لا تزال ايام كربلاء بلياليها تشهد العديد من مراسيم احياء ذكرى
عاشوراء الامام الحسين (ع)، حيث لا تزال المواكب الحسينية ولليوم
الثامن تجوب شوارع كربلاء المقدسة في حين تستمر وفود الحشود المعزية
للمشاركة في هذه المراسم تتقادم على المدينة من محافظات العراق كافة.
حيث شهدت ليلة التاسع من محرم المخصصة لاحياء ذكرى استشهاد علي
الاصغر نجل الامام الحسين(ع) الرضيع الذي استشهد بين يدي ابيه مع في
واقعة الطف عندما تلقى سهما غادرا قطع نحره عندما كان الامام عليه
السلام ينشد القوم ليسقوه قطرات من الماء.
وقد نظمت الهيئات الحسينية في المدينة مواكب تشبيه مهيبة لهذه
الواقعة على غرار المواكب التي اقيمت لاحياء ذكرى استشهاد القاسم ابن
الحسن(ع) في الليلة السابقة.
وتمثل ليلة التاسع من محرم الحرام وكذلك يوم التاسع يوم الرضيع
الذي يطلق عليه العراقيون هذه التسمية نسبة الى عبد الله بن الحسين
(ع)، الذي استشهد وهو بهذا العمر بين يدي ابيه في حادثة ومأساة تزول
من عظمتها الرواسي، عندما تقدم ابي الاحرار عليه السلام يستقي منهم
الماء بعد ان رق قلبه لطفله وهو يتلوى من شدة العطش بعد ان جف صدر
والدته من اللبن لشدة العطش الذي عانى منه جميع افراد مخيم الحسين
بعد ان
ضرب جيش الكفر حولهم الحصار ومنعهم من الفرات ومائه ، حيث تقدم
(ع) صوب الجيش الاموي طالبا منهم ان يسقوا الرضيع فقط بجرعة من
الماء، عندها دب الخلاف بينهم في راض ورافض فرمى حرمله الملوعون
بسهمه في منحرالرضيع ليعكس تراجيديا جديدة لموقف من مواقف يوم الطف
ومأساته.
في ذكرى هذا اليوم غص الحرم الحسيني الشريف بالنساء وقد اصطحبن
معهن اطفالهن الرضع وقد لفوا بقماش وملابس خضراء التي ترمز بصورة
عامة لال البيت(ع)، كاحياء مراسم استشهاد عبد الله الرضيع ابن الامام
الحسين (ع) وهن ملطخات الرؤوس والوجوة بالطين فضلا عن الرضع كمواساة
لال البيت (ع) لهذه الفاجعة، ولقصة الرضيع مواقف مؤلمة يتقيح منها
قلب المؤمن.
من جانب اخر بدت الاستعدادات الامنية تاخذ منحى اشد فقد انتشرت
مفارز التفتيش في شوارع المدينة كافة بشكل مكثف لا يفصل نقطة تفتيشية
عن اخرى سوى بضع امتار.
|