في أجواء حسينية سائدة ورغم برودة الجو وانقطاع الطرق انطلقت يوم
الخامس من محرم الحرام عدد من مواكب العزاء الحسيني من مختلف مناطق
المدينة المقدسة في حشود كبيرة جابت شوارعها قبل أن تتوجه إلى هدفها
في الطواف في الروضتين الحسينية والعباسية على شكل مجاميع ضخمة
تتقدمها الألوية والأعلام الحسينية الحمراء والخضراء جنب إلى جنب
العلم العراقي في ظاهرة تجسد احياء مصيبة الحسين مع الظروف الصعبة
التي يمر بها العراقيون. فيما توسطتها المشاعل التي كان يتناوب على
حملها بين كل مسافة يقطعها موكب العزاء شخص واحد فقط للتبرك بها علما
إن المشعل الواحد لا يقل وزنه عن 200 كيلو غرام.
الملفت في الأمر إن اغلب مواكب العزاء التي كانت تطلق الهتافات
والشعارات المنددة بمقتل الامام الحسين عليه السلام وإعلان مؤازرتها
ومواساتها لإل البيت عليهم السلام وتأكيدها على عهد الشيعة في حبها
ومؤازرتها لهم، تخللتها هتافاتهم التي تضمنت بعض المطالب السياسية
المنددة بالسلبيات التي يعاني منها الشعب العراقي مستنكرة للعمليات
الإرهابية والسياسات الخاطئة التي تتبعها السلطات العراقية مطالبين
بتحسين الأمن والظروف الاجتماعية والاقتصادية والخدمات العامة.
موكب العباسية المعروف بتمرير الهتافات السياسية عن طريق الردات
الحسينية طيلة العقود السابقة التي كان يقارع الشعب العراقي فترات
الطغيان السلطوي كان لهم هذا العام هتافات صادحة تندد بالإرهاب
وخصوصا العملية الإرهابية التي استهدفت كربلاء العام المنصرم والتي
راح ضحيتها المئات من المواطنين الأبرياء متوعدين كل من يحاول النيل
من العراق أو من يعادي آل البيت عليهم السلام.
ومن جملة المواكب التي انطلقت يوم أمس موكب الصفارين والذي يمثل
أصحاب المهن والحرف في المدينة، كذلك انطلقت مواكب عزاء اخرى من منطقة
المخيم، والسلالمة، وطرف باب النجف، في حين انطلق موكب خاص بطائفة
البهرة ، وهي طائفة شيعية اغلب أفرادها من الجنسيات الهندية
والعربية.
|