لبست الحسينيات السواد من الاول من شهر محرم تعبيرا عن الحزن
والاسى على مقتل سيد شباب أهل الجنة حفيد الرسول الاكرم صلى الله
عليه وآله وسلم وفلذة كبد البتول عليها السلام الامام الحسين عليه
السلام. وكذلك تذكيرا وتجسيدا لواقعة الطف التي حدثت في العاشر من
محرم عام 61 هجرية باستشهاد الامام واخوته وابنائه وبني عمومته
وانصاره وسبي أهل بيته.
وبدأت الحسينيات فعالياتها في احياء تلك الشعائر الحسينية حيث
شارك العديد من الخطباء بمختلف الجنسيات واتضح ان هناك تعاونا تاما
من قبل القائمين على الحسينيات مع رجال الامن في تطبيق كافة
التعليمات والبنود مع تحديد مواقف خاصة للطوارىء والخدمات الطبية
والامن بالاضافة الى تحديد مواقف للسيارات بعيدا عن المداخل الرئيسية
للحسينيات.
وتطرق الخطباء في بداية المحاضرات وسط جماهير كبيرة الى مظلومية
الامام الحسين عليه السلام وبداية خروجه من مدينة جده الرسول الاكرم
عليه افضل الصلاة والسلام ثم الى مكة المكرمة ثم الى العراق حيث
استشهد هناك.
وأشار الخطيب الحسيني عبدالرضا معاش في حسينية سيد محمد في سلوى
الى علاقة الإنسان بالزمان، ومدى أهميتها في تحقيق الأهداف السامية
قبل انتهاء العمر، حيث قال ان تعامل الإنسان مع الظواهر الذهنية
والحسية يتمثل بأربع نقاط، الأولى تعطي الحياة للإنسان أكثر من عطائه
لها وتسمى مرحلة الفتوة، والثانية عطاء الإنسان وأخـــذه يكون بدرجة
واحدة وتسمى مرحلة الــهرم، والثالثة يعطــي الإنسان للحياة أكثر من
الأخذ منها وتسمى مرحلة الشــيخوخة، والرابعة عدم عطــاء الإنســـان
وأخذ الحياة منه وتسمى مرحلة الموت.
وقال الشيخ معاش ان الإنسان يجب ان يستفيد من تلك الأيام التي تمر
فيها ذكرى استشهاد الإمام الحسين، وتستغل المحاضرات والبرامج الدينية
المتعلقة بذلك استغلالاً جيداً لأنها تمر كما مرت السنوات السابقة،
ولكن الفرق إذا استطاع الإنسان ان يخرج بحصيلة جيدة من هذه الذكرى،
موضحاً ان الحسين لم يخرج ولم يكن يبحث عن منصب دنيوي، ولكنه خرج من
أجل طلب الإصلاح للأمة.
واشار الخطيب الحسيني السيد جاسم الكربلائي في جامع الامام علي بن
ابي طالب عليه السلام في العمرية الى عباد الرحمن والذين يعتبرون
العباد الحقيقيين الذين يستحقون العطف والمودة والرحمة والمحبة ثم
الجنة من الله تعالى، وان هؤلاء يتصفون بصفات خاصة وعليه فانهم
يتمتعون بلطف الله ورحمته.
ومن هذه الصفات التواضع فهم «عباد الله الذين يمشون على الارض
هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما»، هؤلاء لم تصرفهم الكبرياء
والمنصب والمركز عن تواضعهم والنواحي الانسانية والاخلاقية بل انهم
استمتعوا بهذه النعمة الالهية عن طريق الخشوع والايمان ولم يصبوا جام
غضبهم على الآخرين ولم يمسكوا عن مساعدة الضعفاء.
وبين ان الصفة الاخرى لهؤلاء العباد «الذين يبيتون لربهم سجدا
وقياما» حيث انهم دائما مشغولون بعبادة الله تعالى واداء الخيرات
والابتعاد عن المنكرات، ثم اؤلئك الذين دائما يدعون الباري عز وجل ان
يصرف عنهم عذاب جنهم، بل انهم يساهمون في دفع الجبروت والكبرياء عن
الأمة الاسلامية لعدم قيام البعض بأعمال بعيدة عن الاسلام والانسانية
كالاحداث الاخيرة من قبل فئة ضالة وظالمة.
وقال الشيخ حسين الفهيد في حسينية آل بوحمد في الدعية ان شهر محرم
تقبل النفحات القدسية ويتزود اهل الولاية بالمعرفة والعلم والقيم
الاخلاقية اضافة الى رقي النفس والروح وصفاء العقل للوصول الى اسمى
الكمالات، حيث ان الحسينيات مراكز علم وجامعات منوعة وصروح علمية لان
قضية الامام الحسين عليه السلام رابط بين السماء والارض، لذا فان
الاستعداد لشهر محرم لم يأت من الشيعة فقط بل من جميع الطوائف
والمذاهب الاسلامية وكذلك غير الاسلامية لانهم يعتقدون بما حصل في
عاشوراء ولما له من خصوصية، ومن هنا كان على المؤمنين البحث العقائدي
عن تفاسير القرآن الكريم وليس النظر فقط بالظاهر.
من جهته جدد السيد محمد باقر الموسوي المهري مطالبته بأن يكون يوم
عاشوراء يوم عطلة رسمية حدادا على الحسين عليه السلام واحتراما لدماء
الشهداء وتكريما لجده رسول الله صلى الله عليه وسلم وامه فاطمة عليها
السلام.
واوضح المهري في خطبة الجمعة ان النائب صالح عاشور اقترح ان يكون
يوم عاشوراء عطلة رسمية، وحوَّل المجلس هذا الاقتراح الى اللجنة
المالية والاقتصادية التي وافقت عليه بالاجماع فأحاله رئيس المجلس
الى الحكومة التي لم تنفذ حتى الآن ما أقره المجلس!
وطالب المهري بعض اعضاء مجلس الامة الابتعاد عن التشكيك بأجهزة
الدولة واتهامها بعدم تطبيق قوانين حقوق الانسان وذلك من خلال
المقابلات التي تجريها معهم بعض الفضائيات، مشيرا الى ان سمعة الكويت
بلد الحرية والديموقراطية فوق كل شيء وكل الاعتبارات والمصالح
الانتخابية.
ودعا المهري الى الوقوف صفا واحدا ضد كل الافكار المتطرفة
التكفيرية والعمليات الارهابية والقائمين عليها والمؤيدين لها،
مطالبا الحكومة بحذف المناهج التكفيرية بأسرع وقت ممكن، وتعيين
اساتذة من المعتدلين في الجامعات والمدارس وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص
في الوزارات والجيش.
وختم خطبته بمطالبة الجميع الالتفاف حول القيادة الشرعية للقضاء
على ظاهرة الارهاب والعنف. |