثث خمسة جنود مقتولين بالرصاص.

وقال النقيب في الجيش اسد سداد «عثر على الجثث في منطقة معروفة باسم الفرحاتية وكانت ايدي كل الجثث مقيدة»، مضيفا انهم على الارجح خطفوا اخيرا في منطقة يسيطر عليها المسلحون شمال بغداد.

المصدر: وكالات

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ