بسم الله الرحمن الرحيم
( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) الحج 32
ها هو شهر محرم الحرام يقبل علينا والحزن معه ، والمأساة في
جوانبه ، إنه الشهر الذي سُفِكَ فيه الدم الحرام من قبل من لا يراعي
حرمةً لدين ، ولا إنسانية ، ولم يسلم في هذه الواقعة الأليمة طفل
رضيع ، ولا شيخ كبير ، وإنها معركة بين الحق والباطل ، الحق متمثل في
الإمام الحسين عليه السلام وأتباعه ، والباطل متمثل في يزيد الطاغية
وأزلامه .
إن هذه المعركة لم تنتهِ فصولها إلى الآن ، فها هي الأبواق تواصل
درب الباطل في التشكيك في هذه الواقعة وشعائرها ، وتحاول بإسلوب وآخر
التقليل من شأنها ، والتشكيك في مرتكزاتها ، فما هو واجبنا تجاه
الحسين عليه السلام والشعائر الحسينية ؟
لعل من تلك الواجبات ما يلي :
1- إظهارها وتصويرها بحقيقتها للعالم ، حتى يدرك مدى هذه المأساة
، وانها ليست معركة أشخاص بل هي معركة قيم ومباديء ، معركة الإسلام
في مواجهة الكفر والطغيان .
2- التركيز على الجانب الإعلامي ، سواء في الفضائيات أو الانترنت
، أو البالتوك ، أو الصحف والمجلات ، وإنتاج مسلسلات أو أفلام تجسد
تلك الواقعة ليعيش العالم فصولها حية في وجدانه .
3- الدفاع العلمي عن الشبهات التي أثيرت حول واقعة كربلاء
والشعائر الحسينية ، وإن العلماء الأعلام جزاهم الله خيراً قد أبلوا
بلاءاً حسناً قي ذلك ، ولكن كل يوم تثار بعض الشبهات والتهريجات ،
فيلزم دحضها حتى لا تنطلي على عامة الناس .
4- عمل دراسات وبحوث حول تلك الواقعة المباركة لما تمثله من بيان
لعظمة الإسلام ملخصة في شخص الإمام الحسين عليه السلام ، ولما تمثله
من القيم والمثل والمباديء الإسلامية الراقية والرائعة .
عظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الفادح ، وجعلنا من السائرين
على درب الحسين والمدافعين عن نهضته المباركة ، والمناصرين لقضيته ،
وحشرنا وإياكم مع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ومع آله الطيبين
الطاهرين عليهم السلام .
محمد جعفر إبراهيم مهدي الدرازي
www.adurazi.org |