الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

خطباء الحسينيات في الكويت يدعون الى نبذ الارهاب والالتزام باللاعنف

 

واصلت الحسينيات في الكويت فعالياتها بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام.

ففي حسينية المهدية سيد محمد الحسيني في سلوى اعرب الشيخ عبد الرضا معاش استياءه واستنكاره لمن يقوم بزرع الفتنة والشر ونشر الحقد والكراهية والبغضاء عن طريق التطرف والارهاب، موضحا بان هذه الاساليب بعيد «كل البعد عن المبادىء الاسلامية السامية خاصة وان الاسلام يدعو الى السلم والمحبة واللاعنف».

واشار الى ان الكويت من البلاد القلائل التي تجد فيها كل الوسائل والصفات الاصيلة فهناك المحبة والتعاون والالفة والسلم الاجتماعي اضافة الى توافر مجالات العمل للجميع دونو استثناء مشيرا الى ان الحكومة هيأت سبل الراحة والامان والاستقرار للجميع، واشاد بدور المسؤولين الذين يبذلون جهودا كبيرة من أجل توفير الامن وخاصة في هذا الشهر المحرم للحفاظ على الحسينيات وروادها وارسل من على المنبر الحسيني باقات ورد لهم لجهودهم في التصدي لمن يحاول العبث بامن واستقرار هذا البلد بشتى الوسائل والاساليب الملتوية والتي تدل على العنف والتطرف والارهاب.

وقال الشيخ معاش وسط حضور كبير ان التعايش السلمي احدى النعم التي اودعها الله في فطرة الانسان ليتمكن من العيش الصحيح والشعور بالراحة سواء كان هذا التعايش في الاسرة ام في المجتمع.

واضاف بان الاسرة التي تعتبر من دعائم الحياة بحاجة الى الراحة والهدوء والطمأنينة ولهذا فان الاسلام نبذ العنف الاسري وحمل الوالدين المسؤولية لعدم ايجاد اي خلل في الاسرة، والواجب اتخاذ الطرق السلمية لمخاطبة الابناء وبالاسلوب العلمي المناسب دون اللجوء الى الضرب.

اما التعايش الاجتماعي، فالمجتمعات تبحث عن التعاون والمحبة وروح الاخوة والسلم الاجتماعي والمعروف ان الانسان بطبيعته وفطرته ينبذ الصراع والعنف ويبغض الظلم لان هذه الصفات تؤدي الى كارثة كبيرة.

واوضح ان الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر يريدون تشويه صورة الاسلام باجتهاداتهم وتشريعاتهم الوضعية ويأمرون بالجهاد والقتال واراقة الدماء والاسلام بريء منهم موضحا بان الاعلام الغربي اخذ على عاتقه محاربة الاسلام لانه اخذ الصورة البشعة التي رسمها هؤلاء لان هذه الوسائل لم تر الاسلام الحقيقي.

وقال الخطيب الشهير الشيخ عبدالحميد المهاجر في مجلسه الحسيني ان الضربة التي وجهت للإسلام بدأت بإشاعة الفساد وتمزيق الاسرة، ثم الخلاف والفرقة في المجتمع لذلك نرى محاولات لضرب الاسلام وتشويه صورته النقية، وتصوير الاسلام على انه دين الارهاب والمذابح، ثم تبين وسائل الاعلام المعادية للإنسانية والاسلام ان من يقومون بالذبح هم قادة الاسلام، في حين ان الاسلام بريء منهم، فيخرج من جهة اخرى من العرب والمسلمين من يحاول ان يضرب الاسلام من خلال حبس المرأة ومنعها من التعليم والعمل والمشاركة في المجتمع، فيريدون ان يطفئوا نور الله ولكنه متم لنوره ولو كره المشركون. مضيفا انه لو كان لدينا الاعلام المناسب لأوضحنا للعالم ان الاسلام دين الرحمة كما النبي هو نبي الرحمة والسلام، وان الاسلام جاء لانقاذ الشعوب من الظلمات ولم يأت لضرب المسلمين وغير المسلمين، ولكننا وقعنا في مشكلة عدم وضوح الخطاب الاسلامي للغرب، فخطابنا لهم هو خطاب الرحمة والمودة لكل الناس، والإسلام لا يعادي من يخالفه في العقيدة وإنما يرفع سيفه بوجه الظلم والظالمين، كما فعل الامام الحسين ذلك واصحابه المخلصون الذين طهر الله قلوبهم ونفوسهم وعرفوا الحسين حق المعرفة حتى قال عنهم انهم افضل الاصحاب، رغم ان الحسين قد امرهم ليلة العاشر من محرم بالرحيل لأن القوم لا يريدونهم هم، ولكنهم ابوا الا ان يكونوا شهداء في ركب الحسين.

وتحدث السيد محمود الحسيني في مسجد الامام زين العابدين عليه السلام في منطقة السالمية بقوله «الانفاق في سبيل الله فيه فوائد لا تحصى، كما اوضع القرآن الكريم، الا ان الايثار اعلى درجة من الانفاق خاصة ان الايثار هو تقديم الاخرين على النفس كما فعل أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام حين بات في مكان الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ان ارادو اغتيال الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا ينحصر الايثار بالنفس بل قد يكون بالماء او الطعام».

واضاف الحسيني «كان ابو الفضل العباس عليه السلام قد جسد اعلى درجات الايثار بعد ان فدى الامام الحسين حتى قطعت يداه، وكان قوله الشريف عليه السلام «والله ان قطعتم يميني اني احامي ابدا عن ديني، وعن امام صادق يقيني، نجل النبي الصادق الاميني»، كان قوله مصداقا على ايثاره وبطولته وشجاعته الحقه في نصرة امامه، فبعد ان دخل العباسي المشرعه واراد ان يشرب مقدارا من الماء تذكر عطش الامام فلم يشرب وقال «يانفس من بعد الحسين هوني، وبعده لا كنت او تكوني، هذا الحسين وارد المنوني وتشربين بارد المعيني»، لذا فقد ارتقى ابو الفضل العباس عليه السلام الى اعلى مرتبة في الايثار ولا يستطيع ان ينافسه احد فيها».

وزاد «لتلك الدرجات العظيمة من الكرم والشجاعة والانسانية لابي الفضل كان لامه ام البنين عليها السلام تأثير فيها، فهي الزاهدة العابدة ذات التقوى والصلاح، فبعد ان انتخبت للزواج من الامام علي عليه السلام ودخلت بيته سألت عن الحسن والحسين، وقيل لها انهما مريضان عندها تركت امير المؤمنين وجلست عند الحسن والحسين تمرضهما لانها كانت تعلم بدرجة الامامين، فكانت نعم المرأة والسيدة الصالحة وكان نعم الاختيار للامام علي عليه السلام حيث قال قبل الزواج منها «اريد امراة يرزقني الله منها ولدا ادخره ليوم ولدي الحسين».

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ