نبض الإنسانية الخالد..

كتب عاشوراء

 صفحة عاشوراء

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

   

 العودة الى فهرس الكتاب

 

الثقافة الحسينية/ الفصل الأول: المعرفة الولائية الحسينية من المشتات إلى المنهجة

توصيف وتقييم

 

بالملاحظة العلمية والمراقبة الدقيقة للاطروحات في المعرفة الحسينية الولائية، والحوارات والتساؤلات والقناعات التي تزدحم بها ساحات العطاء الثقافي في المواسم الولائية لإحياء أمر أهل البيت (ع) في العالم الإسلامي، وبملاحظة الأفكار المتداولة بين أفهام الناس في المجتمع الإسلامي حول المسألة الحسينية، نستكشف واقعاً يعاني من التفكك والشتات وعدم التناسق في الوحدة الفكرية والسياق الثقافي لمجمل المعرفة الحسينية في ذهنية عامة الناس، بمعنى إن معرفة المجتمع ـ وأقصد به الشريحة الأوسع من الناس ـ تتركّز حول بعض القضايا دون قضايا أخرى، وكذا يصعب الربط والتنسيق بين ما يؤمن به الفرد من أفكار متعددة حول القضية الحسينية، فتراه يحكّم قوّة العقل حيناً، ويتمسّك بتراث الأجداد دون وعي حيناً آخر، وقد يأخذ تحقيقات العلماء والمحققين منهجاً في تبني بعض الأفكار، ويضرب بتلك التحقيقات عرض الحائط في وقائع وأفكار أخرى، بل قد تكون المعرفة مستوعبة لمجمل المعارف الحسينية، إلا أن هنالك هوّة واسعة وحجاباً متيناً يمنع من التأثير السلوكي لتك المعارف خارج نطاق العقل ووعيه.

ويصل الأمر من الضعف في الوعي الاجتماعي إلى أن الفرد يؤمن ويقتنع بمسألة ما، ويرفض مسألة أخرى قد تطابقها في المناط وتتحد معها في المقصد، إلا أن بعض التأثيرات الخارجية فكرية أو نفسية، قد يكون لها الدور في ذلك الرفض وعدم القبول.

هذا ما نجده ماثلاً أمامنا عند ملاحظتنا للوعي الاجتماعي في المسألة الحسينية، واستخلاصاً من هذه الحركة التفكيرية، نوصّف وعي المجتمع بأنه مصاب بالشتات والتيه في المسألة الولائية بوجه عام، وفي عمقها الحسيني بوجه خاص.