نبض الإنسانية الخالد..

كتب عاشوراء

 صفحة عاشوراء

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

   

 العودة الى فهرس الكتاب

 

الثقافة الحسينية/ الفصل الرابع: نظرات نقدية في أدوات الثقافة الحسينية

حول المجالس النسائية*

 

يرى البعض أن المجلس الحسيني النسائي متخلف نسبياً، لكونه مغرق في العاطفة بعيد عن التعقل، زاهد في استخدام الفنون والوسائل الحديثة .. فما هو رأيكم؟

قد لا يكون التوصيف بأن المجالس الحسينية النسائية بعيدة عن التعقل دقيقاً لكونها مغرقة بالبعد العاطفي، فليس العاطفة ضد التعقل بشك لمطلق، بل قد تكون نتيجة من نتائج العقل، كما هو الحال في تعزية أبي عبد الله الحسين، فالحزن والبكاء مطلوبان عقلاً، لكونها يمثلان المواساة لأهل البيت، ولكونها يوجبان الأجر والثواب الكبير كما في الروايات عن أهل البيت (ع) .. ولعل التعبير الأدق هو أن نقر بأن للمجالس الحسينية بعدان، العاطفي، والموضوعي الذي يمثل جانب المعرفة والإقتداء، و في المجالس النسائية نجد التركيز كبير على الجانب العاطفي، وهنالك إغفال وتهاون للجانب الموضوعي والمعرفي والذي ينبغي الالتفات إليه، خصوصاً أن فئة الفتيات يحتجن إلى التوجيه في غمرة التأثيرات الغربية والعمل على توجيه عقلياتهن في اتجاه اتهام الدين و الانبهار بالواقع الغربي، فالحاجة أصبحت ماسة للاهتمام الموضوعي والمعرفي في المجالس الحسينية النسائية.

وبخصوص توظيف الأعمال الفنية والتقنية الحديثة، نأمل كذلك أن يكون التوجه لها جاداً لكونها تؤدّي الهدف بشكل مؤثر ليخدم الثقافة الحسينية.

السؤال الثاني

ما هي الأفكار والآراء والرؤى لتطوير المنبر الحسيني النسائي؟

لقد لاقت المجالس النسائية في الآونة الأخيرة تطوراً ملحوظاً في جانب الاهتمام بالجانب الموضوعي والتوجيهي، إلا أن ذلك لم يف بالمطلوب، نظراً لكثرة المجالس التي تحيى فيها ذكرى عاشوراء، كما أن هنالك شح في عدد القادرات على العطاء في هذا الجانب نسبة لمتطلبات الواقع، لذا فالاقتراحات التي يمكن أن نذكرها في هذا الصدد، هو الاهتمام بإعداد كوادر علمية نسائية، والاهتمام بتعليم الخطابة وفنونها لجيل الشابات، كذلك ينبغي أن تشيع الحسينيات الخاصة بالنساء ذات البناء المستقل، فالكثير من الجالس تعقد في بيوت خاصة مما يقلل فرص التعاطي الإداري، والتفاعل العملي من جانب الأخريات .

وينبغي على الجميع وعلى رأسهم العلماء أن يعززوا هذا التوجه، لتستمر إحياء المناسبة بصورتها الكاملة على المستوى الرجالي والنسائي في خط متواز، ونسأل الله العلي القدير التوفيق لذلك إنه سميع مجيب.


* أسئلة لنشرة الحسين (ع) الصادرة عن جمعية أهل البيت (ع) ، قدمها علي الصباغ.