الصفحة الرئيسية

مجلة النبأ

المرجعية الدينية

التاريخ يصنعة العظماء

 

 

 

الحق الإسلامي المبين في معركة كربلاء

 

(إن معركة كربلاء كانت نهضة إسلامية أكثر مما هي فاجعة إسلامية).

التحريف الذب بان تماماً على الإسلام اقترن بكل جلاء حين تم توريث سلطة الحاكمية الإسلامية من (معاوية بن أبي سفيان) داهية التآمر على الدين المحمدي – الإلهي إلى ولده النزق (يزيد بن معاوية).. لعنهما الله شر اللعنات فالدولة الإسلامية لم تكن بحاجة إلى من يحكمها من خارج فريق المؤمنين الحقيقيين.

وبعيداً قليلاً عن الروايات التاريخية المتواترة التي تحدثت عن إسلامان إسلام إلهي قاده الإمام الحسين (عليه السلام) وإسلام مزيف قاده يزيد بن معاوية فإن أصل ذاك الصراع لم يخرج عن دائرة كون أن دين الله الإسلام قد أصبح مصيره في خطر ولا بد من عمل شيء ما لتنبيه الأمة الإسلامية لما كان يُحاك ضدها وما يرسم لها من تآمر.

وبعد أن أصبحت المبادئ على المحك العملي في ساحة معركة كربلاء كان الحق المبين واضحاً في تحدي ما زاد على (70) شخصاً مسلماً مؤمناً في جيش أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) على عشرات الألوف التي كانت حاضرة لإبادة هؤلاء السبعين شخصاً، وأكيد فإن في جانب الجيش اليزيدي الكافر كان هناك من يتساءل: ما الذي يدع كل هؤلاء السبعين مؤمن ليضحوا بحياتهم في معركة يعرفون نتائجها الخاسرة لحياتهم.. وكان الجواب لدى نفس كل هؤلاء مباناً تماماً أنه الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبدينه السماوي الإسلام ولا يوجد أدنى شك في ذلك.

ومقولة الإمام الحسين (عليه السلام) لولده الإمام علي زين العابدين (عليه السلام) وهما سائران في الطريق إلى العراق ضمن قافلة أبطال كربلاء: (ما دمنا على الحق فلن نخشى الموت) لقد علمنا الإمام الحسين معنى أن يكون المؤمن على حق فعلاً وليس إدعاءاً إذ لم يمنع الماء عن كتيبة (الحر الرياحي) الذي التقى بجيش الحسين قبل الوصول إلى كربلاء لكن جيش الكفار بقيادة رجل الحاكم الجديد يزيد وهو عبد الله بن زياد قد منع الماء حتى عن الأطفال الذين كانوا في جانب المعسكر الحسيني.

لقد توالت الدروس من مشاهد واقعة كربلاء فقد كان الدفاع عن الإسلام تأكيداً للالتزام بمبادئ سامية أثبتها جيش الإمام الحسين (عليه السلام) المتواضع. وها أن الزمن يأخذ دوراته العتيدة والإسلام باقٍ وأعداء الإسلام ما زالوا كـ(أفراد) منبوذون في نظر مجاميع وتجمعات المسلمين الأبرار.

أن الحق الإسلامي الذي بان واضحاً ضمن نتائج كربلاء ومعركتها الشهيرة قد خلقت لها مدرسة من المؤمنين في كل عصر وهم الكفلاء لتوصيل الصوت الحسيني إلى العالم من جديد.

شبكة النبأ المعلوماتية / ملف عاشوراء 1426هـ