الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

عاشوراء الإسلام

من فاجعة أفراد إلى نهضة أمة

 

غالباً ما تتحول فواجع الأفراد إلى حزن يتلاشى مع مرور الزمن لكن فاجعة كربلاء ما تزال تزخر بحركة اجتماعية دينية تأسر مع كل مفصل فيها القلوب وستبقى كذلك حتى ظهور الإمام المهدي المنتظر (عج).

التنكيل الذي قام به مرتزقة النظام الأموي اليزيدي ضد أهل البيت (عليهم السلام) ما زال يتفاعل تفاعلاً إيجابياً لصالح الطرف المظلوم في ذاك الصراع الذي اعتبر فيه أن المحصلة الأخيرة لفاجعة أفراد معسكر الحسين (عليه السلام) أن احتسبوا هم الأبطال الحقيقيون الذين واجهوا على (قلة عددهم) أعتى جيش إجرامي فقد واجه هؤلاء المؤمنون بالله سبحانه وتعالى ونبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وإمامه الحسين (عليه السلام) سلطة أموية غاشمة تدعي الدين الإسلامي وتعمل بظواهره وتحاول أن تعمم فروضها بقوة إرهاب السيف الباطل لكل معترض.

وميراث الإسلام المحصور بصلحاء الأمة ليس مجالاً مفتوحاً على مصراعيه لكل من هب ودب وأستطاع عن طريق التآمر على جوهر الإسلام أن يدعيه بعد أن عرف الرأي الإسلامي العام في كل زمان أن العدالة هي الميراث الذي يحتذى نحو تسييد الفضيلة بيد أن أعداء الإسلام بقوا يخشون من الأفكار النيرة التي توضح شفافية الإسلام من خلال ما تتخذ من خطوات وما ينجزه الإسلام من أعمال حتى غدت المعرفة بالإسلام مدرسة لها أسسها التي لا يخشى عليها.

إن فاجعة شخوص معسكر الحسين (عليه السلام) مهدت إلى نهضة الأمة الإسلامية التي كلما حاول أعداؤها النيل منها يلاحظ أنهم يفشلون في ذلك على الرغم من إتباع أبشع أساليب الاستبداد المحاولة بإلحاق الضرر في الناحية المعنوية الإسلامية وبالذات طعن حقائق التاريخ الإسلامي.

إن عبقرية الموقف الجهادي للإمام الحسين (عليه السلام) هي التي حولت حدث معركة كربلاء من مجرد معركة قاسية على المؤمنين إلى نهضة أمتهم الإسلامية كالجمرة التي لا تخمد نارها على مر العصور. إذ أن لمعركة كربلاء أكثر من بعد ديني وسياسي وحتى أخلاقي. فلقد بذل أصحاب الحسين (عليه السلام) الكفاح العظيم من أجل الإثبات وبكل جدارة على أن الإسلام يستحق كل تضحية لأنه دين الخلاص البشري من الظلم والظالمين.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ