الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

فلوكلور ورمزية الشعائر الحسينية في العراق

كربلاء/محمد حميد الصواف

الشعائر الحسينية موروث ديني وادبي تناقلتها الشيعة عبر الاجيال دون ان يتغير بشكل جوهري، تتمد جذورها الاولى الى حقائق تاريخية واكبت مقتل ابي عبد الله الحسين فمواكب اللطم والمشاعل ورفع الرايات لم تكن يوما مراسيم مستجدة على الشعائر الحسينية، وتعود كما اتفق جمع من المؤرخين الى اليوم الثالث من مقتل الحسين في العاشر من محرم 60 هجرية بعد ان توافدت القبائل والاعراب لنصرة الحسين في واقعة الطف. فمثلا ترمز قضية حمل المشاعل امام او وسط المواكب الى قبيلة بني اسد عندما زحفوا ليلا للوصول الى ارض المعركة وهم يرفعون راياتهم (رايات الحرب) بعد سماعهم لنداء الحسين (اما من ناصر ينصرني ) ولكن كان وصولهم متأخرا كما تذكره المصادر بثلاثة ايام من استشهاد الحسين وصحبه، لذا تجد اليوم ان المواكب الحسينة التي تجوب شوارع كربلاء تتوجه اخيرا الى حضرة الحسين كوصف او تمثيل من اتى لنصرة الحسين واخذوا يجوبون المنطقة للوصول الى الجثث الطاهرة وهم يلطمون وجوههم شعث الشعور لتقاعسهم عن الوصول قبل استشهادهم وهم يرفعون المشاعل البدائية المعروفة.

فالمسرح الادبي لهذه المورثات التي دأب على احيائها الشيعة في كل عام هجري في شهر محرم تعكس حب وموالاة الى آل البيت بصورة عامة والامام الحسين عليه السلام وقضيته بصورة خاصة تجسد فلكلورا متجددا للشيعة بالرغم من محاولات الحكومات المستبدة التي حكمت العراق لعقود للحد من هذه الشعائر، بل على العكس من ذلك ازداد الشيعة اصرار على ممارسة هذه الشعائر، والتي تصنف في اهميتها كشعيرة من شعائر الله بعد ان وردت عدد من اقوال الائمة عليهم السلام توجب زيارة الحسين في هذه المناسبة او غيرها، فالملاحظ للشيعة في هذه الايام بالذات انهم يغلقون محالهم ويتوقفون عن ممارسة اعمالهم اليومية او طلب الرزق، ويرتدون ثيابهم السوداء كتعبير عن جزعهم وحزنهم على مقتل الحسين ومؤاساة الى البيت في ذكرى هذه المصيبة الحسينية، وطمعا في الاجر والثواب.

وكترسيخ لهذه العقيدة والموروث من جيل لاخر تلاحظ ان المواكب الحسينية لا تقصر المشاركة في اقامتها على الرجال او الشباب فقط بل هناك الاطفال وصغار العمر ومنهم من يحمل اطفاله على كتفه اثناء اداء المراسيم، وهناك ايضا مواكب خاصة خاص بنساء الشيعة.

ومن مظاهر الشعائر الحسينية اقامة التكايا في مختلف الطرق المؤدية الى الروضتين المطهرتين والتي يكون اشبه بمحطات استراحة للزوار الوافدين من المناطق البعيدة والذين يحبذون السير على الاقدام بدلا من ركوبهم وسائط النقل تعبيرا عن مواساتهم للحسين عبرتكبيد انفسهم المشاق والعطش التي تصاحب قطع مسافات شاسعة حتى وصوله الى الروضتين.

فادبيات هذه الطائفة كانت هي المحفز الاول والدائم لاستذكار قضية الحسين (ع) التي لولاها لما استقام دين الاسلام بعد ان اراد وجوه الطلقاء به تحريفه عن مسيرته الصحيحة، فكل عاشوراء من كل عام هو احياء للدين والمذهب الحق.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ