عاشوراء الحسين 1426هـ

  من نبض عاشوراء 1425هـ

  من نبض عاشوراء 1424هـ

  عاشوراء في ذاكرة النبأ

 مجالس عاشوراء

  صور عاشوراء

  اتصل بنا

استعدادات واسعة للاحتفاء بذكرى فاجعة الطف..

حتى الجدران في كربلاء لبست السواد ..

مصطفى عبد الواحد

أعلام سوداء وحمراء وخضراء تقطع على العين أفق النظر.. أينما تولي نظرك فهناك سواد.. البيوت والمحلات والشوارع والأزقة والسيارات وبالطبع الناس.. كل هذه الأشياء ارتدت السواد في مدينة كربلاء وبالطبع في المدن الشيعية الأخرى مع اقتراب الذكرى السنوية للإحتفاء بشهادة الإمام الحسين بن علي ابن أبي طالب الذي استشهد عام 61 للهجرة هو ومجموعة من أهل بيته بينهم أطفال وآخرون من صحبه، بأمر من يزيد بن معاوية الذي كان حاكما على بلاد الشام آنذاك .. ورغم أن هذه المراسم تعرضت للهجمات المسلحة وراح ضحية ذلك المئات من الشيعة إلا أنهم ما زالوا يبدون إصرار على إحيائها كلما ازدادت الهجمات ضدهم ..

كربلاء المقدسة استقبلت ذكرى استشهاد الإمام الحسين(ع) بذات الإصرار الذي عُرف عن أهلها رغم التهديدات الأمنية الخطيرة التي تلوح في الأفق، سيما وأن المدينة ما فتأت تتعرض لهجمات إرهابية من وقت لآخر بهدف زرع الرعب بين أبنائها، لثنيهم عن الاهتمام بإحياء الشعائر الدينية التي حُرموا منها طوال سنوات حكم البعث المنهار.. المواطن" علي عودة" ذو الثلاثين عاما كان يقف مرتديا السواد قرب إحدى الهيئات أو التكايا التي انتشرت في شوارع المدينة يمارس عملا ما في إطار الاستعداد لإحياء المناسبة، لم يخف وهو يتحدث إلينا خشيته من استهداف الزوار بالسيارات المفخخة أو بالأحزمة الناسفة وكما حدث في مثل هذه الأيام من العام الماضي: " يمكن أن يحدث أي شيء لا يمكنني أن أتوقع أقل من الموت، وكل ما يريده الإرهابيون هو قتلنا.. ولكن لو سألتني هل أنا خائف؟.. سأقول لك: ربما أخاف على الآخرين ولكنني مؤمن أن كل امرئ يموت في يوم حدده الله تعالى".. ويرجع الشيعة أسباب الهجمة التي يتعرضون لها لأسباب مذهبية، وأخرى تتعلق باللعبة السياسية، فيقول بعضهم أو ربما معظمهم، أن الذين يقتلونهم بدم بارد قد وجدوا ما يبرر ذلك في موروثهم العقائدي، في إشارة إلى بعض الفتاوى التي صدرت ضدهم، وقبلها ما حوته كتب أخرى لشيخ الإسلام عن السنة ابن تيمية الذي أباح دم الشيعة وحلل أموالهم، كما يعتقد الشيعة أن هذه الأفكار وجدت من يفيد منها سياسيا فيتحرك باتجاه تغرير قليلي التجربة من الشباب ودفعهم لقتل الشيعة ويتهمون أيضا البعثيين بالاشتراك بدمهم خدمة لأهداف سياسية، ومنذ سقوط النظام العراقي وإلى الآن استهدف مسلحون شخصيات ومساجد ومزارات شيعية، ولم يستثن بالطبع الزوار من المواطنين العاديين الذي درجوا على ممارساتهم هذه دائما وورثوها عن آبائهم، وقد كان الهدف الأول الذي ابتدأت به هذه الحملة هو السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، والذي قضى بعد أن عاد إلى العراق من منفاه في إيران بعد عدة أشهر، وقد سقط معه المئات بين قتيل وجريح، وقد تبنى الأردني أبو مصعب الزرقاوي معظم العمليات التي استهدفت الشيعة وتوعدهم بالمزيد من الدماء..

المواطن( كريم حسون)30عاما، كان منشغلا هو الآخر بتعليق إحدى اللافتات التي كتب عليها( لو قطعوا أرجلنا واليدين، نأتيك زحفا سيدي ياحسين)علق على تهديدات أبو مصعب الزرقاوي بالقول:" لم يكن الأول، ولا هو بالأخير.. سبقه كثيرون وسيأتي بعده آخرون".. ثم التفت إلى مزار الإمام الحسين قائلا" ولكن القبة لم تزل في مكانها، وتلك المنارة قد ازدادت بريقا، كما أن زوار الحسين لم ينقطعوا عنه"..

ويرى معظم الشيعة أن زيارة الحسين عليه السلام شرف، وأن الموت على الطريق التي استشهد من أجلها فوز، وقد رددوا وهم يستخرجون مئات الآلاف من رفاة قتلاهم الذين أعدمهم نظام صدام حسين( ياحسين) في إشارة واضحة على أن هؤلاء ضحوا من أجل قيم استشهد الحسين من أجلها.. ورغم الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تكبدتها الطائفة الشيعية في العراق، مازالت هذه الطائفة التي تشكل الأغلبية في العراق تعتبر ذلك شرفا ويستمر أبناؤها بنفس الولاء الذي سار عليه الآباء..

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ