ملحمة بطولة وجهاد عز..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة الأحرار ومدرسة النضال

 

الشهادة في سبيل الله تعني الحضور، والإبصار، والإخبار، والشهود، والصدق، والأمانة، والوعي للشخص الذي تتطلع إليه العيون، وهي تعني أخيراً القدوة والنموذج والشهادة في قاموس الأبطال، ليست حدثاً منغصاً كما المتعارف عليه عند بعض الأمم، مجرد تضحية يقدم عليها أحد الأبطال، إذ يقتل بيد عدوه في ساحة القتال، فيكون موته مبعث ألم، ويكون اسمه شهيداً، وموته شهادة! كلا، الشهادة: في معارفنا لحياة الشهداء ليست موتاً يفرضه العدو على المجاهد، بل الشهادة اختيار واعٍ يقدم عليه المجاهد بكل طواعية، ووعي، وإدراك، ويختاره بدافع ذاتي بعيد، إن وعي الشهيد، يضعه في موقع المسؤولية ضد كل أنواع الاضطهاد والإذلال، ولما لم يكن لديه من سلاح سوى وجوده فقد حمله على راحتيه وبرز به إلى مقتله، ثم بخطى واعية، ثابتة دقيقة التنظيم كانت مسيرته إلى تلك الشهادة.

فالشهادة منهج حياة، ودعوة لكل الأجيال في كل العصور، إذا ما هُدّدت عقيدة بالانهيار، فإن أنصارها يدافعون عنها بالجهاد، ويضمنون استمرارها واستمرارها بقوة الدفاع والنضال، أما إذا عجزوا عن المقاومة ولم يمتلكوا وسائل الدفاع فإنهم سيحافظون على إيمانهم وعزتهم ومستقبل تاريخهم بالشهادة.

وطبعاً المسير إلى طريق الشهادة يحتاج إلى إخلاص نية ووعي وإيمان وجميع شروط الإيمان ويحتاج أيضاً إلى أسوة ومعلّم يُقتدى به، وقيادة ربانية تهدي إلى الله، والى الصراط المستقيم، وأسوة صافية ونقية ومبرأة من كل نقص وعيب ودنس، ليس فيها أي نقطة ضعف، ولا ثغرة نقص، ولا تثير علامة استفهام، بل تمثل القيم الرسالية، والأخلاق الإسلامية تمثيلاً حياً متجسداً في سلوكها وتكون مبعث اطمئنان وأمان.

وهل هناك خير من الحسين بن علي (عليه السلام) وثورته المباركة في كربلاء؟ لا، وألف لا، فهو المتصف بكل صفات الكمال البشري مطلقاً، ففي كل حركة من حركاته، وسكنة من سكناته يجسد صفات الكمال، ويعطي دروساً في الإيمان، والعلم والعمل وفي سيرته عِبَر لا تحدّ بحدود الزمان والمكان، لأن الله أدخره لإصلاح دينه، فلا تجد أحداً بعد جده وأبيه وأمه وأخيه يبلغ شاؤ عظمته. فهو عظيم دونه كل عظيم، وشخصية أسمى من كل شخصية، ورجلاً فوق الرجال مجتمعين.

والحسين (عليه السلام) أسوة وقدوة في كل منحى من مناحي حياته، أسوة في التحدي، وأسوة في التضحية، وأسوة في الإباء، وأسوة في العلم، وأسوة في الزهد بالدنيا، ومن هنا ينبغي علينا إن أردنا التأسي بالإمام الحسين (عليه السلام)

أن نستحضر الحقيقة الحسينية، في الإسلام والفداء لأجله، والتضحية بكل غال ونفيس في سبيله، وتقديم مصلحة المجتمع والإسلام على الفرد والنفس.

والسلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك عليك منا سلام الله أبداً ما بقينا وبقي الليل والنهار.

شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ