عيون باكية وصدورا دامية وقلوبا لم يسكنها الا حب من له رقاب
دانية... تقطع الاميال والدروب من شمال وجنوب تعصف الوجدان بنيران
الحنين وحناجر لم يغير صوتها مرالسنين كل لحظة تصدح... ياحسين.
كلمة تدوي في كل زاوية وانت تتجول في ازقة كربلاء في ليل اونهار
تشعرك كأن معارك الطف قد عادت من جديد وصوت زينب الكبرى يرج الافاق
اللهم تقبل منا هذا القربان.
لليوم السادس على التوالي لا يزال أهالي كربلاء يقيمون الشعائر
الحسينية كتقليد توارثه الشيعة منذ قرون يحييون بها ذكرى استشهاد
الامام الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام، لم تستطع الحكومات
السابقة الجائرة في احتوائه أو منعه بالرغم من تشديد الخناق على
الشيعة خلال فترة العقود السابقة اذ كان يشكل خطرا كبيرا عليها.
فابتداءا من اليوم الأول من شهر محرم الحرام من هذا العام تأخذ
الشعائر الحسينية تباعا مأخذا تصاعديا في أشكال وتنوع وحجم المشاركة
فيها من قبل المواطنين، حيث تزداد يوميا عدد مواكب العزاء التي تجوب
شوارع المدينة خصوصا بعد وصول الوافدين من المحافظات العراقية، مع
انتشار أوسع لمجالس العزاء الحسيني والتكايا.
فقد شهدت منطقة بين الحرمين اليوم حشودا كبيرة من الزوار الوافدين
ساد منظرها الأعلام الحسينية والمشاعل التي تتوسط المواكب، فيما أخذت
الردات والهتافات منحى سياسيا بدت فيها المواكب اقرب ما يكون إلى
مظاهرات سياسية صاخبة، كانت مجمل الردات تستنكر مواقف الدول العربية
تجاه العراق، مؤكدين حرصهم على وحدة ارض وترابه.
أجابنا السيد محمد علي الزبيدي وهو احد أعضاء هيئة شباب الكرار
على سؤالنا عن ماهية هذه الردات وسبب ترديدها في هذه المناسبة؟ فقال:( كانت
مواكب العزاء الحسيني طيلة الفترة السابقة ولقرون مضت هي المنبر
الوحيد للشيعة لم تستطع أي حكومة سابقة من منعها أو حجبها واستطاعت
هذه الطائفة من خلاله التعبير عن آرائها، وكربلاء في كل شهر محرم من
كل عام تستقبل الوافدين الشيعة من مختلف مناطق واقصاع العالم في وحدة
لا تكرر إلا في مثل هذا الوقت لإحياء هذه الذكرى).
أما السيد عبد الله ألخالدي والذي كان يحمل ولده على كتفه حدثنا
قائلا : ( حملني أبي عندما كنت صغيرا على كتفه كما احمل أنا ولدي
ألان وغذاني على حب آل البيت (ع) وقد وافاه الأجل رحمه الله كنت
أتمنى أن اكون مع والدي الان ليشاركني الزيارة).
عيون وصدور دامية على الحسين وحناجر تصدح بالولاء والوفاء لآل
البيت شكلت هزت عروش المستكبرين وروعت قلوب الظلمة على مد التاريخ.
|