الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

"مسلمة الفداء"

شعر فريد عبدالله النمر

أقدم برزئك طهر الاردانا *** وأعلن لملحمة الفدا العنوانا

وأسرج ركاب العز في أبعادنا*** إنا استفينا من الطفوف مدانا

لك ُفتحت للحزن اصدر وجعنا*** وتصاهرت باسم الطفوف رؤانا

ليعود فجرك يا حسين مجلجلا*** في كل دهر مورقا فتانا

ليعود فجرك مهد كل كرامة*** ومعين كل فضيلة تغشانا

من شرعة الإسلام من شمم الإبا***باتت تسابق للفدا تتفانى

هذي المعالي قد دعتك لشرعها*** يا تاج عدنان أتتك رهانا

يا نفحة الإيمان من زرع الهدى*** أعر العقيدة ثورة وضمانا

وأفضي إلى عصماء تلحم بالذرى***غراء تمنح كفها العقبانا

تكسوه عزا كلما زأر المدى*** صفحاتها لا تعرف النسيانا

ودع الكرامة تستطيل بشأوها*** من جانبيك تفجرُ البركانا

نتجت لك الأهوال أهول محنة***في الأرض صاغتها العدى عدوانا

ما هاجهم إلا نداء تشهد *** في كل آن ٍ يسمعوه أذانا

كيف النداء وقد تفجر نهضة *** وسما على رغم الضلال مكانا

كيف النداء وقد تصدر رفعة ***تهب العلى والحق والايمانا

حقدوا عليك وأنت شلو نبيهم***وبغوا عليك يضاددوا الريحانا

فأبيت إلا أن تكون مهاجرا *** مثل النبي تباشر الاظعانا

ومقدما تزجي النصائح حجة *** باللطف منك تلطفا وحسانا

ولكم دعوتَ الظالمين ليهتدوا*** لكنهم ألفوا الشقا سلطانا

حتى اذا وثب الضلال أريته *** حمما تثور وترجم الشيطانا

ومددت قلبك للنضال عزائما *** صرخات عز يممتك جنانا

وأرته وجهك ثائرا متجهما *** هز الوجود وزلزل الأكوانا

وقد استعد لِوْردِها ذو همةٍ *** لم يحتمل للظالمين هوانا

فقسمت إلا بالطفوف تبيعها*** لله نفساً ترخص الإخوانا

ومشيت والأبناء قد قدمتهم***للدين في نصر الهدى القربانا

فأبيت إلا بالدماء مضرجا ***تروي العقيدة والهدى الشطآنا

وتسيل فوق الأرض قطر دمائكم***وعلى الذرى تتقدم الطوفانا

لم يحسبوا أن الدماء ملاحم*** رغم السيوف تعاود البنيانا

حشدوا عليك الزور بغيا ظنهم***أن يقهروك وطففوا الميزانا

وثبوا عليك بخيلهم وبجمعهم *** وتبوؤوا من خزيهم خسرانا

وتأملوا أن يرجعوك لغيهم *** ونسوا بأنك للهدى القرآنا

فقذفتها هيهات منا ذلة ***تعطي الخنوع اذا الحِمام دهانا

فغدت مسلمة الفداء تذيعها***في كل عصر فكرة ولسانا

جهدت بها كف الضلالةِ وانثنت***وبقت على خلد الدهور كيانا

إيه شهيد الطف أي ملاحم *** عرجت بدمك تسحق الطغيانا

إيه شهيد الطف أي ملاحم*** عبرت بدمك تنصر الأكفانا

إيه شهيد الطف أي ملاحم *** وثبت تكسر بالدنا الأوثانا

هذي دمائك لم تزل وضاءة *** رغم الجراح تقودنا هيمانا

يا كربلاء وهذه أيامك *** لو تعلمين بما حويت مكانا

يا عشق نادبة القلوب وحزنها***مدي بطاحك للنهوض بنانا

وتطاولي مجدا يعيد أصيلنا ***واهدي ترابك للحسين جنانا

ولتشرأبي عزة طول المدى*** تتلو عليك مشاعرا وحنانا

هذي المدامع لم تزل حمراؤها *** تنقاد نحوك للمثول عنانا

قد هاجها منذ النداء لناصر*** فردا, فلم يلقى سوى الخذلانا

يا كربلاء وهذه آماقنا ***تهفو إليك بحزنها ذوبانا

تهفو إلى ذاك الرحاب وترتجي***أن تنثريها على الثرى ريحانا

فاليوم يومك يا فؤاد محمد *** لتكافحين الظلم والطغيانا

ودعي الشريعة تستقر بدوحها***فحنينها للنصر آن أوانا

يا كربلاء وأنت مهبط عبرتي***كم أستقيك على الزمان أذانا

فالخطب أن حبس الكلام وبوحه *** لن يستطعْ أن يحبس الأجفانا

إيه شهيد الطف من أفهمتنا ***أن الشريعة نصرها بدمانا

وْانّ الأبيَّ إذا تلظى جواره *** يرد المنون ولا يعيش مهانا

وتظلّ ُباْسمك يا حسين عقيدتي***أرسى وارسخ ُ جانبا يغشانا

هذي فيوضات الحسين فصلّها*** أن الحسين لمن حياهُ أمانا

هذي أحاديث العيون تلوتها ***حرى وتلهب في الحشا النيرانا

باسم الدماء تلوتها بقصيدتي***فاشِملْ قبولك سيدي الرضوانا

2 محرم 1426هـ

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ