كانت كربلاء دوما شفقا مصبوغا بدماء الحسين عليه السلام تخط
للمظلومين درب البحث عن الحرية والكرامة، وقد سقط الكثير من الشهداء
في هذا الدرب ولازال يسقط، فثمن الحرية غال جدا ولابد ان يكون كذلك
مادام الشفق هو قدر الحرية، ومادام ان الشفق هو الضمير الذي يحرك
ويلهب الباحثين عن الحياة الانسانية.
وروي عن ابن عباس قوله: «ان يوم قتل الحسين«ع»قطرت السماء دما و
ان هذه الحمرة التىفي السماء ظهرت يوم قتله و لم تر قبله».
وروي عن الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام انه قال:«لما قتل
جدىالحسين«ع»امطرت السماء دما و ترابا احمر».
وقد عبر ذلك الشاعر أبو العلاء المعري بقوله:
و على الدهر من دماء الشهيدين *** علي و نجله شاهدان
و هما في أواخر الليل فجران *** و في أولياته شفقان
ثبتا في سبيله ليجيئـا الـحشر *****مستعديا إلى الرحمن
وهذه الصور التي التقطناها تصور لنا شفق الحرية الذي ينعم به اهل
العراق في سماء كربلاء المقدسة وهم يعيشون هذه اللحظات بنشاط مفعم
بالحرية والامل والحب والامودة رغم ما ينتظرهم من مخاطر وتحديات قد
يخبئها لهم المستقبل.
|