(وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يؤمنون)
صدق الله العلي العظيم
في هذه الايام الخالدة ايام عاشوراء تتوجه قلوب الملايين المهذبة
الى استثمار قضية الامام الحسين(عليه السلام) وثورته ضد الاستعباد
واسقاط حكم الظلم والباطل واعلاء كلمة الحق التي ضحا من اجلها الامام
الحسين(ع) بجسده واجساد ثلة من عظماء المؤمنين والاستفادة من هذه
الانتفاضة العظيمة لبناء مجتمع مؤمن جديد يقتدي بنور الامام الحسين
(ع) ويستمد من عزيمته لان الامام الحسين (ع) كان مدرسة الحياة
الكريمة وقدوة الاخلاق الانسانية وقيمها ومقياس الحق.
قال الامام الحسين الشهيد(ع):" ان قوما عبدوا الله رغبة فتلك
عبادة التجار، وان قوما عبدوا لله رهبة فتلك عبادة العبيد، وان قوما
عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الاحرار وهي افضل عبادة".
قال عنه الرسول (ص) :"مكتوب في ساق العرش الحسين مصباح الهدى
وسفينة النجاة" و"حسين مني وانا من حسين".
وقال الرسول الاكرم(ص) ايضا:"الحسن والحسين امامان قاما اوقعدا".
لفد كان الامام الحسين(ع) قدوة الاحرار ومدرسة النضال ومصدر
الحرية وموحد اللغات والاديان والقوميات ، فغاندي محرر الهند خاطب
الشعب الهندي بالقول المأثور:على الهند اذا ارادت ان تنتصر ان تقتدي
بالامام الحسين. وقال ايضا: تعلمت من الحسين كيف اكون مظلوما فأنتصر.
كان الامام الحسين(ع) راية الرفض حين قال:"مثلي لايبايع مثله"،
وراية للعدل والحرية وانتفاضة الاحرار ضد الاستعباد ونداء المظلوم في
وجه كل ظالم وثورة من اجل اسقاط السيطرة وحكم الظلم والباطل.
كتب الامام الحسين(ع) في وصيته لاخيه محمد بن الحنفية وهو يخرج من
مكة الى ساحة المواجهه في العراق:
واني لم اخرج اشرا ولابطرا ولامفسدا ولاظالما،وانما خرجت لطلب
الاصلاح في امة جدي صلى الله عليه واله،اريد ان امر بالمعروف وانهي
عن المنكر،اسير بسيرة جدي وابي علي بن ابي طالب عليه السلام".
فسلام عليك ايها السبط سيد شباب اهل الجنة وسيد الشهداء وسنبقى
سيدي ومولاي مستبصرين بنورك ، مستمدين من عزمك.
* بلغراد- صربيا والجبل الاسود
[email protected]
|