الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

 عاشوراء في كربلاء: مراسم عزاء مليونية تواصلت بالدم والدموع

كربلاء/تقرير وعدسة محمد حميد الصواف

العاشر من محرم يوم عاشوراء الحسين، من اعاظم الايام في التاريخ واكثرها حزنا والما، يوم بكت فيه السموات قبل الارض وما بينهما، يوما تمثل فيه الحق والباطل في جبهتين، تمثل بواقعة الطف الذي عاشت باصدائها الى هذا اليوم، كان باستشهاد الامام الحسين(ع) ولادة جديدة لدين جده رسول الله(ص)، عاش لها واستشهد لاجلها، في موقف عجز عن وصفه الواصفون، فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم يحيي ذكراك محبوك الى الابد.

لكربلاء في هذا اليوم العظيم الذي يحمل ذكرى تلك الفاجعة التي حلت بال البيت(ع) خصوصية عن سائر الايام، حيث يرتدي الرجال الاكفان وهم حليقي الرأس لتبدأ أحد أهم مراسم العزاء الحسيني لدى أهالي كربلاء وهي (التطبير)، والمقصود منه هو ضرب الرؤوس بالسيوف كتعبير منهم عن مواستهم للامام الحسين (ع) وتضحيتهم بنفسهم في سبيل الدين والمذهب كما تمثل هذه المراسم تمثيلا لمقتل الحسين (عليه السلام) واستحضارا للواقعة عبر مشهد تجسيدي مثير للحزن والالم. ويكون أغلب مؤدين هذه المراسم من الشباب حيث يتجمعون على شكل حلقات ويتوجهون مواكب تلو الاخرى الى ضريح الامام الحسين(ع)، وقبل ان تزول الشمس وتقريبا ما قبل الظهر يرتدي معظم الاهالي والزوار الوافدين اثواب سوداء ويبدءون بالتجمع على المدخل الشرقي لها في منطقة تسمى باب طويريج في مغزى معروف هو انطلاقهم من تلك المنطقة ركضا وهم حفاة لاطمين على صدورهم ورؤوسهم  الى مرقد الامام الحسين (ع).

وتبدأ الركضة او (عزاء طويريج) كما يسميها الكربلائيون بعد اذان الظهر مع موعد استشهاد الامام (ع) معبرين عن جزعهم لتلك الفاجعة، وتشبها ببني اسد والانصار الذين جاؤوا لنصرته متأخرين.

وقد اشارات التقديرات للحشود التي شاركت في مراسيم العزاء لهذا اليوم ما يقارب المليوني نسمة، حيث امتدت مسافة العزاء الى أكثر من اربعة اميال، وتم تسجيل أخر موكب يدخل الروضة الحسينية في الساعة الثالثة بعد الظهر علما ان الموكب كان قد دخل الصحن الحسيني عند الساعة الثانية عشر وخمس عشر دقيقة.

ولم تتخلل مراسيم العزاء اصابات أو أية حوادث تذكر عدا اصابة شخصين بجروح طفيفة خلال مشهد حرق الخيام في منطقة المخيم الحسيني. 

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ