الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

10 محرم يوم الحزن الإسلامي الأعظم

 

لا أحد يدري إلى أي مدى نقي تعيش ذكرى واقعة كربلاء الدامية التي قدم فصل انتصار الشهادة على القاتلين فالاحتفاء بهذه الذكرى ما زال في الأوج رغم أن تاريخ حدثها قد مضى عليه أكثر من 1300 سنة.

إن سراً لا بد من دراسته من قبل الباحثين الإسلاميين الذين يجدون عند حلول كل سنة هجرية جديدة في الأول من شهر محرم الحرام مناسبة تدفع الضمائر الإسلامية الحية لتكتنف النفوس موجة من الحزن العميق وكأن الإمام الحسين (عليه السلام9 وأخوته وصحبه الأبرار (عليهم السلام) قد استشهدوا حديثاً حتى يخيل إلى جمهور المؤمنين وكأن مجالس العزاء لهم تتم وكأنهم قد فارقوا الحياة لمجرد قدوم شهر محرم.

وعلى أساس من هذا التعبير العميق المخلّد ليوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من كل شهر محرم بكل سنة حيث ذكرى تاريخ الواقعة بأرض كربلاء حيث يهرع الناس لإعطاء ذكرى ذلك اليوم شيئاً كبيراً من التضامن حيث يذرفوا الدموع ويلطموا على الصدور وبعضهم ينظم تجمعاتهم ضمن مسيرة تطبير الرؤوس الحالقة وارتداء الأكفان البيضاء إشارة للألم والأسف حيث طال التاريخ بعدم خلقهم بذاك الزمان كي ينصروا ابن علي وفاطمة (عليه السلام) وسبط البني محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم مأساته.

لقد قدم الإمام الحسين (عليه السلام) وإخوانه وصحبه (عليه السلام) القدوات الصالحة لما نذروا أنفسهم وأرواحهم ودمائهم دفاعاً عن الحق الإسلامي وما يلاحظ عند المؤرخين وبالذات الأشد منهم تعصباً للمغايرات التاريخية أنهم قد دوّنوا محاسن من مواقفهم المقيمة للحق الثابت عند الإمام الحسين (عليه السلام) ومعسكره وكذلك استنكارهم لما أقدم عليه الحاكم النزق يزيد بن معاوية (لعائن الله عليه) وعلى من كان قد آزره في معاداة أهل البيت (عليه السلام) وصحبهم الأبرار في كربلاء.

إن إمعان النظر في قضية كربلاء ومعركتها غير المتكافئة بين قوة الدولة الأموية – اليزيدية الباطلة وضعف عَدد وعُدد معسكر الحسين (عليه السلام) يثير العديد من الأسئلة ويحدد معالم مهمة عن تفاصيل تلك المعركة التي ارتبطت بصمود الحق الحسيني ضد الباطل الأموي. فلقد أثبتت التجربة أن الإمام الحسين (عليه السلام) كان يعامل رجاله كـ(أحرار) رغم أنهم كانوا ينظرون الموت السريع الذي كان بإمكانهم أن يبقوا أحياءً لو انسحبوا من أرض المعركة حيث طلب الإمام الحسين (عليه السلام) منهم أن ينسحبوا منها على اعتبار أن شخصه هو المطلوب لكنهم أبوا إلا أن يكونوا شهداء للإسلام الحقيقي أما المعسكر الأموي فقد كان يزيد وقواده في المعركة يعاملون رجالهم الأشرار كـ(عبيد) حيث رضوا بذلك لأن مقابل عبوديتهم للباطل كان هناك المال الذي يقبضوه جراء معادتهم للإسلام بشخص الإمام الحسين (عليه السلام) أن معركة كربلاء ما تزال تضفي الحزن الإسلامي العميق في النفوس النقية اللامهادنة للباطل.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ